فشلت الإدارة الأمريكية على مدار الأيام الماضية فى إجهاض انتفاضة الطلاب بالجامعات الأمريكية الداعمة لفلسطين بالطرق الأمنية، حيث لم تثن الاعتقالات الطلاب عن احتجاجاتهم المناهضة للحرب الإسرائيلية في غزة، لذلك لجأت إلى إقرار تشريع يوسع مفهوم معاداة السامية على أمل استغلاله لقمع الانتفاضة.
وبدا واضحا أن الإدارة الأمريكية، تخشى من تصاعد وتيرة الاحتجاجات الجامعية الداعمة لفلسطين، وتحاول اجهاضها أمنيا، وتحاصرها باتهامات "معاداة السامية"، وقد تزامنت المحاولات الأمريكية، مع إقرار مجلس النواب الأمريكي تعديلا يوسع تعريف مصطلح معاداة السامية.
ويشمل تعديل مصطلح "معاداة السامية"، كل تصور معيّن لليهود يمكن أن يتجلّى بكراهية تجاههم، بما فى ذلك المظاهر الخطابية والمادية لمعاداة السامية أفرادًا يهودًا أو ممتلكاتهم ومؤسسات مجتمعية وأماكن عبادة، أي يتضمن أيضا اللافتات والشعارات التي تناهض ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، والشعارات المعادية لإسرائيل.
مشروع القانون الذى أقره مجلس النواب الأمريكي بأغلبية كبيرة لم يتجاوز لتمريرة ال 24 ساعة، حيث حشد النواب حملة واسعة لضمان التأييد الكبير له، ويفرض القانون، الذي سمي بـ "قانون التوعية بمعاداة السامية" على مكاتب الحقوق المدنية الحكومية اعتماد تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست لمعاداة السامية، والذي أقرته مئات الحكومات المحلية والشركات والجامعات.
ويقول مؤيدو مشروع القانون إنه يغطي مجموعة من الطرق التي تظهر بها معاداة السامية في يومنا هذا. بينما يقول معارضو التعريف إنه يخيف الانتقادات المشروعة لإسرائيل.
ولذلك يتّهم معارضو ـ تشريع توسيع تعريف «معاداة السامية» ـ أعضاء الكونجرس، بالسعي لإقرار هذا التشريع سريعًا من أجل استخدامه للحدّ من حرية التعبير في الجامعات الأمريكية، رغم أنّ انتقاد إسرائيل لا يشكّل في حدّ ذاته تمييزًا مخالفًا للقانون.
وتزامن إقرار التشريع مع حملة أمنية موسعة لقمع الاحتجاجات، حيث دخلت عناصر الشرطة حرم جامعة كاليفورنيا تمهيدا لفض اعتصام طلابي يدعو إلى وقف الحرب على قطاع غزة.
وأشارت صحيفة «واشنطن بوست»، الأمريكية، اليوم الخميس، إلى ارتفاع عدد المعتقلين خلال الاحتجاجات المنددة بالحرب في غزة بـ الجامعات الأمريكية إلى 1700، وانتشرت الشرطة الأمريكية في عدة جامعات لتفريق مظاهرات داعمة للقضية الفلسطينية ووقف الحرب الإسرائيلية على غزة.
ورغم محاولة حصار الانتفاضة بالطرق التشريعية مرة والأمنية مرة آخرى إلا أن الأمر تجاوز الحدود وخرج عن سيطرة الإدارة الأمريكية، بعد أن تحول الحراك الطلابي إلى انتفاضة عالمية بانضمام طلاب دول آخرى، حيث التحق عدد من الجامعات البريطانية بنظيرتها الأمريكية.
وعبّر المتظاهرون عن تضامنهم مع زملائهم المعتصمين والمتظاهرين في الجامعات الأميركية دعماً لفلسطين، و بدأ طلاب في جامعات نيوكاسل، وبريستول، ووارويك، وليدز، وشيفيلد، وشيفيلد هالام، تنظيم فعاليات تشمل وقفات ونصب خيام داخل المباني الجامعية وحولها.
وأعرب المحتجّون في الجامعات البريطانية، من طلاب وموظفين، عن دعمهم لنظرائهم المحتجين بدول أخرى، وذلك من خلال التجمع في مناطق مفتوحة ونصب خيام داخل جامعاتهم، مطالبين إدارات جامعاتهم بإنهاء التعاون مع الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.