لغة التهديد وإزهاق الأرواح وتخضيب الأرض بالدماء..هى اللغة الوحيدة التى يعرفها العدو الإسرائيلى، فلم يكتفِ بالدماء المُراقة فى قطاع غزة ، بل راح ينشر تهديداته بفتح جبهات أخرى. فى مقدمة تلك الجبهات ، لبنان الغريم القديم الجديد لإسرائيل ، فمنذ حرب "تموز عام 2006"، وهناك مناوشات مباشرة وغير مباشرة بين الحين والآخر على الحدود الت تم وضعها تحت إشراف الأمم المتحدة فى جنوب لبنان ، وتحاول قوات حفظ السلام التابعة للمنظمة الأممية التى تحفاظ على السلام خاصة فى تلك البقعة من لبنان.
ولكن منذ السابع من أكتوبر الماضى، اشتدت وتيرة الصراع بين إسرائيل وحزب الله على الحدود الجنوبية من لبنان، وسقط ضحايا نتيجة القصف الإسرائيلى اليومى على هذه المناطق أكثر من 482 شخصا، وفق وكالة فرانس برس، إضافة إلى عدد كبير من المصابين و نزوح الكثير من الأسر.
ويزداد التصعيد بين إسرائيل وحزب الله يوماً تلو الآخر، وقد اخترقت الطائرات الحربية الإسرائيلية اليوم جدار الصوت بجنوب البلاد وجبل لبنان وصولا إلى العاصمة بيروت.
تهديدات العدوان
تُصر إسرائيل على التصعيد مدعوماً بلهجة التهديد التى تعد جزءا من حربها النفسية المعتادة ، فقد وجه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالات تحذيرا الى حزب الله قائلا إن بلاده لا تريد حربا ضد حزب الله لكنها بإمكانها إلحاق أضرار كبيرة في لبنان، مؤكدا ان بلاده قادرة على إعادة لبنان للعصر الحجري إذا لزم الأمر وسط مخاوف الأمم المتحدة من اتساع رقعة الصراع.
من جانبه، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال بلبنان نجيب ميقاتي، أن التهديدات التي يشهدها لبنان هي نوع من الحرب النفسية، مؤكدا أن لبنان في حالة حرب وهناك عدد كبير من الشهداء من مدنيين وغير مدنيين والعديد من القرى المدمرة بسبب العدوان الإسرائيلي.
جدد ميقاتى التأكيد أن الجيش هو السند وسياج الوطن بكل ما للكلمة من معنى، جاء ذلك في تصريح له من مقر قيادة قطاع جنوب الليطاني في الجيش اللبنانى.
حرب إبادة
ورداً على تهديدات تل أبيب قالت إيران على لسان بعثتها لدى الأمم المتحدة الجمعة الماضى إنه إذا شرعت إسرائيل في "عدوان عسكري شامل" على لبنان "فسوف تندلع حرب إبادة".
وأضافت البعثة الإيرانية، أنه في مثل هذه الحالة فإن كل الخيارات بما في ذلك المشاركة الكاملة لمحور المقاومة ستكون مطروحة على الطاولة.
فيما حذر عدد من الدول من نتائج التصعيد الكارثية ليس فى لبنان فقط بل على المنطقة ككل، ومن جانبه، حذر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث من التصعيد، وقال إن لبنان هو "نقطة الاشتعال بعد كل نقاط الاشتعال"، وحذر من أن الأمر يتجاوز التخطيط، مؤكدا أنه أمر كارثي محتمل، وحذر من أن الحرب التي تشمل لبنان ستجر سوريا. وستجر آخرين.
مساعى وقف التصعيد
تجرى المساعى الدولية لإنقاذ لبنان من مصير الحرب ، ووقف التصعيد، ولا تزال محاولات اللجنة الخماسية في مساعدة اللبنانيين من أجل الوصول إلى حلول تساهم في إنقاذ لبنان .
وعلى صعيد متصل، هناك حراك الوسيط الأمريكى آموس هوكشتاين حيث يزور باريس الأسبوع المقبل ويلتقي الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان ايف لودريان بهدف التنسيق بين الطرفين والتوصل إلى رؤية موحدة من أجل تهدئة الأوضاع في الجنوب.
ويأتي ذلك بالتوازي مع زيارات استطلاعية يقوم بها السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماجرو إلى القيادات السياسية بشأن الملف الرئاسي والوضع في الجنوب. وفق"لبنان 24".
وأكد مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة، أن الوضع سيئ على حدود لبنان ولسنا بعيدين عن حرب واسعة في لبنان، مشددًا على أن الحرب بين إسرائيل ولبنان قد تتوسع إقليمياً، ونحن بحاجة للتجديد لليونيفيل قبل أغسطس المقبل.
وفيما نفت واشنطن ما تردد بشأن استعدادات إجلاء أمريكية في البحر المتوسط، معتبرة أن دخول السفينة يو إس إس واسب ، إلى البحر المتوسط هي جزء من جهود تعزيز الاستقرار وردع العدوان.
كما أفادت مصادر ـ وفق الموقع الإخبارى اللبنانى ـ للحراك الخارجي تجاه لبنان أن هناك زيارات لمسؤولين أمنيين خليجيين وغربيين في الأيام المقبلة إلى لبنان لوقف التصعيد.
