مازالت الحكومة الإسرائيلية تتجاهل المجتمع الدولي وتستمر في عدوانها علي الشعب الفلسطيني بهجمات متكررة في قطاع غزة وعمليات تهجير قسري للفلظسطنيين من منازلهم.
مسؤولو الأمم المتحدة حذروا خلال جلسه لمجلس الأمن تم تخصيصها لبحث مسألة انعدام الأمن الغذائي في غزة. من أن ما لا يقل عن 576 ألف شخص في غزة، أي ما يعادل ربع عدد سكان القطاع، "على بعد خطوة واحدة من المجاعة"، وأن طفلا واحدا من بين كل 6 أطفال، دون سن الثانية، في شمال غزة يعاني من سوء التغذية الحاد والهزال.
ومن جانبه قال ماوريتسيو مارتينا نائب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إن جميع سكان القطاع البالغ عددهم حوالي 2.2 مليون شخص يواجهون مستويات "أزمة أو أسوأ" من انعدام الأمن الغذائي في غزة ، وهي "أعلى نسبة على الإطلاق من الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد".
وأشار مارتينا إلى أن البنية التحتية المدنية لإنتاج وتوزيع الأغذية مثل الأراضي والمخابز ونظم الري- قد تعرضت لأضرار بالغة أو دمرت أو أصبح من الصعب الوصول إليها، بالإضافة إلى ذلك، طال الدمار القطاع التجاري نتيجة للحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع، مما أدى إلى استنزاف سريع للمخزونات الغذائية المستوردة.
وأضاف مسؤول الفاو " تأثرت سلسلة الإمدادات الغذائية بأكملها جراء الحرب، كما أثر نقص الوقود وانقطاع الكهرباء بشكل كبير على أنظمة الأغذية الزراعية والبنية التحتية للمياه ومحطات التحلية، لافتا الي أن"حوالي 97 ٪ من المياه الجوفية غير صالحة للاستهلاك البشري.
وقال مسؤول منظمة الفاو إن القيود الصارمة المفروضة على المساعدات الإنسانية "جعلت من المستحيل القيام بأي عمليات إنسانية مجدية"، وبالتالي فإن المستويات الحالية من المساعدة غير متناسبة تماما مع الاحتياجات الهائلة.
ومن جانبه حذر راميش راجاسينجام نائب منسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة من أنه "على الرغم من كآبة الصورة التي نراها اليوم، فإن احتمالات المزيد من التدهور قائمة"، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية وانعدام الأمن والقيود الواسعة النطاق على دخول وتسليم السلع الأساسية أدت إلى تدمير إنتاج الغذاء والزراعة.
وأضاف المسؤول الأممي أن الأعمال العدائية ونقص الإمدادات الأساسية، بما فيها الكهرباء والوقود والمياه، أدت إلى توقف إنتاج الغذاء فعليا، موضحا "الجوع وخطر المجاعة" يتفاقمان بسبب عوامل تتجاوز مجرد توافر الغذاء.
وأوضح أن عدم كفاية خدمات المياه والصرف الصحي والرعاية الصحية مصدر قلق بالغ بشكل خاص مضيفا الاكتظاظ المزمن والتعرض للبرد وغياب المأوى الملائم إلى هذا النقص في التغذية، فتكون بذلك قد خلقت الظروف الملائمة لتفشي الأمراض الوبائية على نطاق واسع".
وأضاف المسؤول الأممي أن "تعليق التمويل لوكالة الأونروا يشكل تحديا لقدرتنا على القيام باستجابة فعالة" لافتا الي أن الاستجابة ستكون مستحيلة دون اتخاذ إجراءات فورية ومتضافرة من جانب الأطراف المعنية ومجلس الأمن والدول الأعضاء الأخرى والمجتمع الدولي الأوسع.