معاناة مستمرة لا يمكن وصفها فى غزة وجرائم ضد الإنسانية يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى ضد المدنيين الفلسطينيين كل ساعة أمام العالم وجاءت محرقة الخيام التى وقعت أول أمس لتزيد من المأساة التى يعيشها الفلسطينيون كل لحظة لتودى بحياة أكثر من 200 شخص حتى الآن من بينهم أطفال احترقوا بشكل كامل ووفق الصحة العالمية فإن العديد من الناس أصيبوا بحروق بليغة ستتطلب علاجا مكثفا وكهرباء وخدمات طبية عالية المستوى، يفتقر إليها جميع قطاع غزة.
من جانبها كررت وكالات الأمم المتحدة دعوتها لوقف عاجل للغارات الجوية الإسرائيلية المدمرة والتى ضربت خيما للفلسطينيين النازحين فى رفح وأسفرت عن مقتل العشرات من المدنيين الأبرياء، بمن فيهم النساء والأطفال.
ودعت مديرة الإعلام بوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" جولييت توما الوقف الفورى لإطلاق النار والإفراج فورا وبدون شروط عن جميع الرهائن وإنهاء معاناة المدنيين، مستنكرة عدم تنفيذ الأمر الصادر عن محكمة العدل الدولية فيما يتعلق برفح، ومشددة على ضرورة وقف العملية العسكرية فى رفح فورا وتحسين تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة بدون تأخير لافته إلى أن أفراد فريق الأونروا الذين استشهدوا منذ بدء الحرب بلغ عددهم حتى الآن 192 شخصا.
ومن جانبه قال المتحدث باسم اليونيسف جيمس إلدر أن العديد من الأطفال الذين عانوا من عمليات بتر أطراف مفردة أو مزدوجة يقيمون فى خيام فى رفح ويعانون من ضغوط نفسية هائلة.
وأضاف: "ماذا نقول عن هؤلاء الأطفال الذين لا حصر لهم والذين بترت أذرعهم وأرجلهم؟ أو للآلاف الذين تيتموا؟ وما هى اللغة المستخدمة لوصف الدمار غير المسبوق الذى لحق بالمنازل والمدارس، والمرحلة المجهولة من صدمة الأطفال؟ أعتقد إذن أن السؤال الذى يجب طرحه بالتأكيد هو: كم عدد الأخطاء الأخرى التى سيتحملها العالم؟".
ووفق الأمم المتحدة فر نحو مليون شخص من رفح منذ بدء التوغل العسكرى الإسرائيلى المكثف فى المحافظة التى تقع جنوب قطاع غزة. وتخشى الوكالات الإنسانية الآن حدوث المزيد من النزوح فى أعقاب الغارة القاتلة التى وقعت يوم الأحد على موقع للأونروا شمال غرب رفح، والتى تمت إدانتها على نطاق واسع، فى حين تم الإبلاغ عن توغلات الدبابات الإسرائيلية فى وسط رفح.
فيما أكدت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية الدكتورة مارجريت هاريس أنه أدى التوغل لقوات الاحتلال الإسرائيلى فى رفح إلى نزوح الطواقم الطبية فى حين أن مخزونات الوقود الأساسية لا تزال شحيحة، خاصة بعد توقف عملية الإغاثة الإنسانية الأممية تقريبا مع التصعيد الأخير الذى بدأ قبل ثلاثة أسابيع.
وقالت المتحدثة الأممية أن الظروف الصعبة جعلت الطواقم الطبية غير قادرة على إجراء الجراحات اللازمة لإنقاذ أطراف المصابين فى الكثير من الأحيان وأضافت الدكتورة هاريس: يضطر الأطباء إلى اتخاذ قرارات ببتر أحد الأطراف لإنقاذ حياة الشخص، هذا قرار فظيع يجب اتخاذه.
وأوضحت: "نشاهد أشخاصا لا ينبغى أن يموتوا، وهم يموتون أمامك لأنك ببساطة إما تفتقر إلى الأدوات أو المهارات أو الإمدادات اللازمة للقيام بما يجب القيام به".
وأشارت المتحدثة الأممية، إلى الظروف الصعبة التى تعمل فيها الفرق الطبية، قائلة إن تلبية الاحتياجات تشكل كفاحا هائلا لجميع الفرق الطبية وهذا من أصعب الأمور بالنسبة لطبيب أو ممرض. وفق مركز إعلام الأمم المتحدة.
ووفقا للدكتورة هاريس، إن جميع المستشفيات تكافح حقا وتتخذ قرارات بشأن ما يمكنها فعله لافته إلى أن الوقود أمرا بالغ الأهمية لتشغيل مولدات المستشفيات، ولكن هناك حاجة ماسة إليه أيضا للمخابز لتوفير الغذاء وتشغيل محطات تحلية المياه التى لم تتلق سوى عشرة بالمائة من الوقود الذى تحتاجه فى الأسبوع الماضي.
ولفتت المسؤولة الأممية، إلى أن النقص المستمر فى المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحى قد أدى أيضا إلى ارتفاع معدل التهابات الجهاز التنفسى الحادة والإسهال، بما فى ذلك الإسهال الدموى، فضلا عن التهاب الكبد الوبائى أ.