بعد أكثر من ستة أشهر من العدوان المستمر علي غزة ، كان وما زال مقدمو الرعاية الصحية هم خط الدفاع الأول في مواجهة الموت والدمار في محاولات لإنقاذ أرواح المدنيين الفلسطينيين وأكثرهم من الأطفال والنساء، واضطر العاملون في مجال الرعاية الصحية في غزة إلى مواجهة تحديات غير مسبوقة لتقديم المساعدة الطبية لآلاف الأشخاص، من إجراء عمليات جراحية ورعاية مركزة بأقل الإمكانيات وفي معظم الأوقات بدون تخدير، يأتي ذلك في الوقت الذي كان يحاول مقدمي الرعاية الصحية من البقاء على قيد الحياة وإدارة الخسائر التي ألحقتها بهم الحرب شخصيًا.
ووفق تقرير لمنظمة أطباء بلا حدود، يقول بعض العاملين في مجال الرعاية الصحية في قطاع غزة، إنهم يعيشون في خوف وتوتر وقلق دائمين أثناء استمرارهم في علاج المرضى، لافتين إلي (بشاعة) استقبال أعداد كبيرة بشكل متكرر من الضحايا الذين يعانون من سحق الأطراف والحروق الناجمة عن الانفجارات، واضطرارهم إلى إجراء عمليات بتر دون تناول مسكنات الألم أو التخدير الكافي.
ووفق التقرير الدولي، أنه قُتل 499 عاملاً في مجال الرعاية الصحية، لافتا إلي النقص الشديد في الإمدادات الطبية التي يحتاجون إليها لإنقاذ الأرواح، والذي نجم عن حصار قوات الاحتلال الإسرائيلي الكامل لغزة حيث أجبر مقدمو الرعاية علي إخلاء المستشفيات بعد أن هاجمتها قوات الاحتلال.
ومن جانبها، أكدت الطبيبة النفسية في منظمة أطباء بلا حدود، الدكتورة أودري مكماهون، التي عادت مؤخراً من فلسطين، إن الطاقم الطبي في غزة يعمل تحت ضغط نفسي شديد.
ولفتت مكماهون إلي أنه يواجه العاملون في مجال الرعاية الصحية في غزة نفس الصعوبات التي يواجهها 2.2 مليون شخص آخرين يعيشون في القطاع. كما فقد هؤلاء الأطباء والممرضون والمستجيبون للطوارئ منازلهم؛ ويعيش البعض في الخيام، وقد قُتل العديد من أصدقائهم وأفراد أسرهم.
تقول جيزيلا سيلفا جونزاليس، مديرة أنشطة الصحة النفسية في منظمة أطباء بلا حدود في غزة: يواصل العاملون الطبيون العمل على الرغم من مخاوفهم المستمرة بشأن سلامة وأمن أسرهم فيما يعاني الموظفون من القلق والأرق والاكتئاب، مشيرة إلي أنه لا يوجد مكان آمن في غزة وينتظر الجميع الموت في أي لحظة وليس لديهم مكان للهروب .
ووفق التقرير الدولي يعيش العاملين في مجال الرعاية الصحية والمدنيين على حد سواء في حالة خوف علي خلفية هجوم قوات الاحتلال الإسرائيلي الوشيك علي رفح، حيث يكتظ ما يقدر بنحو 1.5 مليون شخص ويعيشون في ظروف مزرية.
وفي وقت سابق حذرت فرانشيسكا ألبانيز مقررة الأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة من خطورة اجتياح رفح الفلسطينية، لافتة إلى أن إسرائيل تسعي إلي إبادة للفلسطينيين وتدمير البنية التحتية لتصبح العودة مستحيلة للفلسطينين وتسعى لإبادة الأراضى من التواجد الفلسطيني وهو نوع من الاستعمار والإبادة الجماعية.
وأكدت المقررة الأممية أنها حذرت من قبل من خطورة الإبادة الجماعية التى تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي وكذلك ما يقوم به المستوطنين ضد الفلسطينيين وسط حماية امنية ، لافتة إلى أنه نوع من الاستعمار من خلال خطة تقليل تعداد الفلسطينيين وأنها فكرة موجودة من قبل.
ولفتت المقررة الأممية، أنه على الرغم من أن 75% من المهجرين قسرا بالأراضى الفلسطينية يسعون للعودة إلى أرضهم إلا أن هناك خطط إسرائيلية واضحة لإخلاء الفلسطينين من أراضيهم بشكل كامل وتدمير البنية التحتية لاستحالة عودتهم مرة أخرى، مؤكدة أن ما يحدث فى فلسطين مخجل للعالم.