بين الحذر والترقب والذعر الممزوج بالألم، هكذا تبدو الأجواء فى لبنان عقب الموجة الثانية من انفجارات أجهزة الاتصالات اللاسلكية "آيكوم"، التى بلغت حصيلة ضحاياها حتى الآن 20 شهيدا و450 مصابا، بينما كانت حصيلة ضحايا الموجة الأولى من الانفجارات 12 شهيدا و2800 مصاب، وهناك محاولات إنقاذ أكثر من 300 حالة حرجة.
وحول هذه التفجيرات التى وقعت بالأمس، أكدت" آيكوم اليابانية" أن منتجاتها المصدرة إلى الخارج خضعت لعملية تنظيمية صارمة وضعتها الحكومة
وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية، أن تفجيرات أجهزة اللاسلكي في لبنان استهدفت عناصر قوة الرضوان في حزب الله.
تتواكب تلك الانفجارات مع تحركات داخلية وخارجية، حيث ينعقد مجلس الوزراء اللبنانى برئاسة نجيب ميقاتى جلسة طارئة اليوم لمناقشة الأوضاع عقب الانفجارات الت وقعت أمس الأربعاء.
ودوليا يستعد مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة غدا الجمعة لمناقشة سلسلة الانفجارات الدامية التي طالت أجهزة اتصال لعناصر فى حزب الله، وأكدت رئاسة المجلس أن الاجتماع يعقد بشأن انفجارات أجهزة الاتصال اللاسلكية في لبنان، فيما دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، إلى إجراء تحقيق مستقل وشامل وشفاف حول ملابسات هذه التفجيرات الجماعية في لبنان وسوريا، ومحاسبة من أمر ونفذ مثل الاعتداء.
وأضاف تورك، أن الانفجارات التي وقعت على نطاق واسع وبشكل متزامن في كل من لبنان وسوريا، وأدت إلى إصابة آلاف الآخرين بجروح خطيرة، نتيجة انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكية، لصادمة للغاية وآثارها على المدنيين غير مقبولة.
وأكد فولكر تورك، أنه يجب محاسبة المسؤولين عن تفجير أجهزة الاتصال التابعة لحزب الله، وقال إن الاستهداف المتزامن لآلاف الأشخاص، سواء كانوا مدنيين أو أعضاء في جماعات مسلّحة، من دون معرفة مَن كانت بحوزته الأجهزة، ومكان وجودها، والبيئة التي كانت فيها عند وقوع الهجوم، يشكل انتهاكاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان.
ومن جانبه، رأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أن تفجير آلاف أجهزة الـ"بيجر" في لبنان ينذر بـ"عملية عسكرية كبرى"، مؤكداً وجود خطر جدي لتصعيد دراماتيكي في لبنان.
ووصف جوتيريش ما حصل بأنه حدث خطير، ليس فقط بسبب عدد الضحايا الذين سقطوا فيه، ولكن أيضاً بسبب المؤشرات التي تفيد بأن تفجيرات حصلت، منوهاً بأن المنطق الواضح وراء تفجير كل هذه الأجهزة هو القيام بذلك بوصفها ضربة استباقية قبل عملية عسكرية كبرى.
كلمة تصعيدية
فى خضم تلك الأجواء يترقب العالم كلمة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله مساء اليوم، والتى سيتحدث خلالها عن التفاصيل المرتبطة بالعملية الأمنية الاسرائيلية وكيفية الرد عليها، وأنه من المتوقع أن تكون الكلمة تصعيدية للغاية.
وبحسب مراقبين فإنه من المتوقع أن يؤكد نصر الله على أن جبهة الإسناد لن تتوقف وأن المستوطنين لن يعودوا إلى مستوطناتهم إلا بوقف الحرب على غزة بشروط حركة "حماس" وألا تفاوض بشأن هذه المسألة.
وسيتعامل بشفافية مطلقة مع الحدث، لكنه سيؤكد تمسكه بربط جبهة لبنان بجبهة غزة، وأن الضغوط التي تحصل لن تؤثر على قرارات الحزب وعملياته العسكرية.
في المقابل، قال مصدر عسكرى، إن المواجهة بين "حزب الله" وإسرائيل دخلت مرحلة جديدة بعد قيام العدو يوم الثلاثاء بتفجير أجهزة "البيجر"، إضافة إلى تلغيم أجهزة لاسلكية أمس، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من الشهداء والجرحى دفعة واحدة، وهو مؤشر خطير يدل على أن تل أبيب تريد جر لبنان إلى الحرب.