"حياة كريمة" ثورة تنموية كبرى ترسم مستقبل الريف المصري وتحسين حياة الملايين في القري .. 150 مليار جنيه لتنفيذ مشروعات المرحلة الثانية العام الجاري في 20 محافظة .. ومياة الشرب والصرف الصحي يستحوذ علي نصيب الأسد من الاستثمارات
كتبت نورا فخرى
مبادرة "حياة كريمة" هي إحدى أهم المبادرات القومية التي أطلقها الرئيس
عبد الفتاح السيسي، بهدف تحسين مستوى المعيشة وتوفير حياة كريمة للفئات الأكثر احتياجًا في المجتمعات الريفية والمهمشة، و تأتي ضمن جهود الدولة لتحقيق التنمية المستدامة وتقليل الفجوات الاجتماعية والاقتصادية بين المناطق المختلفة، لتحظي بإشادة كافة المؤسسات والمنظمات الدولية، وتم تسجيلها بالفعل - فور الإعلان - عن مستهدفاتها ونطاق شمولها وبرامجها - على منصة مسرعات تحقيق الأهداف الأممية ( يوليو (2020)، وعلى منصة أفضل الممارسات الدولية العملية يوليو (2021) ، التابعتين لإدارة الشئون الاقتصادية والاجتماعية للأمم المتحدة (UNDESA).
وتركز المبادرة التي تعد بمثابة نموذجا تنمويا غير مسبوق في أدبيات التنمية الاقتصادية والعمرانية، على تطوير البنية التحتية في القرى، وتحسين خدمات التعليم والصحة، وتوفير فرص العمل من خلال دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى الاهتمام بتمكين المرأة والشباب. يتم تنفيذ هذه الجهود بالتنسيق مع الوزارات والمؤسسات الحكومية، إلى جانب مشاركة المجتمع المدني والقطاع الخاص.
وتهدف "حياة كريمة" إلى تعزيز الاستقرار الاجتماعي وتحقيق العدالة الاجتماعية، من خلال تحسين ظروف المعيشة للفئات الأكثر احتياجاً وضمان وصول الخدمات الأساسية للجميع.
وفي هذا الصدد، تواصل حكومة الدكتور مصطفي مدبولي، خلال العام المالي الجاري 2024/2025 تنفيذ المبادرة القومية، بتخصيص نحو 150 مليار جنيه لتنفيذ المشروعات المستهدفة بالمرحلة الثانية التي تُغطي 20 محافظة بعدد 52 مركز وإجمالي 1667 قرية يقطنها 21.3 مليون نسمة.
وتكشف الخطة الحكومية عن العام المالي الجاري، عن توزيع استثمارات مبادرة حياة كريمة من المرحلة الثانية حسب النشاط، حيث يحتل مياه الشرب والصرف الصحي النصيب الأكبر بإجمالي 105.8 مليار جنيه، يليها قطاع الصحة بنحو 11.2 مليار جنيه، ثم يأتي الغاز الطبيعي في المركز الثالث بنحو 8.3 مليار جنيه، ثم قطاع التعليم بنحو 6.7 مليار جنيه.
وخصصت الحكومة لمراكز الشباب بالمرحلة الثانية من مبادرة حياة كريمة نحو 3.8 مليار جنية، ولقطاع الكهرباء 3.7 مليار جنيه، ولقطاع الطرق الداخلية خصصت نحو 3.3 مليار جنيه، ولتنفيذ مشروع الألياف الضوئية خصصت نحو 2.4 مليار جنيه، ولتأهيل الترع وكباري الري نحو 2.1 مليار جنيه، و2 مليار جنيه للطرق الرئيسية، وأخيرا 700 مليون جنيه للمجمعات الحكومية.
وتتمثل أهم الأعمال المستهدفة بالمرحلة الثانية من مبادرة "حياة كريمة" في قطاع المياه بمد وتدعيم شبكات مياه الشرب بأطوال 2350 كم، ومد توصيلات منزلية بعدد 1.8 مليون وصلة، وتنفيذ محطات مياه شرب بعدد 18 محطة، ومد وصلات مياه الشرب بعدد 315 ألف وصلة، وفي قطاع الصرف الصحي إضافة طلمبات محطات معالجة صرف صحي بعدد 97 محطة وبطاقة مليون م3 يوم.
وتستهدف الحكومة في قطاع التعليم، تطوير وإنشاء 4115 مدرسة، و 12565 فصل، وفي قطاع الصحة تستهدف 55 مستشفى مركزي ، و 854 وحدة صحية، و 493 نقطة إسعاف، وفي قطاع الشباب والرياضة تستهدف 1584 مركزا للشباب.
وبالنسبة لقطاع التنمية الزراعية تستهدف الحكومة 363 كوبري ري، تبطين 1654 كم، وفي قطاع الغاز الطبيعي مد 4 مليون وحدة سكنية بالغاز الطبيعي، وفي قطاع الاتصالات تستهدف مد الخدمة لـ 4.6 مليون وحدة سكنية بشبكات الألياف الضوئية، وأخيرا في قطاع الطرق، رصف الطرق الداخلية والخارجية لجميع القرى.
واللافت للنظر أنه بدأ تنفيذ المرحلة الأولي من المبادرة في عام 21/22 وقد خصص لهذه المرحلة اعتمادات مالية قدرها 350 مليار جنيه لتنفيذ المشروعات المدرجة آنذاك، وبلغت المشروعات المنفذة في المرحلة الأولي حتي نهاية النصف الأول من عام 2023/2024 نحو 23 ألف مشروع في 1477 قرية تقع في 52 مركز في نطاق 20 محافظة بإجمالي 18 مليون مستفيد.
وبلغ نصيب محافظات الصعيد من مخصصات المرحلة الأولي نحو 68% بإجمالي 237 مليار جنيه، يستفيد منها 11 مليون مواطن، بنسبة 61% من إجمالي المستفيدين.