تواصل القاهرة دورها الإنسانى والسياسى التاريخى المعهود على مدار تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلى، وخلال الأشهر الماضية من العدوان الإسرائيلى المستمر حتى اليوم، أثبتت القاهرة ريادتها فى دعم الفلسطينيين، وقبيل شهر رمضان تكثف القاهرة من جهودها الدبلوماسية لإنجاز تهدئة وحق دماء الأشقاء.
وفى إطار دور القاهرة السياسى شاركت مصر فى جولة جديدة من المفاوضات التي تستضيفها باريس عبر الوسطاء بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، حول صفقة تبادل الأسري بين الطرفين، وهدنة إنسانية تستمر عدة أسابيع فى قطاع غزة.
وتهدف الجولة الجديدة من المفاوضات إلى التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة، وتعمل أطراف الوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، منذ أسابيع، لإيجاد صيغة يمكن أن توقف الهجوم الإسرائيلى المدمر على غزة.
ويشارك فى المحادثات، مسؤولون من دول الوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، ووفد إسرائيلى، وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن الوفد الإسرائيلى غادر إلى باريس لاستئناف المحادثات حول إبرام صفقة تبادل للأسرى، ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلى قوله إن هناك بعض الأسباب للتفاؤل بشأن مفاوضات باريس، مشيرا إلى أنه رغم وجود مخطط عام أولي، فمن المتوقع أن تكون المفاوضات شاقة.
ويمثل الاحتلال الإسرائيلي، فى المحادثات رئيس الموساد دافيد (دادي) برنيع ورئيس الشاباك رونان بار وقائد وحدة استخبارات الأسرى والمفقودين والمستشار السياسى لرئيس الوزراء أوفير فليك.
وعلى الصعيد الإنسانى، تواصل القاهرة ملحمة المعبر، وشهد معبر رفح بين مصر وفلسطين، اليوم، دخول استقبال مجموعة جديدة من الجرحي والمصابين القادمين من غزة لتلقي العلاج بالمستشفيات المصرية، ودخول شاحنات مساعدات من الجانب المصري في طريقها لقطاع غزة واستقبال مسافرين .
وأفادت بيانات إدارة معبر رفح، أنه جاري استقبال 40 جريحا ومصابا فلسطينيا و33 مرافقا لهم من قطاع غزة من مختلف المستشفيات للعلاج في مصر، وعبور 95 من المصريين بجانب 250 من أصحاب الاقامات في الخارج و مغادرة 42 من الوفود الطبية إلى قطاع غزة، وتسيير قافلة مساعدات من الجانب المصري للجانب الفلسطيني.
ويستقبل يوميا فريق الأطباء المصريين المرابطين علي معبر رفح جرحى ومصابين قادمين من قطاع غزة لتلقي العلاج بالمستشفيات المصرية، ويقومون بإجراء الكشف الطبي وتحديد وجهة المستشفى التي تنقل إليها بواسطة سيارات إسعاف ترتكز في ساحة المعبر في حالة جاهزية انتظارا لوصول الجرحى والمصابين.
وتوضح إحصائيات الهلال الأحمر المصري بشأن حركة استقبال المساعدات الإنسانية ودخولها غزة إنه تم استقبال 560 طائرة إلى مطار العريش الدولي واستقبال 51 سفينة مساعدات عبر عددا من الموانئ المصرية وهي المساعدات المقدمة من 40 دولة عربية وأجنبية و28 منظمة إقليمية ودولية وتم تسليم للجانب الفلسطيني عدد 8 آلاف و820 شاحنة حملت 133 ألفًا و479 طنًا من المساعدات الإغاثية المتنوعة إلى قطاع غزة.
وبخلاف ذلك حشدت القاهرة مساعدات إنسانية مصرية لغزة بأحجام كبيرة، سواء من مصر ذاتها أو من خلال جميع دول العالم التي قامت بإرسال مساعدات إلى مطار العريش، وضغطت بشدة على جميع الأطراف المعنية لإنفاذ دخول هذه المساعدات إلى القطاع، إلا أن استمرار قصف الجانب الفلسطيني من المعبر من قبل إسرائيل، الذي تكرر أربع مرات، حال دون إدخال المساعدات، وأنه بمجرد انتهاء قصف الجانب الآخر من المعبر قامت مصر بإعادة تأهيله على الفور، وإجراء التعديلات الفنية اللازمة، بما يسمح بإدخال أكبر قدر من المساعدات لإغاثة أهالي القطاع.
وبلغ حجم المساعدات المصرية التي وصلت للقطاع 80% من المساعدات التى تلقاتها من بعض البلدان لادخالها، شملت المساعدات 1000 طن من المواد الغذائية واللحوم و40 ألف بطانية وأكثر من 300 ألف علبة أدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى الملابس والاحتياجات اللازمة، يرافقها طاقم طبي من كافة التخصصات.
كما نجحت الدفعة الثانية والثالثة من القوافل الإغاثية للتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى وحياة كريمة المُحملة بالمساعدات الإنسانية فى العبور عن طريق ميناء رفح البرى إلى الشعب الفلسطينى فى غزة، علاوة على اصطفاف عشرات القاطرات استعدادًا لعبورهم إلى الأراضى الفلسطينية، وتستمر الجهود فى إيصال المساعدات لأهل غزة.