شهدت منطقة الكدرو شمال الخرطوم بحري، اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد فترة من الهدوء، حيث تتمركز قوات الدعم السريع بكثافة في المنطقة.
من ناحية أخرى، أكدت مصادر لصحيفة سودان تربيون أن قوات الدعم السريع نقلت دفاعاتها إلى الأمام في منطقة مصفاة الجيلي شمالاً، ونصبت عدداً من المدافع كخطوة استباقية لصد هجوم محتمل للجيش.
وشهد بعض السكان المتبقين قرب شارع الإنقاذ، أرتالاً لقوات الدعم السريع تتجه شمالاً نحو منطقة السامراب والكدرو، فيما يبدو أنها تعزيزات للمواجهات التي شهدتها الكدرو.
وواصلت قوات الدعم السريع، محاولتها السيطرة على ولاية سنار، في إطار جهودها لتوطيد سيطرتها على وسط وغرب البلاد، مما أدى إلى نزوح أكثر من 200 ألف شخص، وفقا لوكالة الأنباء السودانية سونا.
وتتدهور الأوضاع المعيشية والصحية بشكل مستمر في مدينة بحري، مع استمرار انقطاع المياه عن الأحياء القديمة منذ اندلاع الحرب، بعد تدمير المحطة الرئيسية التي تغذي تلك الأحياء.
ويعتمد السكان المتبقون في أحياء الشعبية والمزاد والديوم والدناقلة بشكل أساسي على بئر في مستشفى أحمد قاسم لتوفير المياه، إلى جانب بعض الآبار القديمة في تلك الأحياء.
هذا بينما قالت الأمم المتحدة، إن طرفي الحرب في السودان وصلا إلى جنيف للمشاركة في محادثات تقودها المنظمة الدولية تستهدف التوسط في وقف إطلاق نار محتمل لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وتوزيعها وحماية المدنيين، لكنها أضافت أنه لم يحضر سوى طرف واحد في بداية المناقشات.
وأضاف المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في نيويورك، أن المحادثات في جنيف جاءت بناء على دعوة من مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، رمطان لعمامرة. وقالت متحدثة باسم الأمم المتحدة في جنيف إن الأطراف ستتفاوض عبر لعمامرة بدلا من الاجتماع وجها لوجه.
وقال دوجاريك: للأسف لم يحضر أحد الوفدين الجلسة التي كانت مقررة اليوم. واجتمع لعمامرة وفريقه في وقت لاحق مع الوفد الآخر كما كان مزمعا. وأضاف أن لعمامرة دعا الجانبين لمواصلة المحادثات الجمعة.
ولم يفصح دوجاريك عن الطرف الذي لم يحضر المحادثات. وقال متحدث آخر باسم الأمم المتحدة إن الوفدين في جنيف يضمان ممثلين كبارا لزعماء الطرفين.
وفي خطاب ألقاه، رهن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الانخراط في مفاوضات جدة لوقف القتال في البلاد، بانسحاب قوات الدعم السريع من المدن ومنازل المواطنين.
جاء ذلك خلال مخاطبة البرهان الذي يتولى أيضا منصب قائد الجيش، حشدا شعبيا بمدينة عطبرة شمال السودان، وفق بيان لمجلس السيادة.
وشدد البرهان، على أنه لا تفاوض مع المليشيا الإرهابية المتمردة في إشارة للدعم السريع.
وأضاف: لن نذهب إلى منبر جدة التفاوضي إلا بعد انسحابها وخروجها من الأعيان المدنية ومساكن المواطنين في كل مدن السودان التي استباحوها.
واندلعت الحرب فى السودان منتصف أبريل من العام الماضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وأثارت موجات عنف بدوافع عرقية ألقيت مسؤوليتها إلى حد كبير على عاتق قوات الدعم السريع. وتقول الأمم المتحدة إن نحو 25 مليون شخص، أي نحو نصف سكان السودان، بحاجة إلى مساعدات، وإن المجاعة تلوح في الأفق، فيما فر نحو 10 ملايين من منازلهم.