أصبح الإنترنت الآن يمثل الشبح الخفى داخل بيوتنا ويمكن أن يطلق عليه اسم القاتل الصامت لما يسببه من مشاكل ليست فقط جسدية وإنما مشاكل عقلية واضطرابات نفسية شديدة على الأطفال في السن الصغيرة.
من الصعب في الآونة الأخيرة أن تحكم السيطرة وتضبط طفلك عند استخدام الإنترنت، فهى بوابة مفتوحة يمكنه من خلالها التواصل والتعارف واللعب واكتشاف آفاق جديدة، قد لا يكون المحتوى مناسبًا لعمره وطبيعته ومن هنا يكمن الخطر.
وأطلق "اليوم السابع" حملة للتوعية بمخاطر الأنترنت تحت اسم "حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت"، والتعرض الطويل للمحتوى غير الهادف على صحة الأطفال ونفسيتهم، وكيف يمكن أن يقعوا فريسة سهلة لعالم الأنترنت الخفى إذا تم ذلك دون رقابة قوية من الآباء.
التشتت والوسواس القهوى أبرز المشاكل للأطفال
من جانبه أوضح الدكتور أشرف سلامة استشارى النفسية قصر العينى أن الإنترنت يؤثر تأثيرات سلبية للغاية على الطفل ونفسيته وصحته العقلية كذلك، والشات والتواصل مع آخرين قد لا يعرفهم، فضلاً عن البحث المتاح والمفتوح عن أي محتوى، أمر في غاية الخطورة، قد يسبب له الكثير من المشكلات والتي من أهمها التأثير السلوكى الخطير وغير الجيد، خاصة الناتج عن ألعاب الفيديو والمحتوى غير المناسب لسن الطفل، والتي من بينها:
الإدمان أول وأهم المشكلات، فهوس الطفل باللعبة الإلكترونية يصل حد الإدمان ويصعب حينها التخلص منها والتوقف عن لعبها.
التسبب في اضطرابات عاطفية حادة، والشعور بمشاعر متناقضة عند التعامل مع الواقع، كالبكاء الشديد، الحساسية تجاه الآخرين والتعامل بشكل منطوى وغير فاعل، كما قد يشعر الطفل بالفراغ والملل على الدوام في ظل غياب لعبته الإلكترونية مما يؤثر على نفسيته، بجانب ذلك قد ينتابه شعور دائم بالحزن وخيبة الأمل، وأعراض اكتئابية أخرى.
تحديد قيمة النفس من خلال المكسب والخسارة في الألعاب الإلكترونية، وليس بالحياة الواقعية، قد يصاب باضطراب تشوه الذات وافتقار الثقة بالنفس خاصة عند التعامل في الواقع مع أطفال آخرين، بجانب اكتسابه العنف والقلق والتوتر والاكتئاب أبرز الأعراض والمشكلات التي يصبح الطفل معرضا لها، وقد يصاب بعض الأطفال بأعراض وسواسية.
أضاف أيضا أن الطفل قد يصبح أكثر عدوانية تجاه الآخرين، فتجد الطفل يريد تطبيق القتل والعنف الذى يراه ويعيشه في الألعاب، على أرض الواقع، مما قد يخلف طفلا مضطربا نفسيا له ميول إجرامية.
نصح الطبيب بضرورة السيطرة التامة والإحكام الشديد على علاقة الطفل بالإنترنت، وتعزيز نشاطاته اليومية الهادفة التي تملأ حيزا كبيرا من فراغه، وتعزز سلامة النفسى والعقلى.
الإنترنت وخطر التوحد وفرط الحركة على الأطفال
وكشفت الدكتورة تقى شرف الدين، أخصائى الطب النفسى جامعة المنوفية، أن الأجهزة الحديثة والشاشات أصبحت تمثل اهتماما للكثير فى الوقت الحالى، لكن مع كثرة الاستخدام خاصة على الأطفال أصبحت تشكل خطر كبير، وخصوصا عند السماح لهم باستخدام الإنترنت لفترات طويلة.
وأضافت في تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن التعرض المباشر للشاشات أحد العوامل الرئيسية المسببة لتشتت الانتباه وفرط الحركة وأيضا تسبب التوحد، بالإضافة التعرض لفترات طويلة يعرض الطفل لضعف النظر وعدم القدرة على التركيز.
بالإضافة إلى ذلك فإن السماح للأطفال باستخدام الإنترنت دون رقابة يزيد من احتمالية تعرضهم لمشاهد عنف أو مشاهد غير مسموح لهم بمشاهدتها، كما يزيد أيضا من وقوعهم فى قوقعة العالم الافتراضي، وصعوبات في التواصل والتعلم وتكوين صداقات.
وأوضحت أنه للأسباب السابقة فإنه يجب تقنين فترات التعرض للشاشات وعدم السماح للأطفال بالتصفح على مواقع التواصل الاجتماعي أو الإنترنت خاصة في السن الصغير.
ووجدت العديد من الدراسات ارتباط الاستخدام المطول للإنترنت بشكل كبير بالأعراض المرتبطة باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، كما وجد أن الاستخدام الطويل للإنترنت قد يؤدى أيضًا إلى تقليل وقت راحة الدماغ، وهو أمر مهم بشكل خاص فى أدمغة الأفراد الذين يعانون من اضطرابات مرتبطة بالانتباه.
تأثير الألعاب الإلكترونية على عقل الطفل
أصبح الإنترنت الآن هو المسبب الرئيسى لمشكلات الأطفال النفسية والعصبية والعقلية، هذا ما كشف عنه تقرير نشر في موقع educationaladvancement مؤكدًا أن الألعاب الإلكترونية هي من أهم أسباب إدمان الأطفال للإنترنت، ما قد يؤثر على سلوكهم النفسى والعقلى كذلك، فمن الآثار السلبية لإدمان ألعاب الفيديو والجيمز، أنها تؤثر وبشكل مباشر على سلوك الطفل بل وتغير فيه كذلك.
وتابع التقرير أن السلوكيات العنيفة أخطر ما قد تسببه ألعاب الفيديو، فهى تجعل الطفل معاديا لنفسه وغيره، كما تجعله عنيف ويطبق هذا العنف في الواقع، فضلاً عن أن هذا العنف قد يتغير تدريجيًا بمرور الوقت منتجًا طفلاً لديه سلوكيات إجرامية في المستقبل.
تعزز ألعاب الفيديو السلوك الإنعزالى والرغبة في الجلوس وحيدا، حيث يبدأ الطفل في البعد عن المجتمع مما يؤثر على صحته النفسية وتجعله أكثر رغبة في الانعزال والشعور بالوحدة وعدم التفاعل مع المجتمع، بل ويصبح عدوانيا عندما يتواجد في التجمعات.
بجانب التأثير على عقليته، الأداء الدراسى للأطفال يتأثر بشكل مباشر بالسلب، فهو يجعل الطفل أقل قدرة على التحصيل، كثير التشتت، انتباهه يتأثر بالسلب بشدة، لا يشعر بالوقت ولا يهتم بالدراسة والتحصيل، بل وتؤثر هذه الألعاب على مستواه الإدراكي والتفاعلى داخل الفصل كذلك.
تؤثر ألعاب الفيديو على الطفل وسلوكياته، وهو الخطر الأكبر، حيث يصبح الطفل غير قادر على التوازن ومشتتا، كما تؤثر على قدرات العقل لديه، فتجعله غير منتبه، وينسج عالمه دون التواصل مع الآخرين.