وتمثل مزرعة الرياح الجديدة، خطوة مهمة نحو توفير الطاقة النظيفة والمستدامة لمصر وستعزز كفاءة استخدام الطاقة، وتضمن إمدادات كهرباء موثوقة وتقلل من الانبعاثات الضارة، وهي أيضًا نتيجة للتعاون المكثف بين شريك التنمية الأوروبي ومصر في قطاع الطاقة النظيفة.
وقال السفير كريستيان بيرجر، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي بالقاهرة، إن مصر تمتلك الأصول الرئيسية لتوليد الطاقة المتجددة من شمس ورياح، مشيرًا إلى أن الطاقة المتجددة أمر حيوي لتحقيق الحياد المناخي وأمن الطاقة، كما يعد الاتحاد الأوروبي أكبر ممول لمشروعات المناخ في العالم، وكذلك يساهم في تقديم المساعدة الفنية وبناء القدرات والاستثمارات والضمانات للتخفيف من المخاطر وتعزيز مشاركة القطاع الخاص، لافتًا إلى أنه ومن خلال الاستثمار والتشريعات المناسبة، يمكن أن تصبح الطاقة المتجددة هي الاتجاه السائد لفتح أسواق جديدة وفرص الأعمال.
وقال جويدو كلاري، رئيس المكتب الإقليمي لبنك الاستثمار الأوروبي في القاهرة، إن بنك الاستثمار الأوروبي بدعم هذا المشروع في إطار مبادرة فريق أوروبا، مما يمكّن مصر من اتخاذ خطوة رئيسية نحو هدفها الطموح المتمثل في زيادة حصة الطاقة المتجددة إلى 42٪ بحلول عام 2030.
وأكد كلارى، أن مشروع الطاقة المتجددة في خليج السويس يساهم بشكل كبير في أهداف العمل المناخي من خلال تعزيز إمدادات الكهرباء في مصر من خلال استخدام موارد طاقة الرياح المستدامة.
وأوضح السفير الألمانى فرانك هارتمان، أن التعاون الطويل والمثمر بين مصر وألمانيا في قطاع الطاقة يؤتي ثماره، حيث تعد مزرعة الرياح مثالًا رئيسيًا على كيفية قيامنا بالتعاون مع الشركاء باتخاذ تدابير ملموسة نحو التحول العادل للطاقة الخضراء، بما يفيد جميع بلداننا لأن تغير المناخ لا يتوقف عند الحدود الوطنية ويقرب مصر خطوة أخرى من هدفها المتمثل في 42٪ من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
ويشهد قطاع الكهرباء في مصر تحولًا نحو مصادر الطاقة منخفضة الكربون، حيث تخطط مصر لامتلاك موارد طبيعية وفيرة، خاصة في طاقة الرياح والطاقة الشمسية، حيث تتمتع البلاد بإمكانية توليد ما يصل إلى 350 جيجاوات من طاقة الرياح و650 جيجاوات من أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية، وتم تخصيص أكثر من 40 ألف كيلومتر مربع لتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة، مع خطط لاستضافة ما يقرب من 150 جيجاوات من مزارع الطاقة الشمسية و120 جيجاوات من مزارع الرياح.
ولتحفيز الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة، اتخذت مصر تدابير مثل توقيع اتفاقيات شراء الطاقة طويلة الأجل لمدة 25 عامًا وتقديم إعفاءات جمركية على المواد والمعدات المستوردة لمنشآت الطاقة المتجددة، وتهدف هذه المبادرات إلى جذب المزيد من الاستثمارات المحلية والدولية.
وأنشأت المحطة، بتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي والوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية من خلال بنك التنمية الألماني، وبنك الاستثمار الأوروبى، والوكالة الفرنسية للتنمية .
وتحتوي محطة توليد طاقة الرياح على 70 توربينة رياح، تمثل 252 ميجاوات من الطاقة الكهربائية في خليج السويس على بعد حوالي 25 كم جنوب رأس غارب، تساهم سنويًا بتوفير 1200 جيجاوات ساعة من الكهرباء الخضراء و400 ألف أسرة بالطاقة الكهربائية، وبذلك يتم توفير 500 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
وينصب التركيز الأول في المشروع على الطيور المهاجرة التي تعبر المنطقة الأوسع للمشروع على طول ساحل البحر الأحمر في الفترة من أغسطس إلى نوفمبر ومن فبراير إلى مايو، ومن خلال ما يسمى بمنهجية الإغلاق عند الطلب، حيث يقوم مراقبو الطيور بمراقبة محيط مزرعة الرياح باستخدام التلسكوبات والمنظار ، وأثناء مراقبة أسراب الطيور، يقومون بإعطاء الأوامر لمشغلي محطات طاقة الرياح لإغلاق توربينات الرياح المعنية من أجل حماية الطيور من الاصطدام بشفرات توربينات الرياح الدوارة.