لم تخمد ثورة الطلاب فى الجامعات الأمريكية الداعمة لفلسطين، بل على العكس تصاعدت شرارتها لتشعل نيران الاحتجاجات فى 25 جامعة بمختلف الولايات الأمريكية، وعلى الرغم من العنف المفرط الذى استخدمته الشرطة الأمريكية خلال الساعات الماضية ضد الطلاب إلا أن الاعتصامات مستمرة.
تعامل الإدارة الأمريكية مع انتفاضة الطلبة وتصريحات البيت الأبيض والكونجرس التى هاجمت الطلاب جعلت الأمر يتخذ منحى آخر، حيث يرى المراقبون أن ورقة الطلاب قد تطيح بالولاية الثانية التى يحلم بها الرئيس الأمريكي جو بايدن، وأجرى البعض مقارنات بين تلك الانتفاضة وما حدث إبان الحرب الأمريكية على فيتنام، حيث خرجت الاحتجاجات المناهضة لحرب فيتنام عام 1968، والتى كان لها دورا في خسارة الديمقراطيين منصب الرئاسة.
وبالفعل خلال الأيام الماضية أصبحت انتفاضة الطلاب ورقة يمكن استخدامها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر القادم، حيث أصبحت خطر حقيقى تهدد حظوظ الرئيس الديمقراطي ووضعت حملة إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي، جو بايدن في "موقف صعب" بينما يحاول التوازن بين مساندة إسرائيل من ناحية، وإنهاء الحرب في قطاع غزة من ناحية أخرى.
وميدانيا أفادت شبكة CNN، من خلال متابعتها لاحتجاجات الطلاب في الجامعات الأمريكية، بأنه تم القبض على أكثر من 1000 طالب في حرم الكليات والجامعات الأمريكية.
وقالت CNN، إنه تم القبض على المتظاهرين في أكثر من 25 حرمًا جامعيًا في 21 ولاية على الأقل في الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي وقت سابق، أعلن مسئول في إنفاذ القانون، أنه تم القبض على أكثر من 100 محتج في حرمين جامعيين في مدينة نيويورك الأمريكية.
وفى جامعة كولومبيا التى انطلقت منها شرارة الاحتجاجات، ألقت الشرطة الأمريكية القبض على عدد من طلاب جامعة كولومبيا في نيويورك، بعد مداهمة المبنى لتفريق المتظاهرين المؤيدين لفلسطين.
ووفقا لشبكة BBC، أظهرت لقطات "دراماتيكية" الشرطة وهي تتسلق سلماً لدخول المبنى الذي استولى عليه الطلاب لإخراجهم منه.
وكانت الجامعة قد طلبت في وقت سابق من الطلاب المغادرة أو مواجهة الطرد. فيما يطالب المتظاهرون الجامعة بسحب استثماراتها من إسرائيل بسبب العملية العسكرية المستمرة في قطاع غزة.
وسمحت سلطات الجامعة لضباط قسم شرطة نيويورك بدخول المبنى، بعد أن رفض الطلاب المتظاهرون إنهاء الاعتصام. وقال أحد الطلاب لبي بي سي إن ما بين 80 إلى 100 شرطي اقتحموا المبنى.
وقالت جامعة كولومبيا إنه بعد "احتلال القاعة وتخريبها وحصارها، لم يعد أمامنا أي خيار".
وأصدرت جامعة كولومبيا الأمريكية، بياناً عقب دخول عناصر من شرطة نيويورك إلى الحرم الجامعي، و قال متحدث باسم الجامعة في البيان: "نعتقد أن المجموعة التي اقتحمت المبنى واحتلته يقودها أفراد لا ينتمون إلى كولومبيا".
وقالت رئيسة الجامعة مينوش شفيق، أنها طلبت مساعدة الشرطة "ببالغ الأسف"، للمساعدة في تطهير" مواقع الاحتجاج داخل الجامعة و"الاحتفاظ بوجود أمني في الحرم الجامعي حتى 17 مايو 2024 على الأقلّ للحفاظ على النظام وضمان عدم إعادة إنشاء أيّ مخيّم" احتجاجي.
واعتبرت الأمم المتحدة أن بعض التحركات التي تقوم بها قوات حفظ النظام في عدد من الجامعات الأميركية تبدو غير متناسبة في وطأتها. وأبدى المفوض السامى لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة فولكر تورك، انزعاجه من سلسلة الخطوات القاسية المتخذة لتفريق وتفكيك الاحتجاجات عبر الجامعات فى الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال تورك، فى جنيف إن حرية التعبير والحق في التجمع السلمي أمران أساسيان للمجتمع، لا سيما عندما يكون هناك خلاف حاد حول القضايا الرئيسية، كما هو الحال فيما يتعلق بالنزاع في الأرض الفلسطينية المحتلة وإسرائيل.
وأضاف المفوض الأممي أن الآلاف من طلاب الجامعات الأمريكية تظاهروا ضد الحرب فى غزة في الأسابيع الأخيرة، كما جرت مظاهرات واسعة النطاق في الجامعات في بلدان أخرى في الأيام الأخيرة، ولفت إلى أنه تم تنظيم العديد من الاحتجاجات دون وقوع حوادث ومع ذلك قامت قوات الأمن بتفريق أو تفكيك الاحتجاجات في عدد من المواقع وتم اعتقال مئات الطلاب.
