بنيامين نتنياهو
بلغت الانقسامات في الداخل الإسرائيلى مداها خلال الـ24 ساعة الماضية، بعد أن خرج الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بينى غانتس عن طوع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث أثار سفر غانتس إلى الولايات المتحدة أزمة بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لأن الزيارة تمت دون موافقة رئيس الوزراء أو التنسيق معه.
وظهر الخلاف للعلن، فبحسب مقربين من نتنياهو، فإن "رئيس الوزراء أوضح لغانتس أن إسرائيل لديها رئيس وزراء واحد فقط"، ثم أعطى نتنياهو تعيلماته للسفارة الإسرائيلية في واشنطن بعدم مرافقة غانتس في جولته الأمريكية، ويأتي هذا الخلاف ليٌعزز وجود شرخ في القيادة الإسرائيلية حول طريقة قيادة نتنياهو للحرب على غزة المستمرة منذ 150 يوما وخلفت 30 ألف شهد من المدنيين في قطاع غزة وتركت بقية السكان على مشارف المجاعة.
وقال مسئول من حزب الليكود اليمينى الذى ينتمى إليه نتنياهو، إن جانتس لم يحصل على موافقة رئيس الحكومة لإجراء الاجتماعات فى واشنطن، وأن نتنياهو تحدث مع جانتس بشكل صارم، مما يسلط الضوء على الانقسامات الواسعة داخل حكومة الحرب الإسرائيلية بعد مرور 5 أشهر على العدوان على غزة.
كذلك تعد تلك الرسالة بمثابة اعتراف من واشنطن بالخلاف الذى يزداد عمقا بين نتنياهو والإدارة الأمريكية بسبب الحرب على غزة، خاصة أن تلك الزيارة تتزامن مع أنباء عن رفض الرئيس الأمريكي جو بايدن تلقى اتصالا هاتفيا من نتنياهو بسبب لمجرزة التي قام بها جيش الاحتلال بحق المدنيين في دوار النابلسى خلال استلامهم مساعدات إنسانية والتي عٌرفت إعلاميا بـ"مجزرة الطحين".
وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، إلى أن "حاشية رئيس الوزراء" شعرت بالغضب من أن غانتس سيسافر دون مواقفة نتنياهو، وأكدوا أن هذا يتعارض مع اللوائح الحكومية التي تتطلب موافقة كل وزير على سفره مسبقًا مع رئيس الوزراء.
ولفتت الصحيفة، إلى أن هذه الزيارة تأتي في وقت مثير للاهتمام، بشكل خاص، في حين أن المفاوضات بشأن صفقة المحتحزين مستمرة منذ فترة طويلة، وفي ظل التقارير في الولايات المتحدة التي تفيد أن صبر الإدارة الأمريكية بدأ ينفد تجاه سلوك نتنياهو في الحرب، والادعاءات بأنه مقيد بالأغلال من شركائه في الائتلاف الحكومي، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، قالت إن دعوة الإدارة الأمريكية للوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني غانتس، لزيارة واشنطن، "رسالة إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو"، ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن زيارة غانتس إلى واشنطن "تظهر حتما أن هناك شخصا في الحكومة الإسرائيلية يجد المسؤولون الأمريكيون أنه يستحق ثقتهم، بعد إضافة الأشهر الخمسة الماضية إلى عدم الثقة والشك تجاه نتانياهو".
فيما قالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس ستلتقى بالوزير غانتس فى تحدى لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.
ويلقتى بينى جانتس، خصم نتنياهو، مع عدد من مسئولى إدارة بايدن هذا الأسبوع، بينهم هاريس ووزير الخارجية انتونى بلينكن ومستشار الأمن القومى بالبيت الأبيض جيك سوليفان. ويتواجد الرئيس جو بايدن فى المنتجع الرئاسى كامب ديفيد خارج واشنطن حتى الثلاثاء.
وقالت أسوشيتدبرس، إن هاريس تخطط خلال لقائها مع جانتس للضغط من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت يسمح لإطلاق سراح عدة فئات من الأسرى الذين لا يزالوا محتجزين فى غزة، وقالت هاريس أثناء وجودها فى سيلما بولاية ألاباما الأحد، إنه نظرا لحجم المعاناة الهائل فى غزة، يجب أن يكون هناك وقفا لإطلاق النار على الأقل خلال الأسابيع الستة المقبلة، وهو الأمر المطروح على طاولة المفاوضات الآن. وأضاف أن الاتفاق سيخرج عدد الأسرى من غزة ويدخل قدرا كبيرا من المساعدات.
وقال مسؤول في البيت الأبيض عن اجتماع غانتس المزمع مع هاريس "إن اجتماع نائبة الرئيس هو جزء من جهودنا المستمرة للتعامل مع مجموعة واسعة من المسؤولين الإسرائيليين بشأن الحرب في غزة والتخطيط لليوم التالي"، وأضاف لكن الأمريكيين يستمرون في الإصرار علنا على أن نتانياهو هو رئيس الوزراء وسيتعاملون معه على هذا النحو، بغض النظر عن الاختلافات السياسية"، يقول التحليل.
