لا تزال لبنان تنزف تحت القصف المستمر للعدو الإسرائيلى الذى لا يترك حجراً على حجر، ولا تأخذه الرحمة بطفل ولا كهل، فراح يمطر الأحياء السكنية الآهلة بالمدنيين بوابل من القصف حيث استفاق اللبنانيون فجر الأربعاء، على ضربة إسرائيلية على منطقة السعديات الواقعة على الساحل اللبناني على بُعد 20 كيلومترا إلى الجنوب من بيروت، كما أغارت إسرائيل على بلدة الجية الساحلية للمرة الأولى ، فجر اليوم، وهى تقع على بعد 75 كيلومترا شمال الحدود مع إسرائيل.
وعقب ضربة السعديات بساعات قليلة، شن الطيران غارة جوية عنيفة على بلدة البازورية فى الجنوب أسفرت عن استشهاد طفلتين، فيما أُصيب ستة أشخاص آخرين بجروح متفاوتة، تتراوح بين المتوسطة والحرجة.
وتزامن ذلك مع قصف عمق الجنوب والبقاع الغربي والأوسط والشمالي، على طول الخط الممتد من رأس الناقورة إلى سلسلة الجبال الشرقية، إضافة إلى منطقة الغبيرى بالضاحية الجنوبية، وهى الغارة التى استهدفت قائد منظومة الصواريخ والقذائف في حزب الله، إبراهيم محمد القبيسي، سبقها غارة استهدفت قائد جبهة جنوب لبنان في الحزب علي كركي.
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية بارتفاع عدد شهداء الهجوم الإسرائيلي على لبنان إلى 564 شهيدا بينهم 50 طفلا و94 امرأة، بالإضافة إلى 1835 مصابا في حصيلة مرشحة للارتفاع مع تواصل الغارات الإسرائيلية، وأكد وزير الصحة اللبناني، أن هناك 4 مسعفين قتلوا، وأصيب 16 بجروح، في وقت تضررت 14 سيارة إسعاف، كما تم استهداف مستشفى بنت جبيل.
وأكد جيش الاحتلال، أنه سيواصل تقليص قوات وقدرات حزب الله والتركيز على ضرب قدرات حزب الله الاستراتيجية التي تهدد إسرائيل والعمل بشكل ممنهج من أجل إعادة الإسرائيليين في الشمال.
ومع تأزم الأوضاع، تم تمديد إغلاق المدارس والجامعات ، بينما تبحث وزارة التربية والتعليم بدائل للطلاب .
وعلى صعيد محاولات قف المجازر فى لبنان، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة، اليوم الأربعاء، بطلب من فرنسا، ويحاول نجيب ميقاتي، ووزير الشؤون الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، تحريك المسار الدبلوماسي في نيويورك لوقف هذه الاعتداءات، حيث يشارك في الاجتماعات الدولية للجمعية العامة للأمم المتحدة التي يتصدر وقف النار بين إسرائيل وحزب الله جدول أعمالها بصفته بنداً طارئاً لعل المشاورات تؤدي إلى إطلاق مبادرة لخفض منسوب التوتر الذي بلغ ذروته ، وصولاً إلى وضع آلية بكفالة دولية تسمح بوقف تدريجي للتصعيد؛ تمهيداً لتهيئة الظروف الأمنية والسياسية لتطبيق القرار الدولي 1701 بكل مندرجاته بما يسمح بعودة النازحين على جانبي الحدود إلى أماكن سكنهم.
فيما قال وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، ليس هناك حلول دولية لوقف الهجمات الإسرائيلية.
وأضاف إننا نواجه خيبة أمل من العالم وخطاب بايدن أمام الأمم المتحدة حول لبنان كان مخيبا للآمال"، مؤكدا أن أمريكا هي من تملك مفتاح الخلاص لبلدنا.
فيما أكد تكتل "لبنان القوي" بلبنان، أن الحرب المفتوحة التي يشنها جيش العدو تستهدف لبنان بكامل أرضه وشعبه وليس حزب الله فقط، ومن أهم أهداف إسرائيل احتلال جزء من أرض الجنوب، وتهجير أعداد كبيرة من سكان الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع لفرض أمر واقع جديد من شأنه أن يولد مشاكل مفتعلة بين اللبنانيين.
ولفت إلى أن "الحرب الإسرائيلية تستهدف لبنان ولا تستهدف حزب الله لوحده"، داعيا الى "استدراك الأمر بمنع أي مخطط لعزل أي فريق لبناني مهما بلغ الخلاف معه بسبب خياراته السياسية".
ومع اتجاه الاوضاع نحو الأسوأ، قالت وزارة الخارجية البريطانية أن الحكومة نصحت البريطانيين بمغادرة لبنان كما حثت على عدم السفر إلى هناك، وأكدت الوزارة في بيان إن نحو 700 جندي بريطاني سوف ينتقلون إلى قبرص في الساعات القادمة مع استمرار الحكومة في إعداد خططتها للطوارئ في أعقاب التصعيد الكبير بين إسرائيل ولبنان في الأيام الأخيرة.
وبالنسبة لحركة النزوح ، قال منسق اللجنة وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين ، لقد فعلنا عمل الهيئة العليا للإغاثة التي تقوم بإيصال المساعدات من مخزونها الآن ومستودعاتها، وبالعمل أيضا على تأمين الحاجات الأساسية لإيصالها إلى النازحين، بالتعاون مع المنظمات الإنسانية والصليب الأحمر والمنظمات الدولية تحت إدارة وتنسيق مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، والمنظمات الشريكة الأخرى كاليونيسف وبرنامج الغذاء العالمي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وغيرها من المنظمات الإنسانية، وكذلك الهيئات الدولية التي تعمل في لبنان".
وتابع كنا بدأنا التنسيق خلال الأشهر الماضية ليكون مفعلا عند حدوث حالات التهجير الواسعة التي حصلت خلال 24 ساعة الماضية. وبالتعاون مع وزارة التربية والوزير عباس الحلبي مشكورا، تم فتح مدارس رسمية عدة لتصبح مراكز إيواء، وهي وصلت إلى نحو 252 مدرسة.