تبحث الجمهورية الاسلامية فى إيران، عن رئيس جديد خلفا لـالرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسي الذى لقى مصرعه يوم الأحد الماضى 19 مايو، فى تحطم مروحيته، شمال شرق البلاد، وسط غابات أرسباران فى محيط قرية أوزى، بـ محافظة أذربيجان الشرقية شمال غربى إيران.
وفاة رئيسي المفاجأة الذى يتنتمى لمعسكر المحافظين المتشددين، فى منتصف ولايته الرئاسية، أدت للبدء فى عملية إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، الأمر الذى يتطلب من جميع أجنحة السلطة بمعسكريتها الإصلاحى والمحافظ بتجهيز أوراقهم سريعا، فليس هناك متسعا مكن الوقت، لأن الدستور الإيرانى يتيح 50 يوما فقط، لانتخاب رئيس جديد للبلاد.
ويأتي هذا الاستحقاق في الوقت الذي تمر فيه إيران بحالة عدم يقين غير مسبوقة، يطبعها هدوء حذر في الداخل الذي عاش أواخر عام 2022 على وقع مشاهد حركة احتجاجية نادرة إثر وفاة الشابة مهسا أميني، وحالة ترقب على المستوى الإقليمي بعد أن خرجت الحرب الخفية بين طهران وإسرائيل إلى العلن بعد تبادل الجانبين للضربات المباشرة في حدث غير مسبوق.
وتزامنا مع إعادة ترتيب الأوراق، بدأت التكهنات حول المرشحين المحتملين، فيما شرعت وسائل اعلام إيرانية بنشر قائمة لمرشحين محتملين للاستحقاق الرئاسي، القائمة تضم 36 اسما من تيارات مختلفة، على رأس هذه القائمة يتربع الرئيس الأسبق المتشدد محمود أحمدى نجاد، الذى وعد أنصاره بدراسة الأمر، فى مقطع فيديو متداول على مواقع اخبارية إيرانية.
ويأتى محمد باقر قاليباف رئيس مجلس الشورى الاسلامى (البرلمان) الحالى، أيضا على رأس القائمة، طموح قاليباف ليس جديدًا على أحد فقد ترشح للرئاسة عدة مرات، بدءًا من عام 2005. يعد قاليباف أكثر من كونه تكنوقراطًا بدلًا من كونه أيديولوجيًا، وكان قائدًا فى الحرس الثورى الإيرانى خلال الحرب العراقية الإيرانية، ومن المحتمل أن يحظى بدعم من داخل صفوفه، وتميزت فترة عمله الطويلة كعمدة لطهران (2005-2017) بدرجة من الكفاءة.
وقال مسؤول مقرب من الرئيس السابق روحاني: "مشكلة قاليباف هى أنه يريد ذلك بشدة. الجميع يعرف أنه ليس لديه مبادئ وسيقوم بأى شيء من أجل السلطة". إذا سجل قاليباف للترشح فى انتخابات رئاسية تم تنظيمها بسرعة، فقد يجد مجلس صيانة الدستور صعوبة فى رفضه، نظرًا لارتباطاته العميقة بهياكل السلطة فى إيران. وداخل البرلمان، يواجه قاليباف معارضين من التيار الأصولي.
ومن بين أعضاء الحكومة الحالية، فإن احتمال ترشيح محمد مخبر هو الأعلى، لأن أمامه 50 يوما ليظهر نفسه على أنه الشخص الثاني في البلاد، ويشغل محمد مخبر منصب النائب الأول للرئيس الإيراني منذ تعيينه في 8 أغسطس 2021، بناء على اختيار رئيسي له، وكان مخبر رئيساً للجنة تنفيذ أمر الإمام، وهي مؤسسة غير حكومية مختصة بالشئون الخيرية في الفترة من 15 يوليو 2007 حتى 8 أغسطس 2021.
كما شغل مخبر الذي يحمل درجتي دكتوراه في القانون الدولي والإدارة منصب نائب الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة خوزستان للاتصالات والعضو المنتدب لشركة دزفول للاتصالات ونائب وزير التجارة والنقل لمؤسسة المحرومين ونائب محافظ خوزستان.
وتضم القائمة أيضا الرئيس المحسوب على الاصلاحيين السابق حسن روحاني ومحمد جواد ظريف مرشحين محتملين، لكن في الآونة الأخيرة، رفض مجلس صيانة الدستور أهلية روحاني للترشح في انتخاب مجلس خبراء القيادة، وقد احتج روحاني بشدة على هذا الاستبعاد.
وتضم القائمة أيضا، محمد جواد آذری جهرمی، وزير الاتصالات الشاب فى حكومة الرئيس السابق روحانى، وسعيد جليلى المفاوض السابق المتشدد فى الملف النووى، واسحاق جهانجيري، النائب الأول لروحانى.
ويتولى النائب الأول للرئيس الراحل، مهام منصب الرئيس لمدة 50 يوم، ويتمتع بكافة صلاحيات الرئيس، وكلفه المرشد الأعلى بالمنصب.
وحددت السلطات عقد انتخابات رئاسية يوم الـ 28 من يونيو، وبحسب الدستور الإيرانى المادة 131، يتوجب إجراء انتخابات خلال 50 يوما من وفاة الرئيس.
جاء القرار عقب اجتماع عقدته السلطات الإيرانية، باستضافة محمد مخبر، وبحضور رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إجئي، ورئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف، وأيضًا النائب القانوني لرئيس الجمهورية ونائب رئيس مجلس صيانة الدستور والنائب السياسي لوزير الداخلية.
والجدول الزمنى للانتخابات هو: فتح باب الترشح فى 30 مايو وحتى 3 يونيو، ويبدأ مجلس صيانة الدستور فى النظر فى أهلية المرشحين 7 أيام من 4 يونيو وحتى 10 يونيو، وتعلن وزارة الداخلية قائمة المرشحين النهائية يوم 27 مايو، وتبدأ حملات الدعاية الانتخابية 12 يونيو وحتى 26 يونيو، وبدء الصمت الانتخابى 27 يونيو، وبدء عملية الاقتراع فى 28 يونيو، على أن تكون الجولة الثانية فى 5 يوليو.