يعيش طلاب الثانوية العامة فترة من التوتر والقلق، في انتظار إعلان النتيجة خلال ساعات والتي ينظر لها الكثير على أنها نقطة فاصلة في مسار رحلته التعليمية وتحديد مستقبله، ومنهم من يحالفه الحظ ويحصل على المجموع الذى يتمكنه من الالتحاق بالكلية التى لطالما حلم بها منذ الصغر.
وفى هذا الإطار رصد عدد من أعضاء مجلس النواب ذكرياتهم مع الثانوية العامة ووجهوا رسالة للطلاب من واقع تجاربهم.
نائبة لطلاب الثانوية: الأحلام لا تسقط بالتقادم
قالت النائبة مرثا محروس عضو مجلس النواب، إن ذكرياتها مع الثانوية العامة مختلفة إلى حد ما عن الجيل الحالى نظرا لاختلاف الفترة الزمنية، موضحة أنها حصلت على مجموع جيد جدا فى الثانوية العامة، وكان لديها حلم الالتحاق بكلية معينة وحددها لها مكتب التنسيق ولكن فى الأقاليم ، وحينها كان من الصعب موافقة عائلتها فى السفر بمفردها وفقا للعادات والتقاليد وهو ما أحزنها وقتها، ولكن التحقت بكلية أخرى وبعد فترة استطاعت تحقيق أحلامها رغم اختلاف الكلية التى كانت تظنها بداية الطريق فى تحقيق أحلامها.
وأضافت عضو مجلس النواب فى تصريح خاص، أن أحلامنا وطموحاتنا لا تتوقف عند الالتحاق بكلية معينة فأحيانا تكون الطرق البديلة هى الأنسب وإذا كنا انتهجنا الطرق التي رسمناها لأنفسنا كان ممكن يكون هناك معوقات وتحديات أكبر.
ونصحت عضو مجلس النواب، طلاب الثانوية العامة خلال انتظارهم الإعلان عن النتيجة أن الأحلام لا تسقط بالتقادم مهما حدث ولا تتحقق بالكليات بل تتحقق بالعزيمة لذلك عليكم الاجتهاد والمثابرة فعدل ربنا نافذ فى شتى مراحل عمرك فحتى إذا لم تأخذ ثمرة تعبك فى وقته ولكن الإيمان بالله واليقين فى عدله متحقق لا محال فعليك تحقيق أحلامك بعزيمتك وليس مجموعك.
نائبة للطلاب: ادرس ما تحب واصنع قمتك.. الثانوية العامة لا تحدد مصيرك
فيما قالت النائبة آيات الحداد عضو مجلس النواب، إن الثانوية العامة ليست نهاية المطاف ولا تحدد مصير الطالب فهناك نماذج عربية وغربية كانت نهايتهم عكس بدايتهم ليضربوا أروع مثال لمقولة: من لم تكن له بداية محرقة لن تكن له نهاية مشرقة!، مثل مايكل جوردن الذى تم طرده من المدرسة الثانوية لكرة السلة وذلك لم يحبطه، بل زاد من تحفيزه للحصول على الشهرة ليصبح أشهر لاعب كرة سلة! وتابعت : ألبرت أنيشتاين الذى بدأ بالتكلم عندما بلغ الرابعة من عمره، و لم يعرف القراءة إلا فى سن السابعة، ووصفه أساتذته بالمعاق ذهنيًا، ولكنه فى النهاية حصل على جائزة نوبل فى الفيزياء، وستيفن سبيلبيرج الذى تقدم إلى جامعة فى جنوب كالفورنيا، والتى كانت مرموقة فى صنع الأفلام آنذاك، إلا أنه تم رفضه مرتين مما دفعه للذهاب إلى ولاية كال فى لونج بيتش، ليلقى بعدها نجاحات عدة دفعت بالجامعة التى رفضته إلى إعطائه درجة فخرية علاوة على المبلغ الذى حصل عليه من إنتاج أفلامه والذى يقارب ال 2.7 مليار.
وأضافت النائبة فى تصريحها خاصة، أن لاعب كرة القدم الشهير "ميسى" كان يعانى من نقص فى هرمون النمو، الأمر الذى جعله يظهر بحجم أصغر من بقية الأطفال، لتبدأ قصة معاناة الطفل الصغير وسبب نجوميته لاحقا ليصبح أشهر لاعب فى الأرجنتين، وبالتالي اصنع قصة نجاحك بنفسك ولا تستسلم للصعاب والعوائق، بل اعلم كل ما تتعرض له من عوائق منذ الصغر لتأهيلك لمستقبل مشرق.
وأوضحت أنه ليس هناك ما يسمى كليات قمة وكليات متدنية، ومن المفترض أن يتأهل الطفل لذلك منذ الصغر، بأن يدرس ما يُحبه ليصنع قمته الخاصة وليعمل مستقبلًا فى المجال الذى يستطيع أن يضع كل قدراته وإمكانياته فيه، ويجب أن يعلم الطفل أيضًا أن التعليم من أجل الفهم وليس من أجل الحفظ والبحث عن النجاح فقط، ليخرج لنا فى النهاية جيل لا يتذكر ما درسه خلال جميع مراحله التعليمية، فمرحلة الثانوية ستنتهى وتبدأ مرحلة البحث عن الذات والشغف.
وعن ذكرياتها الشخصية مع الثانوية العامة، قالت إنها كانت تود الالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وحصلت على مجموع يتيح لها الالتحاق بها، ولكن والدها طلب منها الالتحاق بكلية الحقوق وبعدها استطاعت تحقيق حلمها رغم اختلاف الطريق ودرست لطلاب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وطلاب الحقوق أيضا وحاليا أستاذ مساعد للقانون الجنائى وعضو مجلس نواب وبالتالى الثانوية العامة والكلية لا تحدد مصير أحد ولكن كل شخص يصنع قمته الخاصة حسب أحلامه وطموحه.
علاء عصام: حصلت على 68% فى الثانوية وتنمية مهاراتى جعلتنى برلمانيا وقيادة صحفية
ومن جانبه قال النائب علاء عصام، عضو مجلس النواب، إنه حصل على 68% في الثانوية العامة، لافتا إلى أن هذا المجموع مكنه من الالتحاق بكلية حقوق جامعة أسيوط حسب التنسيق حينها.
وأضاف "عصام" خلال تصريحات خاصة، أن نتائج الثانوية العامة لم تكن تشغله على الإطلاق لاسيما وأن الثانوية العامة تعبير عن تمييز بين عقول بنكية تحفظ المعلومات وتطلقها ثم ينسى الطلاب هذه المعلومات بعد أشهر دون التفاعل مع هذه المعلومات أو هذه المواد الدراسية بطريقة تنمي مهارات الطلاب وتجعله مطلوبا في سوق العمل داخل مصر أو خارجها.
وأوضح أن التعليم عن بعد والتعليم الأونلاين والدورات التدريبية والعمل الحزبي فيما بعد الثانوية العامة والتثقيف السياسي داخل الجامعة عام 2009 وغيرها من الأنشطة هى التي ساهمت في تطوير مهاراته وجعلته يستطيع أن ينتخب نائب عن دائرة البدرشين في الوقت الحالي.
وأشار إلى أن مهاراته الشخصية التي اكتسبها من قراءة الصحف والعمل الصحفي بشكل عام وزيارة دول كثيرة لممارسة عمل سياسي وصحفي جعلته يصبح رئيس تحرير تنفيذي لموقع صحفي وهو فى ال35 من عمره وليس ما حصل عليه من معلومات في الثانوية العامة والتي وصفها بمعلومات حصل عليها بشكل بنكي دون مناقشة حول هذه المعلومات وهذه الآراء بسبب عدم اقتناع اغلب المعلمين المصريين بالمناقشة النقدية.
وطالب عصام بتطوير التعليم المصري والاهتمام بالتفكير العلمي والنقدي والتكنولوجي وتطوير المعامل المدرسية وعودة الأنشطة الرياضية والفنية للمدارس والمسرح المدرسي لتنمية مهارات الطلاب وجعلهم مطلوبين لسوق العمل الذي يستهدف المهارات الشخصية للطلاب وسلوكهم.
وتمنى "عصام" استكمال تطوير منظومة التعليم بما يزيد من قدرات الطلبة ويطور فكرهم بما يحترم الدولة والفن والقانون ودولة المواطنة والعلم الحديث.
نشوى الشريف: الثانوية العامة كانت مرحلة فارقة في حياتى
كما قالت النائبة نشوى الشريف عضو مجلس النواب، إن الثانوية العامة كانت مرحلة فارقة أكثر من الجامعة، قائلة "كنت بحب أذاكر ومليش في الخروجات ومع ذلك كنت أذهب النادى واتبسط ولكن بحدود وكنت بشوف زمايلي مش مهتمين وممكن يسيبوا الدرس عشان يخرجوا بس ماكنتش بحب أقلدهم أنا كنت مهتمة بدروسي ودراستى جدا وكان المهتم بدراستى والدتى أكثر من والدى لانشغاله بشغله وكنت بسمع كلامها جدا بحب وليس بالغصب وكنت الطالبة الوحيد التي تذهب إلى المدرسة إلى قبل الامتحان بأيام معدودة لدرجة إن إدارة المدرسة كلمت والدتى قالتلها ماتخليهاش تيجى.. وكنت مهتمة في ذات الوقت بموهبتى في إلقاء الشعر وأشارك في المسابقات".
وأضافت عضو مجلس النواب خلال تصريح خاص، أنها كانت تجتهد من أجل الالتحاق بكلية الإعلام وبالفعل استطاعت الحصول على مجموع يحقق حلمها، واستطردت قائلة "الثانوية العامة كانت النبتة التي زرعتها وتعبت في زراعتها أما في الجامعة فكنت أحافظ على النبتة التي زرعتها"، ووجهت نصيحة للطلاب قائلة "اشتغل على نفسك ومش مهم انت ابن مين ولا ساكن فين ولا أهلك مين اسعى للحاجة اللى بتحلم بيها".