ساعات يبدأ حجاج بيت الله الحرام مناسك الحج للعام الهجرى 1445، حيث تكون البداية يوم الجمعة وهو يوم الثامن من ذى الحجة ويسمى بالتروية، وتبدأ أعمال الحج بالنية، وهى القصد المخصوص لأداء النسك حجًّا أو عمرةً، أو حجًّا وعمرة معًا ثم بعد النية يرتدى ملابس الإحرام المكونة من قطعتين من قماش يستحب أن يكون أبيضَ، هما الإزار والرداء، ومن السنة أن يغتسل أو يتوضأ قبل لبسهما، ويستحب أن يصلى ركعتين سنة الإحرام، ثم يحدد مقصده عند الميقات الذى يمر به، وإذا كان ممن سينزلون بجدة؛ فإنه يجوز أن يحرم منها إذا لم يكن قد أحرم قبلها، وعند الميقات تبدأ التلبية، ويستمر الحاج فيها قدر ما يستطيع حتى صباح يوم النحر.
يوم التروية هو اليوم الثامن من ذى الحجَّة؛ وسُمِّى بهذا الاسم لأنَّ الحجاج كانوا يروون فيه من الماء من أجل ما بعده من أيام؛ قال العلامة البابرتى فى "العناية شرح الهداية" (2/ 467، ط. دار الفكر): [وَقِيلَ: إنَّمَا سُمِّى يَوْمُ التَّرْوِيَةِ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ بِالْمَاءِ مِنْ الْعَطَشِ فِى هَذَا الْيَوْمِ يَحْمِلُونَ الْمَاءَ بِالرَّوَايَا إلى عَرَفَاتٍ وَمِنًى] اهـ.
وقيل: سمى بذلك لحصول التروى فيه من إبراهيم فى ذبح ولده إسماعيل عليهما السلام؛ قال الإمام العينى فى "البناية شرح الهداية" (4/ 211، ط. دار الكتب العلمية): [وإنما سمى يوم التروية بذلك؛ لأن إبراهيم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ رأى ليلة الثامن كأنَّ قائلًا يقول له: "إن الله تعالى يأمرك بذبح ابنك"، فلما أصبح رؤى، أى: افتكر فى ذلك من الصباح إلى الرواح؛ أمِنَ الله هذا، أم من الشيطان؟ فمِن ذلك سمى يوم التروية] اهـ.
أهم الأعمال التى يقوم بها الحاج فى يوم التروية
فى هذا اليوم، يذهب الحاجّ المُفْرِد والقارن إلى منى ضحى، وكذلك المُتَمَتِّع لكن بعد أن يُحْرِم؛ لأنَّه قد تحلَّل من إحرامه بعد أداء العمرة.
ويُسْتَحَبُّ للذاهب إلى منى الاغتسال، ثم يلبس ملابس الإحرام، فإن كان متمتعًا فليحرم بالحج كما ذكرنا، وليكثر الحاجّ من التلبية.
ويصلّى الحاجّ فى منى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وله أن يقصر الرباعية، لكن بدون جمع، والذهاب إلى منى والمبيت بها فى هذا اليوم سنة.
ويجرى تنظيم رحلات الحج المصرى على الخروج فى يوم التروية إلى عرفة مباشرة دون المبيت بمنى، ولا شيء على الحاجّ فى هذه الحالة؛ لأنَّ المبيت بمنى سنة، واتباع النظام مطلوب؛ حتى لا تختلّ أمور الحجيج.
يوم التروية هو الثامن من ذى الحجة، وقد استُحِبَّ فيه للذين تحللوا بعد العمرة، وهم المتمتعون أو من فسخوا إحرامهم إلى عمرة من القارنين والمفردين، أن يُحْرِمُوا بالحج ضُحى من مساكنهم، وكذلك من أراد الحج من أهل مكة، أما القارنون والمفردون الذين لم يحلوا من إحرامهم فهم باقون على إحرامهم الأول.
لما رواه جابر رضى الله عنه من حجة الوداع عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ يقول: «فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ وَقَصَّرُوا، إِلَّا النَّبِى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْى، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ تَوَجَّهُوا إلى مِنًى، فَأَهَلُّوا بِالْحَجِّ، وَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى بِهَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ، ثُمَّ مَكَثَ قَلِيلًا حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ وَقَصَّرُوا، إِلَّا النَّبِى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ». أخرجه مُسلم.