البداية كانت من ثورة 30 يونيو ، التى عكست قوة مصر وأعادت بناء الوطن وتحقيق الأمن والأمان فى الداخل، وبناء دعائم وتثبيت أركان دولة مصرية قوية قادرة على حماية أمنها القومى، وتقديم الدعم والسند للقضايا العربية، وتأتى على رأسها القضية الفلسطينية، التى انحرفت عن مسار السلام فى سنوات الظلام خلال حكم الجماعة الإرهابية.
ثورة بناء الوطن المصرى، كانت محط انظار الجميع فى الخارج، وكان الجميع يعول على نهوض مصر بقود والعودة للدورها الإقليمى المعهود، لاسيما دورها التاريخي والمحوري فى تاريخ الصراع العربى - الإسرائيلى.
واليوم وبعد 11 عاما، نجحت القاهرة فى تصحيح مسار القضية الفلسطينية التى كادت تضيع فى طيات الأزمات والمخططات الصهيوامريكية والجماعة الإرهابية التى حكمت مصر، ومنذ صعود الرئيس عبد الفتاح السيسي، نجحت الدولة المصرية فى اجهاض ما سمى بـ صفقة القرن ، ذلك المخطط الأمريكى اليهودى الخبيث الذى اتخذ بعدها اشكالات مختلفة من أجل تمريره.
وقفت الدولة المصرية السنوات التى تلت 2014، بالمرصاد للمخططات الرامية لضياع القضية الفلسطينية، وكان خير سند للفلسطينيين، وعلى مدار السنوات الماضية، نجحت القاهرة لأن تكون وسيط نزيه موثوق فيه من كافة الأطراف، الجانب الفلسطينى بفصائله والجانب الإسرائيلي، كما نجح فى رفع المعاناة عن كاهل الفلسطينيين فى حروب ست شنتها إسرائيل تساقط فيها عددا كبيرا من الشهداء الفلسطينيين.
عام 2020 نجحت القاهرة فى إجهاض صفقة القرن، وأكدت القيادة المصرية على موقفها تجاه حل القضية الفلسطينية من خلال إقامة دولة مستقلة ذات سيادة علي الأراضي الفلسطينية المحتلة وفقاً للشرعية الدولية ومقرراتها.
وخلال الحروب الإسرائيلة السابقة نجحت فى وقفها، فقد انجزت الجهود المصرية عام 2014 خلال عملية "الجرف الصامد" التى استمرت 51 يوما، مبادرة وقــف العــدوان بموجــب مبــادرة مصريــة. وبعد وقـف العـدوان الإسـرائيلي، عقـد مؤتمـر إلعـادة إعمـار غـزة فـي القاهـرة برعايـة الرئيـس عبـد الفتـاح السيسـي ومشـاركة 50 منظمـة وحكومـة، حيـث تعهـدت الـدول المشـاركة بتقديـم 4.5 مليـارات دوالر للفلسـطينيين.
وخلال عدوان مايو 2021 (حرب الـ11 يوم) قامت مصر بدور كبيرا أدى إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي أدى إلى استشهاد أكثر من 240 فلسطينيا، وإصابة المئات، حيث نجـحت الجهـود المصريـة فـى وقـف إطـلاق النـار بيـن الجانبيـن الفلسـطينى والإسرائيلي بتوجيهــات مــن الرئيــس عبدالفتــاح السيســى، ولعبـت الوسـاطة المصريـة دورا محوريـا فـي نجـاح التوصـل لوقـف إطـاق النـار فـي إسـرائيل وغـزة، حيـث دفعـت مصـر بـكل قـوة بثقلهـا السياسـي مـن أجـل إنجـاح وسـاطتها بيـن إسـرائيل والفلسـطينيين، وتكللـت هـذه الجهـود بدخـول وقـف إطـاق النــار حيــز التنفيــذ.وشـهد يـوم 18مايـو إطـلاق الرئيـس عبدالفتــاح السيسـى مبـادرة مهمـة إعـادة إعمـار قطـاع غـزة مـن خـلال تخصيـص 500 مليـون دولار لإعـادة إعمـار القطـاع، بمشـاركة شـركات مصريـة، ليتنفـس قطـاع غـزة الصعـداء كبيـرا بعـد العـدوان الإسـرائيلى الغاشـم الـذى خلـف دمـارا كبيرا.
وخلال مواجهات أغسطس 2022، لعبت القاهرة دورا كبيرا فى وقف إطلاق النار بشكل شامل ومتبادل في قطاع غزة، عقب اطلاق إسرائيل عملية عسكرية في قطاع غزة تحت اسم "الفجر الصادق" استهدفت قادة الفصائل، أبرزهم تيسير الجعبري وخالد منصور، كما بذلت جهودها للإفراج عن الأسير الفلسطيني خليل العواودة ونقله للعلاج، كما عملت على الإفراج عن الأسير بسام السعدي.
وفى عام 2023، أجهضت مصر مخطط التهجير القسري لأهل غزة، كما نجحت مصر بعد اتصالات ومشاورات مكثفة فى التوصل لهدنة مؤقتة لمدة 4 أيام، بين حماس وإسرائيل بعد قصف عنيف شهده القطاع ومجازر دامية بحق الفلسطينيين على مدار 49 يوما، وبموجب اتفاق الهدنة، يتم يومياً إدخال 200 شاحنة من المواد الإغاثية والطبية لكافة مناطق قطاع غزة، وإدخال 4 شاحنات وقود يوميا وكذلك غاز الطهي لكافة مناطق قطاع غزة.وتم استقبال 17 مصابا يرافقهم 15 شخصا، و12 من المصابين الفلسطينيين جرى سفرهم ومُرافقيهم إلى الإمارات وتركيا"، و134 فلسطينيا كانواعالقين في مصر عادوا إلى قطاع غزة بناء على رغبتهم".
كما قدمت مصر تصور شامل لحل جذور الصراع العربي- الإسرائيلى، خلال "قمة القاهرة للسلام 2023" التى استضافتها فى أكتوبر الماضى، كطرف وثيق ضامن لأمن طرفى الصراع واستقرار المنطقة بأكملها، أطلقت عليها "خارطة طريق" وصفت بالحل الأعم والأشمل مقارنة بالتصورات الغربية المنحازة لدولة الإحتلال الإسرائيلى والتي تسلب حق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم.
خارطة الطريق المصرية كانت ولاتزال مفتاح الاستقرار فى المنطقة، وتستهدف أولا "إنهاء المأساة الإنسانية الحالية، وإحياء مسار السلام، من خلال عدة محاور، تبدأ بالتدفق الكامل والآمن، والسريع والمستدام، للمساعدات الإنسانية لأهل غزة، ثم التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار، ثم البدء العاجل، فى مفاوضاتٍ لإحياء عملية السلام، وصولًا لأعمال حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، التى تعيش جنبًا إلى جنب، مع إسرائيل، على أساس مقررات الشرعية الدولى، مع العمل بجدية على تدعيم السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، للاضطلاع بمهامها، بشكل كامل، فى الأراضى الفلسطينية". وتواصل مصر دورها التاريخى فى القضية الفلسطينية لحقن دماء الشعب الفلسطينى ووقف عدوان 7 من اكتوبر.