أكد مصدر مصرى رفيع المستوى استغرابه من محاولات بعض الأطراف تعمد الإساءة إلى الجهود المصرية المبذولة للتوصل لوقف إطلاق النار بغزة، مشيرًا إلى استغرابه أيضا من استناد بعض وسائل الإعلام لمصادر تطلق عليها مطلعة ونتحدى إذا كان بالإمكان نسب ما نشر لمصادر أمريكية أو إسرائيلية، بحسب ما نقلته قناة القاهرة الإخبارية.
وأشار المصدر المصرى إلى أن بعض الأطراف تمارس لعبة توالي الاتهامات للوسطاء واتهامهم بالانحياز وإلقاء اللوم عليهم للتهرب من اتخاذ القرارات المطلوبة، مؤكدا أن ممارسة مصر دور الوساطة في صفقة وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن بالقطاع جاءت بعد طلب وإلحاح متواصل للقيام بهذا الدور.
ولفت المصدر إلى أن ممارسة مصر دور الوساطة في صفقة وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن جاءت نظرا لخبرة وقدرة مصر في إدارة مثل هذه المفاوضات الصعبة.
وفي غزة، يواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ229 على التوالي، مخلفا عشرات الشهداء والإصابات في صفوف المدنيين الفلسطينيين، والتسبب في دمارا واسعا في سلسلة غارات على مناطق متفرقة بغزة.
وارتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلي، مساء الثلاثاء، مجزرة بحق النازحين الفلسطينيين في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة، ارتقى خلالها 10 مدنيين فلسطينيين على الأقل بينهم أطفال وأم حامل، وأصيب عدد آخر بجراح متفاوتة.
واستهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية خيامًا تؤوي نازحين في الزوايدة وسط قطاع غزة، ما أدى لارتقاء وإصابة عدد كبير من النازحين غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وفي مجزرة أخرى، ارتقى 6 شهداء فلسطينيين وأصيب 6 آخرين بقصف طائرات الاحتلال الاسرائيلي منزلاً بمنطقة بئر النعجة شمال غزة.
وصباح الأربعاء، واصلت طائرات الاحتلال الاسرائيلي ومدفعياته قصف واستهداف عدة مناطق في غزة، ما أدى لسقوط عدد من الشهداء والمصابين من المدنيين النازحين، وشنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي عدة غارات على حي الزيتون شرق مدينة غزة.
وفي رفح جنوب غزة، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الواسع على المدينة، واستهداف أحيائها ومنازل الفلسطينيين بالقصف وإطلاق النار المستمر.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، باستمرار الاشتباكات الضارية بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية طيلة ساعات الليل وحتى صباح الأربعاء، مشيرة إلى تركز القصف المدفعي على أحياء يبنا والجنينة والبرازيل في رفح الفلسطينية، وسط احتدام الاشتباكات.
وأطلقت طائرات الاحتلال الإسرائيلي من نوع "كواد كابتر" النار بكثافة صباح الأربعاء، باتجاه مخيم يبنا وسط رفح الفلسطينية، وأصيب عدد من المدنيين الفلسطينيين جراء استهداف طائرات الاحتلال أرضا زراعية في حي تل السلطان غرب رفح، كما استهدفت غارة أخرى منزلاً لعائلة فرحات في الحي ذاته.
وأطلقت طائرات "كواد كابتر" الإسرائيلية النار تجاه سفن ومعدات الصيادين في حسبة رفح الفلسطينية ما أدى إلى اشتعال النيران فيها.
في سياق آخر، أعلنت أيرلندا وإسبانيا والنرويج، الأربعاء، الاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية، اعتبارًا من 28 مايو الجاري.
وقال يوناس جار ستوره، رئيس الوزراء النرويجي إن النرويج تعترف بالدولة الفلسطينية رسميًا، اعتبارًا من 28 مايو الجاري.
وأضاف "ستوره"، أنه على الدول الأخرى أن تحذو حذو بلادنا وعدد من البلدان الأوروبية في الاعتراف بدولة فلسطينية، بحسب وكالة "رويترز".
كما أعلن بيدرو سانتشيث، رئيس الوزراء الإسباني، الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، مضيفًا أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو الحل الوحيد لتعزيز الاستقرار بالمنطقة، مضيفا: "سنواصل الضغط على المجتمع الدولي لمساندة الفلسطينيين ودعم حقوقهم"، مؤكدًا أن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، يعرض حل الدولتين في الشرق الأوسط لمخاطر عديدة.
ومن جانبه، أكد سايمون هاريس، رئيس الوزراء الأيرلندي، الاعتراف بدولة فلسطينية، مضيفًا أنه يتوقع من دول أخرى الانضمام إلى أيرلندا وإسبانيا والنرويج في اتخاذ هذه الخطوة، خلال الأسابيع المقبلة.
بدورها، رحبت منظمة التحرير الفلسطينية، الأربعاء، باعتراف إسبانيا والنرويج وإيرلندا بدولة فلسطين.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ في تصريح له عبر منصة إكس: لحظات تاريخية ينتصر فيها العالم الحر للحق والعدل بعد عقود طويلة من الكفاح الوطني الفلسطيني والمعاناة والألم والاحتلال والعنصرية والقتل والبطش والتنكيل والتدمير الذي تعرض له شعب فلسطين، معربا عن شكره لدول العالم التي اعترفت وستعترف بدولة فلسطين، مؤكدا أن هذا هو السبيل للاستقرار والأمن والسلام في المنطقة.
فيما، رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بالقرار الذي اتخذته إسبانيا والنرويج وإيرلندا بالاعتراف بدولة فلسطين، وأوضحت الوزارة في بيان لها، الأربعاء، أنه بهذه الخطوة المهمة، أثبتت هذه الدول مرة أخرى التزامها الثابت بحل الدولتين وتحقيق العدالة التي طال انتظارها للشعب الفلسطيني.
وأكدت الخارجية الفلسطينية أن هذه الاعترافات تأتي انسجاماً مع القانون الدولي وجميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ما سيساهم بدوره بشكل إيجابي في جميع الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
ودعت الوزارة مرة أخرى جميع الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى المضي قدماً في الاعتراف كخطوة نحو إنهاء الظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ عقود من الاحتلال، والاعتراف بحقوقهم وتطلعاتهم غير القابلة للتصرف، إلى تقرير المصير في دولتهم المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية.