والتقت كامالا هاريس بقادة من العرب الأمريكيين والمسلمين فى ميشيجان، كجزء من جهد مستمر لوقف الانشقاقات من مجموعة محورية من الناخبين الذين انتقدوا بشدة الرئيس جو بايدن لدعمه القوى لحروب إسرائيل فى غزة والآن لبنان.
وجاء الاجتماع خلال جولة انتخابية عبر ولايات حزام الصدأ حيث حاولت هاريس دعم وإبراز التحالف المتعدد الأعراق وحتى الحزبى الذى تأمل أن يجعلها تصل إلى البيت الأبيض. يشكل العرب الأمريكيون نسبة كبيرة بشكل غير عادى من الناخبين الديمقراطيين فى ميشيجان، وهى ولاية بالغة الأهمية لاستراتيجية حملة هاريس.
ويوم الخميس، شاركت نائبة الرئيس فى حملة فى ريبون بولاية ويسكونسن، مع النائبة السابقة ليز تشينى من وايومنج، وهى واحدة من أكثر المنتقدين الجمهوريين صراحة للرئيس السابق دونالد ترامب. فى الشهر الماضى، أيدت تشينى ووالدها، نائب الرئيس السابق ديك تشينى، هاريس، وقالت النائبة المحافظة السابقة أن هاريس ستكون أول ديمقراطية تصوت لها على الإطلاق.
كما التقت هاريس بقادة من Emgage Action، وهى مجموعة مناصرة للمسلمين أيدت ترشيحها؛ وفريق العمل الأمريكى بشأن لبنان؛ ونشطاء فلسطينيين فقدوا عشرات من أسرهم فى غزة.
وبعد ما يقرب من عام من هجوم حماس فى 7 أكتوبر تحول الاضطراب فى الشرق الأوسط إلى صراع إقليمى أكبر. وانتقد زعماء عرب أمريكيون ومسلمون بارزون الدعم العسكرى والدبلوماسى المستمر من بايدن لإسرائيل، التى قتلت حملتها الدموية فى غزة أكثر من 41000 فلسطينى، وأدت إلى كارثة إنسانية مستمرة.
وأصدرت حملة هاريس بيانًا حول الاجتماع، قالت فيه إنها "أعربت عن قلقها إزاء حجم المعاناة فى غزة و... ناقشت جهودها لإنهاء الحرب فى غزة". كما أعربت هاريس عن قلقها بشأن الخسائر بين المدنيين والنزوح فى لبنان، وتحدثت عن الجهود المبذولة لمنع حرب إقليمية أكبر، وفقًا للبيان.
وفى ميشيجان، وهى ولاية ساحة معركة، يقول حوالى 300 ألف من السكان أنهم ينحدرون من الشرق الأوسط أو شمال إفريقيا. وفاز بايدن بولاية ميشيغان بفارق 154 ألف صوت فى عام 2020، ومن المتوقع أن تواجه هاريس منافسة متقاربة هناك.
وفى ميشيجان، حيث يشكل الأشخاص من أصل لبنانى شريحة من المجتمع العربى الأمريكى، هناك غضب متجدد بشأن دعم الإدارة للغزو البرى الإسرائيلى للبنان الذى بدأ فى أواخر الشهر الماضى. أصبحت الغارات الجوية الإسرائيلية فى لبنان أكثر كثافة وفتكًا، حيث استشهد أكثر من 1400 شخص حتى الآن، وفقًا للسلطات الصحية اللبنانية، بما فى ذلك الأمريكى كامل أحمد جواد.
انقسم المجتمع العربى الأمريكى والمسلم حول ما إذا كان سيدعم هاريس وزميلها فى الترشح، حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز. كانت هاريس أكثر تعاطفًا وصراحة بشأن معاناة الفلسطينيين من بايدن، وأظهرت استعدادًا أكبر لانتقاد إسرائيل بشكل مباشر، فى حين يعتبر العديد من الناشطين ترامب معاديًا للمسلمين بشكل صريح.
لكنها لم تعلن عن سياسة مختلفة عن بايدن عندما يتعلق الأمر بدعم إسرائيل، مما خيب آمال العديد من قادة المجتمع العربى الأمريكى.
ولم تتم دعوة الحركة الوطنية غير الملتزمة، وهى مجموعة يقودها الأمريكيون العرب والتى حثت الناخبين الديمقراطيين الأساسيين فى ميشيجان وغيرها من الولايات على التصويت "غير الملتزمين" بدلاً من بايدن، إلى اجتماع يوم الجمعة، وفقًا لما ذكرته المجموعة فى بيان على X.
ومن ناحية أخرى، بعد اجتماع الجمعة مع الزعماء المسلمين، تحدثت هاريس فى تجمع انتخابى فى فلينت، وهى مدينة ذات أغلبية سوداء أصبحت أزمة المياه فيها عام 2014 رمزًا دوليًا لإهمال الحكومة للاحتياجات الأساسية لمواطنيها الضعفاء. فى ذلك العام، تبين أن الفشل فى إضافة مواد كيميائية مناسبة لمكافحة التآكل إلى إمدادات المياه سمح للرصاص بالتدفق إلى المنازل وتهديد المجتمع بأكمله.
وأخبرت هاريس الحشد أن الأمريكيين يشهدون اعتداءً على الحريات الأساسية، بما فى ذلك "حرية تنفس الهواء النظيف وشرب المياه النظيفة".
وقالت: "أنت تعلم جيدًا، فلينت، أن المياه النظيفة يجب أن تكون حقًا للجميع، وليس فقط للأشخاص الذين يستطيعون تحمل تكلفتها. وبصفتى رئيسة، سأستمر فى العمل مع مجتمعات مثل فلينت لضمان حصولك ليس فقط على مياه نظيفة، بل وأيضًا فرصة التعافى اقتصاديًا والازدهار".