بوعود اقتصادية، من أجل تحقيق إنعاش اقتصادى ونمو، بدأ مرشحو الانتخابات الرئاسية المبكرة فى إيران المزمع عقدها، 28 يونيو الجارى، أولى مناظراتهم الانتخابية المتلفزة على الهواء مباشرة، والتى تناولت الجانب الاقتصادى للبلاد.
وأكد المرشح المنتمى للتيار الأصولى التقليدي، محمد باقر قيباف، ورئيس مجلس الشورى الاسلامي، أن من أهم وظائف الرئيس القادم الاهتمام بالوضع الاقتصادى، لافتا إلى أنه من أجل تحقيق نمو بنسبة 8%، لدينا الاستثمار والإنتاجية، قائلا "في رأيي الإنتاجية أفضل من الاستثمار، لأن الإنتاجية تمنحنا الفرصة للحفاظ على القدرات الحالية وهذا يخلق منصة للاستثمار المستقبلي".
وقال، علينا استكمال طريق حكومة الرئيس الراحل رئيسي وتقوية نقاط ضعفها، وأضاف قاليباف:17% من النفط ومشتقاته في إيران تذهب هدرا ونحتاج الى رئيس قوي لادارة هذا الملف.
وبشأن العقوبات قال قاليباف، "لاشك ان العقوبات مؤثِّرة سلبا على اقتصادنا .. وانا اعتقد ان على كل الاجهزة الحكومية ان تعمل وتبذل جهدا لالغاء العقوبات".
واعترف قاليباف ، قائلا لدينا تضخم كبير، واثر تاثيرا سلبيا على معيشة الشعب الايرانى.. ينبغى اصلاح النظام المصرفى".
كما هاجم المرشح المحافظ، أمیر حسین قاضى زاده هاشمى، المرشح الإصلاحى وحكومة الؤيس السابق حسن روحانى، وقال على المرشحين أن لا يطلقوا وعودا فارغة لا يمكن تطبيقها، ولا يكررون الحلول الاقتصادية التى سبق وطرحوها على مدى السنوات الماضية وثبت فشلها.
وتابع: "السلطات لم تلتزم فى كثير من الأحيان بقانون الخصخصة.. فلابد أن يتم تنفيذ هذا القانون بشكل شفاف وواضح.. على الحكومة ألا تتنافس مع القطاع الخاص فكلما نشط القطاع الخاص اكثر كلما زادت أرباح الحكومة.
فى حين قال المرشح الإصلاحى، مسعود بزشكيان، أن العقوبات كارثة ولنكن الالتفاف عليها تسبب فى الكثير من الفساد فى البلاد، وتابع لابد من تحقيق الوحدة والانسجام الداخلى والانفتاح على العالم لنتمكن من النمو الاقتصادى الذى نطمح اليه.
وشدد: "نحتاج إلى 200 مليار دولار سنويًا لتحقيق نمو بنسبة 8% في الاقتصاد. ولهذا يجب علينا إقامة علاقات مع العالم. ويجب علينا تقديم المزيد من الدعم للمنتجين المحليين وغرفة التجارة".
مضيفا: يجب اشراك جميع الخبراء وانخب في تنفيذ الخطط المرسومة و نحتاج الى استثمارات اجنبية من أجل تحقيق النمو 8%، مؤكدا انه لا يمكن تصدير البضائع من دون علاقات مع الدول. واضاف بزشكيان: للأسف اصبحنا نفتخر باستيراد السيارات الاجنبية المستعملة وهذا لا يليق بالشعب الايراني.. لايمكننا العثور على شريك تجاري حقيقي دون رفع العقوبات.. عملتنا الوطنية تتدهور يوما بعد آخر منذ سنوات ولايمكننا استيراد التكنولوجيا الحديثة الى البلاد.. يجب تغيير نظرتنا ورؤيتنا .
وتابع: "نحن في ايران لانسلّم المسؤوليات الى اصحاب التخصص والى من يستحق.. شعاراتنا لاتحل مشاكل الموظفين والعمال .. العقول والنخب تهرب الى خارج البلاد وهذا أمر مؤسف".
وأكد المرشح الاصلاحي على أن النخب والأموال تغادر البلاد والوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم مع هذه الوعود.، واتهم الحكومات قائلا " هي السبب الرئيسي للتضخم.
من جانبه أكد المرشح والمفاوض المتشدد، سعيد جليلي، على أن ان طريقة ادارة البلاد أهم من الاستثمارات لتحقيق النمو الاقتصاد، مشيرا الى ان ايران تتمتع بالتكنولوجيا الحديثة ونحن قادرون على توظيفها لتحقيق النمو .. لابد من ترتيب اولوياتنا بالشكل الصحيح .. على الرئيس ان يعرف حقيقة المشاكل التي تعيشها البلاد.
فيما أكد عمدة طهران، والمرشح المحافظ، على رضا زاكانى، على الاستقلال الاقتصادي واستقرار اقتصاد البلاد على أساس التخلص من الدولرة في الاقتصاد والاعتماد على العملة الوطنية وزيادة قوة العملة الوطنية. ثانياً، لنتابع القفزة في الإنتاج من خلال التوجه نحو الإنتاج الموجه نحو المنتج والمبني على المعرفة والقيمة المضافة العالية.
وتابع ، حكومة روحاني تعاملت بشكل كارثي مع ملف السيولة النقدية، مؤكدا أن لديه خطة لتقوية العملة الوطنية وايجاد ثورة علمية فى البلاد، وبشأن العقوبات قال مشكلة ايران ليست العقوبات الامريكية الظالمة وإنما الوصفات الخاطئة.. وقال أن المشكلة الأكبر هي ان الشعب يتقاضى المرتبات بـ"التومان" لكن مصاريفه تُحسب بالدولار.
وأكد المرشح المحافظ، ووزير الداخلية الاسبق، مصطفى بور محمدى، أن ايران تعيش عقوبات اقتصادية شلت قدرات البلاد، هناك من تجاهل الحظر واخيرا اعترف بتأثيره، لقت إلى أن التضخم السنوي الذي تشهده البلاد يتجاوز الـ 40% في الاعوام الماضية وبهذه الارقام الهائلة لايمكن تحقيق الثبات والاستقرار الاقتصادي .. نحن قادرون على حل هذه المشكلة وعلينا ان لا نستهزئ بالأمور الدولية في التاثير على واقعنا الاقتصادي.
وأكد لايمكن حل مشاكلنا الاقتصادية من دون التعامل مع العالم، لافتا ان الشعب لم يعد يصدّق شعاراتنا ومواقفنا، واضاف بورمحمدي: الشعب لايثق بنا، فقد ذهبت امواله سدى في البورصة .. ما اقوله هنا، هو ملخص كلام خبراء العديد من الجامعات .. علينا ان نكون صادقين مع الشعب وان لا نطلق الشعارات فقط، مؤكدا انه لا يمكن تسيير الأمور عبر الخداع وعبر التفاؤل.