الجمعة، 22 نوفمبر 2024 08:59 ص

مرحلة ما بعد "نصر الله".. تل أبيب تحشد قواتها لتوغل برى محتمل..وثلاث رسائل في أول خطاب لنائب نصر الله.. نعيم قاسم: مستعدون لدخول العدو بريا.. ولن نتراجع عن دعم غزة.. ويعلن: سنختار خليفة نصر الله قريبا

مرحلة ما بعد "نصر الله".. تل أبيب تحشد قواتها لتوغل برى محتمل..وثلاث رسائل في أول خطاب لنائب نصر الله.. نعيم قاسم: مستعدون لدخول العدو بريا.. ولن نتراجع عن دعم غزة.. ويعلن: سنختار خليفة نصر الله قريبا حسن نصر الله
الإثنين، 30 سبتمبر 2024 08:00 م
كتبت آمال رسلان

لم تمر ثلاثة أيام على عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، حتى أطل نائبه في خطاب شعبى حمل العديد من الرسائل الداخلية للشعب اللبناني، والخارجية للمجتمع الدولى، ورسائل تهديد خاصة للعدو الإسرائيلى الذى نفذ للتو عملية اغتيال تم وصفها بأنها الأهم في تاريخ إسرائيل.

وكانت بداية خطاب نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، هى تكذيب للرواية الإسرائيلية والتي تبنت أن العملية شملت اغتيال 20 قياديا في الحرب، حيث قال قاسم إن ما أعلنته إسرائيل عن مقتل 20 قياديا من حزب الله كانوا في الاجتماع مع الأمين العام حسن نصر الله كذب، وقال إن من كان في الاجتماع مع نصر الله هم القيادي في حزب الله علي كركي وقائد حرس نصر الله إبراهيم جزيني ومرافق آخر يدعى سمير حرب والقائد في الحرس الثوري عباس نيلفوروشان.

وفى رسائل طمأنة لجماهير الحزب داخل لبنان والتي أصابها صدمة عقب عملية الاغتيال، قال قاسم إن إسرائيل لن تتمكن من أن تطال قدرات حزب الله العسكرية وهذا حلم لن تصل إليه، وأضاف: نتابع القيادة والسيطرة وفق هيكلية حزب الله، مؤكدا أن حزب الله سيتابع ما رسمه حسن نصر الله، ولن نتزحزح عن مواقفنا رغم فقدان عدد من القادة بحزب الله، وقال إن "المسيرة التي رباها سماحة السيد نصر الله مستمرة وحزب الله مستمر بأهدافه".

وأضاف قاسم خلال كلمة متلفزة له، "فقدنا قائدنا الأمين العام نصر الله بالإضافة للشهيدين علي كركي وعباس نيلفروشان"، وأكد أن منظومة القيادة والسيطرة ستتابع ما كنت تقوم به، إذ أن إسرائيل تعمل على ضرب القدرة العسكرية والبشرية لحزب الله، ولكن الحزب سيواصل “مواجهة العدو الإسرائيلي مساندة لغزة وفلسطين.. وردا على الاغتيالات وقتل المدنيين، وقال "سنواجه أي احتمال ومستعدون إذا قرر العدو الإسرائيلي أن يدخل بريا".

وحول المسيرة السياسية أكد نعيم، أن حزب الله لن يتزحزح عن مواقفنا في مواجهة إسرائيل لمساندة غزة والرد على الاغتيالات، وقال إن ما سيقوم به الحزب ضد إسرائيل هو الحد الأدنى مما يتطلبه الميدان، مضيفا أن حزب الله جاهز للتصدي لأي توغل بري إسرائيلي في جنوب لبنان، متهما الولايات المتحدة بتقديم دعم عسكري غير محدود لإسرائيل.

وفيما يشغل من هو خليفة حسن نصر الله بال جميع المتابعين، أكد نعيم أن "الأخوة في حزب الله يتابعون عملهم وفق الهيكلية المنظمة ويعملون وفق الخطط البديلة للأفراد والقادة، موضحا أنه بعد اغتيال نصر الله استمرت عمليات المقاومة بالوتيرة نفسها وأكثر، وضربنا معاليه أدوميم وحيفا ونواصل المقاومة، مؤكدا أن الحزب سيختار أمينا عاما “في أقرب فرصة”.

وأضاف نائب الأمين العام لحزب الله: «موجودون في الميدان ولن نتزحزح قيد أنملة عن مواقف حسن نصر الله، وسنختار أمينا عاما للحزب في أقرب فرصة وبحسب الآلية المعتمدة للحزب، ونملأ القيادات بشكل ثابت وكونوا على ثقة أن الخيارات ستكون سهلة لأنها واضحة"، مشيرا إلى أنه "توجد بدائل احتياط جاهزة عندما يصاب القائد في أي موقف كان، وكل ما حصل أننا أجرينا العمل اللازم لتحل البدائل مكان ما حصل كمشكلة".

وتأتى كلمة نعيم قاسم في وقت بالغ الحساسية، حيث يبدو أن إسرائيل تستعد لهجوم برى على لبنان، وأكدت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن كلام الوزير يوآف جالانت مع سلاح المدرعات عند الحدود الشمالية إشارة واضحة أن إسرائيل في طريقها إلى عملية برية في جنوب لبنان، حيث قال في حديث مع قوات سلاح المدرعات عند الحدود الشمالية: "اغتيال نصر الله خطوة مهمة، لكنها ليست النهاية، سنستخدم كل قدراتنا، بما في ذلك أنتم".

وقال إن الجيش الإسرائيلي يعمل على تعزيز قدراته البرية والبحرية والجوية لتحقيق أهدافه العسكرية، بما في ذلك إعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم، مؤكدا أن الجيش سيستخدم كل إمكانياته، بما في ذلك سلاح المدرعات، لتنفيذ المناورة البرية في حال الحاجة إليها.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن التصعيد العسكري الإسرائيلي في لبنان، بما في ذلك اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله، أسفر عن كارثة إنسانية واسعة النطاق، وسط مخاوف متزايدة من احتمال شن غزو بري.

وذكرت الصحيفة، أن لبنان يشهد موجة جديدة من الضحايا جراء الغارات الإسرائيلية، حيث سُجلت إصابات من الجنوب حتى أقصى الشمال، موضحه أن العائلات النازحة من مناطق القصف الإسرائيلي وجدت مأوى في أماكن متفرقة، في ظل أجواء خانقة بالعاصمة بيروت التي تفوح منها رائحة البارود، مع تحليق الطائرات المسيّرة في السماء.

وأفادت الصحيفة الأمريكية، بأنه بعد سنوات من الأزمات الاقتصادية والسياسية التي عصفت بالبلاد، يقف لبنان الآن على أعتاب كارثة إنسانية، مشيرة إلى أن الهجمات الإسرائيلية أودت خلال الأسبوعين الماضيين بحياة أكثر من ألف شخص وشردت مئات الآلاف، فيما امتلأت المستشفيات بالجرحى والملاجئ فاقت طاقتها الاستيعابية.


print