"لاحج ولاأضحية"..الاحتلال الاسرائيلى يسرق فرحة عيد الأضحى..منع خروج الحجيج من غزة وأعاق دخول الأضاحى..سكان القطاع يبكون حرمانهم الحج: سعينا بين الخيام وضحينا بدماء أبنائنا.. ويوصون الحجاج: أخبروا النبي بصرخاتنا

رغم ما يحمله عيد الأضحى من مظاهر وشعائر دينية مبهجة للأمه الإسلامية، فهناك من فاز برحلة للأراضى المقدسة حيث شعائر الحج بكل ماتحمله من معانى، وهناك من تجهز للاستقبال العيد بالأضاحى وفقا للسنة النبوية، إلا أن أهالى قطاع غزة حرموا من كل المظاهر، فلا هناك حجاج ولا حتى أضاحى، فقط يستقبلون العيد بالحزن على الفقد للأهل والأصحاب والدار والأمان والاستقرار.

عيد الأضحى هذا العام مختلف عن أي وقت سابق في كافة أرجاء غزة المنكوبة الحزينة، بعد أن منع الاحتلال مغادرة الحجاج للقطاع المحاصر، كما منع في الوقت ذاته دخول الأضاحى للقطاع، الأمر الذى عزز معاناة الأهالى وحرمهم تأدية شعائرهم، بل يستقبلون وقفة عرفات والعيد بمزيد من الدموع المنهمرة.

وعجت مواقع التواصل الإجتماعى بعبارات الرثاء من أهالى القطاع، حيث قالت ايمان أدم على موق فيسبوك :"تُحرم غزة من الحج لبيت الله الحرام ولكننا: في غزة نزحنا بين المدن المدمرة سبعة أشواط، وسعينا بين الخيام، وقبلنا جباه الشهـداء، وصعدنا فوق الركام.. جعل الله سعينا مشكورًا، وذنبنا مغفورًا، وتجارتنا لا تبور".

وقبل أيام ومن داخل مدرسة صلاح الدين في غزّة نظّم الأهالي احتجاجًا للمطالبة بحقّهم بالحجّ هذا العام والذي حرمتهم الحرب منها، داعين الله أن يكتب لهم أجر الحج، وقال حسن طه :"الحج في غزة لقد أنهوا  جميع المناسك السعي بين الخيام وتقبيل جباه  الشهداء والصعود إلى ركام البيوت والاضاحي من دماء أبنائهم".

وفى تغريدة آخرى قال ابو طلال السمرى :"موسم الشهادة في غزة منذ 9 أشهر وموسم الحج بدأ قبل أيام حتى مناسك الحج حرم منها أهل غزة وأغلبهم صارو شهداء بفعل الابادة التى نتعرض لها هنا، ما ضل اشى إلا وحرموا اهل غزة منه، حتى الحج حرمونا منه".

وتتوجه أم أنس برسالة عبر فيسبوك إلى الحجاج: “اقرؤوا السلام على الكعبة المشرفة واذهبوا إلى قبر وروضة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وأخبروه أن غزة صامدة وأن أهل فلسطين على العهد وأن دماءهم تسيل في الطرقات نصرا للمسجد الاقصى”، وتتابع: “أخبروا النبي عن صرخات أخواتنا في غزة وجوع أطفالنا وقتلهم”.

وفى محاولة لتخفيف المعاناة عن أهالى قطاع غزة ‏أصدر خادم الحرمين الشريفين أمر باستضافة 1000 حاج من ذوي الشهداء والمصابين من أهالي قطاع غزة لأداء مناسك الحج لهذا العام بشكل استثنائي، ‏ليصل إجمالي عدد المستضافين من دولة فسلطين إلى 2000 حاج، وذلك ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة.

‏وقالت صحيفة عكاظ السعودية أن إجمالي عدد الحجاج المستضافين من الأراضي الفلسلطينية (الضيوف)، وصل إلى 2000 شخص بعد قرار الملك الأخير، وذلك ضمن برنامج "ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة" الذي تنفذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ليبلغ العدد الإجمالي لحجاج الأراضي الفلسطينية الضفة الغربية وغزة هذا العام إلى 8 آلاف حاج.

ولا يقتصر الحرمان هذا العام على فريضة الحج لأهالي قطاع غزة، بل تمنع قوات الاحتلال الإسرائيلي إدخال الأضاحي للقطاع المحاصر، وبهذا يحرمون من أداء شعيرة الذبح يوم عيد الأضحى المبارك.

وأدى الاغلاق للمعابر منذ أشهر إلى عدم توفر الأضاحي وكذلك ارتفاع أسعارها، حيث وصل سعر الأضحية إلى 1000 دينار، وفى الوقت الذى يدبر فيه أهالى غزة طعامهم بصعوبة شديدة أصبح شراء أضحية درب من دروب الخيال، وكانت وزارة الزراعة في غزة قد ذكرت في بيان أنّ الأضاحي التي تم ذبحها في عيد الأضحى عام 2023، بلغت نحو 17 ألف رأس من العجول، و24 ألف رأس من الأغنام.

وأوضحت الوزارة أن عدد الأسر المضحية بلغ حوالي 130 ألف أسرة بنسبة 28%من إجمالي عد السكان في قطاع غزة، وقالت إن: "الأسعار تراوحت ما بين 18- 23 شيكل للعجول، وما بين 5.5- 6 دينار للأغنام.