ما زالت الخلافات تخيم على دولة الاحتلال فى وقت يعانى فيه أهالى قطاع غزة وخاصة رفح من أوضاع مأساوية، فبخلاف الضغط الدولى الذى تتعرض له إسرائيل فإنها تواجه أزمات داخلية عنيفة تنعكس بشكل واضح على تضارب القرارات داخل حكومة بنيامين نتنياهو.
وفى الوقت الذى تعج فيه شوارع تل أبيب بالمظاهرات المطالبة بإقالة نتنياهو وإنجاز صفقة مع حماس توقف الحرب وتعيد الرهائن، تعانى حكومة الحرب الإسرائيلية من خلافات حادة بين أعضائها حول إدارة الحرب فى غزة واليوم التالى للحرب.
وظهرت هذه الخلافات بوضوح بعد أن عقد عضو حكومة الحرب بينى جانتس مؤتمرا صحفيا هدد فيه نتنياهو بالانسحاب من الحكومة ومنحه مهلة حتى 10 يونيو لاعتماد خطته فى الحرب.
وطالب الوزير فى حكومة الحرب الإسرائيلية بينى جانتس نتنياهو بالالتزام برؤية متفق عليها للصراع فى غزة تشمل تحديد الجهة التى قد تحكم القطاع بعد انتهاء الحرب مع حركة حماس.
وأضاف جانتس، فى مؤتمر صحفى أنه يريد من حكومة الحرب وضع خطة من 6 نقاط بحلول 8 يونيو، وهى إعادة المختطفين الإسرائيليين، والقضاء على حكم حماس، ونزع السلاح من غزة، وضمان الوجود العسكرى الإسرائيلي، بالإضافة إلى إقامة إدارة أوروبية أمريكية فلسطينية للقطاع مدنيا، تضمن سلطة ناجحة تحكم غزة، وإعادة المواطنين فى الشمال.
وهدد جانتس بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف إذا لم يلب نتنياهو مطالبه، ووجه كلامه لنتنياهو: "إذا لم تفضل المصلحة الوطنية وفضلت المتطرفين فسنضطر لتقديم استقالتنا، وسنقيم حكومة تحظى بدعم الشعب".
ولم يلق كلام جانتس قبولا لدى نتنياهو، الذى قال إن جانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حركة حماس، وذكر نتنياهو فى بيان: "جانتس اختار وضع شروطه فى الوقت الذى يخوض فيه جيشنا قتالا ضد حماس فى غزة".
وتابع: "الشروط التى وضعها جانتس هى تلاعب بالكلمات ومعناها واضح انتهاء الحرب والهزيمة لإسرائيل وإهمال أغلب المخطوفين وإبقاء حماس فى الحكم وإقامة دولة فلسطينية"، وزعم: "جنودنا الأبطال لم يسقطوا سدى".
وقال نتنياهو: "إذا كان جانتس يفضل المصلحة القومية ولا يبحث عن حجة لإسقاط الحكومة فليجب على هذه الأسئلة الثلاث: "هل هو مستعد لإتمام العملية العسكرية فى رفح من أجل القضاء على كتائب حماس، وإذا كان جوابه نعم، فكيف يهدد إذا بإسقاط الحكومة فى أوج العملية العسكرية؟".
وأضاف: "هل يعارض الحكم المدنى للسلطة فى قطاع غزة حتى دون الرئيس محمود عباس؟، وهل يقبل بدولة فلسطينية فى الضفة وقطاع غزة كجزء من عملية التطبيع مع الدول العربية؟".
وفى المقابل انتقد وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن غفير، الأحد، تحالف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع شخصيات مثل وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف غالانت وعضو مجلس الحرب بينى جانتس.
وأكد بن غفير: "ليس هناك خيار آخر. يمكننا التغلب على حماس وحزب الله لكننا لا نستخدم قوتنا كلها"، مضيفا: "على نتنياهو أن يختار بين طريقى أو طريق جانتس".
وفى أوج الخلافات بين الحكومة الإسرائيلية أعلنت وسائل إعلام إسرائيلي، اليوم الأحد، أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت عددا من المتظاهرين أغلقوا مدخل مدينة القدس ويطالبون بعزل نتنياهو وإجراء صفقة تبادل.
وشهدت العديد من المناطق فى إسرائيل مظاهرات كبيرة، ليل السبت، للمطالبة بإبرام صفقة لإطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس، واحتجاجا على حكومة بنيامين نتنياهو.
وتعرض شخص يدعى غادى كيديم لهجوم من قبل متظاهر "يميني" خلال مظاهرة فى تل أبيب، جرت من أجل إطلاق سراح الرهائن.
ويجتمع مجلس الحرب الإسرائيلى اليوم، لبحث عملية رفح الفلسطينية ومواقف إسرائيل التى سيتم عرضها على مستشار الأمن القومى الأمريكى جيك سوليفان، وفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية.
ويزور مستشار الأمن القومى الأمريكي، إسرائيل للقاء كبار مسئوليها وبحث الحرب فى غزة والمفاوضات لتأمين إطلاق سراح المحتجزين، وبحسب البيت الأبيض فأن لقاءات "سوليفان" تتناول الأزمة الإنسانية فى قطاع غزة وأزمة النازحين فى ضوء توسيع العمليات فى رفح الفلسطينية.