بنيامين نتنياهو
في أقل من 24 ساعة فقط دفعت إسرائيل منطقة الشرق الأوسط إلى الهاوية، بعد سلسلة من العمليات العسكرية ما بين العاصمة اللبنانية بيروت والعاصمة الإيرانية طهران، أدت إلى اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية والرجل الثانى لحزب الله فؤاد شكر، الأمر الذى اعتبره خبراء نقطة تحول في الصراع بالمنطقة وسيؤدى حتما إلى ردود أفعال توسع دائرة الصراع.
التهور الذى بدا في تصرفات قادة تل أبيب يؤكد أن دولة الاحتلال فقدت صوابها بعد 300 يوم من الحرب فشلت خلالها فشل ذريع في كسر المقاومة داخل قطاع غزة، فضلا عن إخفاقها في استعادة الرهائن المحتجزين، ولم تحقق أي انتصار يذكر، بل على العكس حظيت بخسارة اقتصادية غير مسبوقة بالإضافة إلى انقلاب الرأي العام العالمى ضدها، وشهدت ارجاء محكمة العدل الدولية العديد من الجلسات التي ساندت الفلسطينيين، وينتظر قادتها قرارات بالاعتقال من الجنائية الدولية.
كل تلك الخسائر المتتالية أفقدت قادة تل أبيب صوابهم، فتحولوا إلى كمن يبحث عن الأزمات ويتذرع بأى موقف ليكتسب عداوات جديدة ويفتح جبهات مشتعلة، وأصبحوا كـ"مختل عقليا" يجر في شكل كل من حوله حتى تحولت كل دول المنطقة إلى أعدائها.
ويعتبر اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في غارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، في نقطة فاصلة حيث توعدت ايران برد قاسى على انتهاك سيادتها وأراضيها.
قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن إسرائيل ستندم على عملها الجبان باغتيال إسماعيل هنية رئيس حركة حماس، مشددا على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستدافع عن سيادة أراضيها وعزتها وشرفها، وستجعل المحتلين الإرهابيين يندمون على عملهم الجبان.
كما هدد المرشد العام للثورة الايرانية علي الخامنئي، إسرائيل، وقال أن الكيان الصهيوني المجرم والإرهابي مهد لنفسه بهذا العمل الأرضية لعقاب قاس ونعتبر من واجبنا الثأر لدمائه حيث استشهد في أراضي الجمهورية الاسلامية الإيرانية.
قالت وكالة تسنيم الإيرانية أن مراسم تشييع جثمان إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة حماس، ستقام في طهران يوم غد الخميس، كما أعلنت الحداد العام لمدة ثلاثة أيام.
وجاء اغتيال هنية بعد ساعات من غارة إسرائيلية على لبنان استهدفت مقر إقامة فؤاد شكر الرجل الثانى في حزب الله، وقال وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري، اليوم الأربعاء، إن لبنان يتوقع أن يرد حزب الله على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف أكبر قيادي عسكري في الجماعة، وأوضح أن الحكومة ستشارك في جهود دبلوماسية لتهدئة التوتر. وقال المكاري إن الحكومة قلقة من تفاقم الوضع بعد مقتل فؤاد شكر.
من جهته، قال علي عمار النائب بالبرلمان اللبناني عن حزب الله، إن الجماعة مستعدة لخوض حرب ضد إسرائيل بعد هجوم إسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، وأضاف :" العدو يطلب الحرب ونحن لها".
وتخيم حالة من الرعب داخل إسرائيل بعد تلك الضربات غير المحسوبة العواقب، حيث تنتظر رد حزب الله من جهة وإيران من جهة أخرى فضلا عن فصائل المقاومة في العراق واليمن، وأعلنت إسرائيل، الأربعاء، إلغاء رحلات جوية، على وقع التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط.
وقالت سلطة الطيران الإسرائيلية إنها ألغت رحلات من وإلى إسرائيل حتى منتصف ليل الأربعاء، و"حتى تقييم الأوضاع من جديد"، وكانت أبرز الرحلات التي جرى إلغاؤها، قادمة من قبرص واليونان وفرنسا وبريطانيا.
وقبل أيام شاهد العالم أجمع ضربة إسرائيل لميناء الحديدة في اليمن ردا على استهداف صواريخ الحوثى تل أبيب، وهو الأمر الذى حبس أنفاس العالم خوفا من توسيع دائرة الحرب الإقليمية ودخول دولا آخرى على خط الأزمة في مقدمتها ايران.
هذا بخلاف الأزمات الداخلية التي تواجهها إسرائيل وقالت صحيفة "هآرتس" إن إسرائيل تمر بمرحلة متقدمة من التفكك تحت حكم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأن هناك تعفنا مستمرا ينخر جسد الدولة، وأوضحت الصحيفة، في مقال افتتاحي بعنوان "دولة تتفكك"، أن تتابع الأحداث قد يؤدي إلى انهيار الدولة، وأن "دولة نتنياهو فقدت السيطرة على اليمين المتطرف، ومن يزرع الفوضى يجنيها. وإن لم يوقف هؤلاء عند حدهم فإن الأمر سينتهي بتفكيك إسرائيل".
