زلزال جديد ضرب إسرائيل بعد إعلان ثلاث دول أوروبية إعترافها بدولة فلسطين، الأمر الذى أدى إلى حالة تخبط شديد داخل دولة الاحتلال، ودفعها إلى حالة صدام دولى جديد خاصة فى أعقاب إعلان الجنائية الدولية عزمها إصدار مذكرات اعتقال بحق بنيامين نتنياهو وكبار قادة تل أبيب.
وأكد رئيس الوزراء النروجي يوناس غار ستور، الأربعاء، أن بلاده ستعرف بالدولة الفلسطينية اعتبارا من 28 مايو.
وأضاف: "نعتقد أن حل الدولتين في مصلحة إسرائيل، الهدف هو إقامة دولة فلسطينية متماسكة سياسيا أساسها السلطة الفلسطينية".
وتابع: "الحرب الدائرة في غزة جعلت من الجلي أن تحقيق السلام والاستقرار لا بد أن يستند إلى حل القضية الفلسطينية".
وقال رئيس الوزراء النرويجي، في تصريحات له اليوم، إنه يتعين علي أوسلو الإبقاء على البديل الوحيد الذي يوفر حلا سياسيا للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء وهو دولتان تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن.
وأشار ستوره، إلى أن النرويج تعتقد أن حل الدولتين يصب في صالح إسرائيل، لافتا إلى أن الاعتراف بـ فلسطين هو وسيلة لمساندة القوى المعتدلة التي فقدت تأثيرها في هذا الصراع الوحشي الطويل.
ليس الاعتراف وحده، بل قال وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدي إنه في حال إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء نتنياهو، فإن أوسلو ملتزمة بإلقاء القبض عليه إذا زارها.
وحسب التصريحات التي نقلت عنه، أوضح إيدي أن "المحكمة هي من تقرر إصدار مذكرة الاعتقال. وإذا حدث هذا فإن كل الدول الموقعة (على نظام روما الأساسي المنشئ للمحكمة) عليها أن تستجيب لذلك".
فيما قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز - في تصريحات أمام البرلمان - إن "قرار إسبانيا سيدخل حيز التنفيذ في نفس اليوم"، مؤكدا أن إسبانيا اضطرت إلى التحرك لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لم يكن لديه خطة للسلام مع الفلسطينيين، مما يضع حل الدولتين في خطر، في إشارة إلى الإطار المقترح لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس - في مؤتمر صحفي - إنه واثق من أن الدول الأخرى ستنضم إليها في الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأسابيع المقبلة.
قرار الدول الثلاث سيشجع دولا أخرى على الاقدام على قرارات مماثلة، حيث أعلنت حكومة مالطا اليوم الأربعاء، أنها مستعدة للاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية على غرار أيرلندا والنرويج وإسبانيا، مشيرة إلى أنها تراقب التطورات فى منطقة الشرق الأوسط لتحديد الإطار الزمنى.
وأوضح متحدث باسم الحكومة لصحيفة "تايمز أوف مالطا" المحلية إن مالطا ستكون مستعدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية "عندما يحين الوقت المناسب".
وفى رد فعل سريع استدعت إسرائيل، الأربعاء، سفيريها في أيرلندا والنرويج "لإجراء مشاورات طارئة" بعد تحرك هذين البلدين نحو الاعتراف بدولة فلسطينية.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان "أوجه اليوم رسالة شديدة اللهجة إلى أيرلندا والنرويج: "لن تلزم إسرائيل الصمت على ذلك. أصدرت التعليمات لعودة السفيرين الإسرائيليين في دبلن وأوسلو إلى إسرائيل لإجراء مزيد من المشاورات".
وبحسب كاتس فإن "الخطوات المتسرعة للبلدين ستكون لها عواقب وخيمة، وإذا نفذت إسبانيا وعودها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية فستتخذ خطوات ضدها".
ومن جانب آخر، وصفت منظمة التحرير الفلسطينية الأمر بـ"اللحظات التاريخية".
كما ورحبت الرئاسة الفلسطينية، بالقرار لأهميته في تكريس حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه وفي أخذ خطوات فعلية لدعم تنفيذ حل الدولتين، مؤكدة أن مملكة النرويج، دعمت حقوق الشعب الفلسطيني بثبات على مدار السنوات الماضية وصوتت لصالح هذه الحقوق في المحافل الدولية ليأتي هذا القرار المبدئي تتويجا لهذه المواقف واتّساقا مع مبادئ القانون الدولي التي تقر بحق الشعوب في التخلص من الاستعمار والاضطهاد والعيش بحرية وعدالة واستقلال.
وذكرت أن حق الشعوب في تقرير مصيرها يعد حقا راسخا ومعترفا به بموجب القانون الدولي، واذ تجدد دولة فلسطين دعوتها المستمرة للدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين الوقوف عند مسؤولياتها والإقرار بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإعادة الثقة في نظام عالمي قائم على القواعد والحقوق المتساوية لكافة شعوب الأرض.
وحثت الرئاسة الفلسطينية دول العالم وخاصة الدول الأوروبية التي مازالت لم تعترف بدولة فلسطين، أن تعترف بدولة فلسطين وفق حل الدولتين المعترف به دوليا المستند لقرارات الشرعية الدولية وعلى خطوط العام 1967.
وتعليقا على تطورات الأحداث قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن اعتراف حكومات إسبانيا والنرويج وأيرلندا اليوم بدولة فلسطينية مستقلة يُزيد من عزلة إسرائيل دوليًا ويوجه ضربه لها بسبب استمرار حربها على قطاع غزة واحتلالها للأراضي الفلسطينية على مدى عقود.
وذكرت الصحيفة - في سياق تعليق نشرته عبر موقعها الإلكتروني - أنه "على الرغم من أن عشرات الدول اعترفت بالدولة الفلسطينية فإن القرارات التي أُعلنت اليوم الأربعاء لها وزنها وسط تزايد الخسائر الناجمة عن الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة ولأن معظم دول أوروبا الغربية طالما قاومت الاعتراف بحقيقة الأمور".