تولّى الإصلاحى مسعود بزشكيان رسمياً الرئاسة فى إيران خلال مراسم تنصيبه من قبل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله على خامنئي، بعد فوزه بانتخابات مبكرة أعقبت وفاة المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسى.
وخلال مراسم بثّها التلفزيون الرسمى، تلا مدير مكتب المرشد نصّ حكم الإمام الخامنئى فى تنفيذ رئاسة الجمهورية للدكتور مسعود بزشكيان.
وبزشكيان هو الرئيس التاسع للجمهورية منذ تأسيسها بعد الثورة الإسلامية عام 1979. وأقيمت مراسم تنصيبه فى حسينية الإمام الخمينى فى طهران بحضور مسؤولين إيرانيين ودبلوماسيين أجانب، على أن يؤدى اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى (البرلمان) الثلاثاء قبل تشكيل حكومته وطرح أسماء وزرائها لنيل الثقة.
كما أعلن بزشكيان تعيين محمد رضا عارف نائباً أول للرئيس، وسبق لعارف (72 عاماً) تولى مهمات عدة منها وزارة الاتصالات وتمثيل طهران فى البرلمان ورئاسة جامعة طهران.
ويبدأ بزشكيان ولاية من 4 أعوام بعدما تفوّق فى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التى أجريت فى الخامس من يوليو، على المحافظ المتشدد سعيد جليلى.
منصب الرئيس فى إيران يحتل المركز الثانى فى قمة الهرم بعد منصب الولى الفقيه (المرشد الأعلى) ويشبه منصب الرئيس الإيرانى بمنصب رئيس الوزراء، ويعتبر رئيس الجمهورية سلطة تنفيذية وفقا للمادة 113 من الدستور، ويشكل الحكومة بشكل مباشر، ويتقدم بها للبرلمان خلال أسبوعين من أداء اليمين الدستورى.
ويتولى الرئيس مسئولية تسيير الأمور اليومية لشئون البلاد، ويتمتع بمهام محدودة تشمل تنسيق أعمال مجلس الوزراء وإعداد مشاريع القوانين قبل عرضها على البرلمان، كما يترأس مجلس الأمن القومى الذى يتولى تنسيق السياسة الدفاعية والأمنية.
كما يمكن للرئيس التوقيع على اتفاقيات مع حكومات أجنبية والموافقة على تعيين سفراء، ويعاونه الحكومة، ويمتلك جزء ضئيلا فى رسم السياسات الداخلية وعلى المستوى الداخلى، لكن تحت مظلة المرشد وموافقته كما فعل روحانى فى توقيع الاتفاقية النووية مع الغرب فى 2015، وبوسع المرشد عزل الرئيس من منصبه بعد قرار المحكمة العليا وأخذ رأى البرلمان.
تحديات تواجه الرئيس
ويبدأ بزشكيان عهده وهو يحمل تركة ثقيلة من سابقه رئيسى، وأمامه ملفات وتحديات كبرى، ففى الداخل تمر إيران بتصاعد حالة من عدم اليقين غير مسبوقة، يطبعها هدوء حذر فى الداخل الذى عاش أواخر عام 2022 على وقع مشاهد حركة احتجاجية نادرة إثر وفاة الشابة مهسا أمينى وما تبعه من تصاعد حالة الاحتقان والاستياء الشعبى، وزيادة الفجوة بين المواطنين والنظام، وتغيير هذا الوضع سيكون من أبرز تحديات الرئيس المقبل.
فضلا عن أزمات اقتصادية حيث يعانى اقتصاد إيران من ركود منذ سنوات من التضخم وانخفاض قيمة العملة الوطنية، وارتفاع معدلات البطالة، وتأزم المشهد بشكل كبير لاسيما مع إعلان خبر فقدان مروحية الرئيس إبراهيم رئيسى حيث تفاعلت الأسواق الإيرانية بشكل سلبى مع الخبر بسرعة بالغة، ومنذ اللحظات الأولى للخبر ارتفع سعر الجرام الواحد من الذهب إلى 3 ملايين و570 ألف تومان (85.7 دولارا أمريكيا)، وسجل بذلك ارتفاعا بنسبة 10% مقارنة بصباح اليوم نفسه.
وعلى الصعيد الخارجى، يأتى الملف النووى فى المقدمة، فالرئيس المقبل أمام خيارات إما السعى لإحياء الاتفاق النووى ورفع العقوبات عن بلاده أو مواجهة تداعيات العقوبات وتجمد الاتفاق النووى والمضى قدما فى الاخلال ببنود الاتفاق منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى مايو 2018.
وبخلاف النووى، يأتى كيفية التعامل مع إسرائيل، بعد أن خرجت الحرب الخفية بين طهران وإسرائيل إلى العلن فى مايو الماضى، احدى تحديات الرئيس الإيرانى الجديد بعد تبادل الجانبين للضربات المباشرة فى حدث غير مسبوق.
وكيف التعامل مع الرئيس الأمريكى الجديد، سواء بقى الرئيس بايدن أو غادر البيت الأبيض، وقد يجد الرئيس الايرانى نفسه أمام 3 خيارات إما المساومة أو مواجهة ساكن البيت الأبيض لاسيما وإن كان ترامب أو التفاوض.