تحولت حادثة مجدل شمس إلى سيف يتم تسليطه من قبل تل أبيب على رقاب اللبنانيين، وعلى الرغم من نفى المقاومة اللبنانية استهداف مدنيين فى تلك المنطقة بالجولان السورية، ورغم تأكيد الحكومة السورية على الهوية العربية لضحايا الحادث اللذين ينتمون للطائفة الدرزية، إلا أن إسرائيل تٌصر على أنهم إسرائيليون وفى منطقة واقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي ويجب الثأر لهم.
وشهدت الساعات الماضية اتصالات مكثفة على المستوى الدولى والاقليمى لوقف تصعيد مرتقب بين تل أبيب وبيروت، وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن هناك مساعي العديد من قادة دول العالم لمنع التصعيد الإسرائيلي على الجبهة اللبنانية في أعقاب اتهام اسرائيل لحزب الله اللبناني بتوجيه ضربة صاروخية في منطقة الجولان المحتلة.
ووفقا للصحيفة فإن العديد من قادة دول العالم يعكفون في الوقت الحالي على تكثيف جهودهم الدبلوماسية من أجل إقناع إسرائيل بالعدول عن قرارها بتصعيد الهجمات العسكرية على الجبهة اللبنانية وسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في اتصال هاتفي مع رئيس إسرائيل أهمية منع تصعيد الصراع بعد هجوم مجدل شمس في الجولان السوري المحتل.
وأفاد متحدث باسم الخارجية أن بلينكن ورئيس إسرائيل يبحثان الجهود الرامية للتوصل لحل دبلوماسي يسمح للمواطنين على جانبي الحدود الإسرائيلية واللبنانية بالعودة لمنازلهم.
كما أخبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن باريس سوف تبذل قصارى جهدها من أجل منع أي شكل من أشكال التصعيد في الشرق الأوسط.
وعلى الجانب اللبناني طالب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي بوقف إطلاق نار مستدام على جميع الجبهات .
وقال بيان صادر على الموقع الرسمي لمكتب ميقاتي أن رئيس الحكومة أجرى سلسلة اتصالات دبلوماسية وسياسية، في إطار متابعة الأوضاع الطارئة المستجدة والتهديدات الإسرائيلية المتكررة ضد لبنان.
وشدد رئيس الحكومة اللبنانية خلال الاتصالات على أن الحل يبقى في التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار والتطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701، للتخلص من دورة العنف التي لا جدوى منها وعدم الانجرار إلى التصعيد الذي يزيد الأوضاع تعقيداً ويؤدي إلى ما لا تحمد عقباه".
وجدد ميقاتي خلال هذه الاتصالات التشديد على موقف الحكومة بإدانة كل أشكال العنف ضد المدنيين، وأن وقف إطلاق النار بشكل مستدام على كل الجبهات هو الحل الوحيد الممكن لمنع حدوث مزيد من الخسائر البشرية، ولتجنب المزيد من تفاقم الأوضاع ميدانيا".
وشدد على "أن الموقف اللبناني يلقى تفهماً لدى جميع أصدقاء لبنان، وأن الاتصالات مستمرة في أكثر من اتجاه دولي و أوروبي وعربي لحماية لبنان ودرء الأخطار عنه".
كما ناشد المنسق الخاص بلبنان التابع للأمم المتحدة جميع الأطراف بالتحلي بضبط النفس والعمل على عدم التصعيد والتوقف عن تبادل إطلاق النار تجنبا لعواقب وخيمة تتمثل في اندلاع حرب واسعة النطاق قد تشمل المنطقة بأسرها.
وأعلن عدد من شركات الطيران إلغاء رحلاتها إلى مطار بيروت، بسبب الوضع الأمنى غير المستقر، من بينهم مجموعة لوفتهانزا، التى أعلنت فى بيان اليوم الإثنين، تعليق رحلاتها الجوية إلى العاصمة اللبنانية بيروت حتى حتى نهاية يوليو الجارى، بسبب الوضع الراهن في المنطقة.
وأضافت الشركة أن الرحلات الجوية التابعة للمجموعة، وهي الخطوط الجوية الدولية السويسرية ويورو وينجز ولوفتهانزا جرى تعليقها.
ومن جانبها، قالت شركة "طيران الشرق الأوسط" اللبنانية، اليوم أيضاً، أن عدم انتظام مواعيد رحلاتها الجوية يتعلق بمخاطر التأمين في ظل تصاعد التوتر فى جنوب لبنان، والذي تسبب في إلغاء أو تأخر بعض الرحلات في مطار بيروت.
كما ألغت شركة "طيران صن إكسبرس" التركية للرحلات منخفضة التكاليف وشركة "إيه جيت" التابعة للخطوط الجوية التركية وشركة "طيران إيجه" اليونانية و"الخطوط الجوية الإثيوبية" وشركة طيران الشرق الأوسط رحلات كان من المقرر وصولها إلى بيروت اليوم.
ومن جهة أخرى، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات على عدة مناطق في جنوب لبنان، استهدفت محيط بلدة برج الشمالي، وغارة على بلدة العباسية وأخرى على بلدة طيرحرفا جنوب لبنان.