الجمعة، 22 نوفمبر 2024 10:04 ص

أبطال أكتوبر يروون اللحظات السابقة لساعة الصفر.. "يسرى عمارة" آسر قائد لواء مدرع إسرائيلى: "الله أكبر" هزت الجبهة كلها مع أول ضربة جوية.. وصلاح شاهين: كنا نصطاد دبابات العدو حتى أطلق علينا "عفاريت عبدالجابر"

أبطال أكتوبر يروون اللحظات السابقة لساعة الصفر.. "يسرى عمارة" آسر قائد لواء مدرع إسرائيلى: "الله أكبر" هزت الجبهة كلها مع أول ضربة جوية.. وصلاح شاهين: كنا نصطاد دبابات العدو حتى أطلق علينا "عفاريت عبدالجابر" حرب أكتوبر
الأحد، 06 أكتوبر 2024 04:00 م
بورسعيد - محمد عزام
ملاحم بطولية سطرها رجال القوات المسلحة المصرية فى انتصار السادس من أكتوبر عام 1973، وقتما تم طرد العدو الإسرائيلى من الأراضى المصرية.. وفى بورسعيد الباسلة دائماً ما يخرج منها أبطال حفروا أسماءهم بحروفٍ من نور بالفداء والتضحية من أجل الدفاع عن أرض الوطن، ففى كل شوارع المدينة الحرة نرى جدارية أو وجوه الأجداد تروى حكايات الأبطال مع العدوان.
 
البطل يسرى عمارة
 
تراه يمشى بين الأهالى ويروى بطولاته وزملائه للحفاظ على أرض وطنه الغالى مصر، خاصة فى شارع «عاطف السادات» - طرح البحر، الذى صُمم فيه ميدان للبطل يسرى عمارة - أحد أبطال حرب أكتوبر الذى تخرج من الثانوية العامة العام الدراسى 1965/1966، والتحق بالكلية الجوية فى نوفمبر 1966، ومضى بها سنة كاملة حتى أبلغه الطبيب خلال الكشف الدورى بأنه سوف يصاب بمرض فى عينه بعد سن الأربعين، ولا يستطيع الطيران، وتم نقله إلى الكلية الحربية وانضم إلى الدفعة 66 حربية، والتحق بالكتيبة 961 مشاة التابعة للواء 119 بالفرقة الثانية، ولديه أسرة صغيرة مكونة من زوجة وابن «محمد» - ضابط شرطة، وابنة «داليا».
 
وروى لنا العميد يسرى عمارة، اللحظات التى سبقت ساعة الصفر خلال حرب 6 أكتوبر، قائلاً: «اجتمع بنا قائد الكتيبة العميد محمود جلال مروان، والذى كان يتميز بشخصية مرحه وقال لنا: افطروا، ودار حوار بيننا وبينه قولنا له: إحنا فى رمضان يا فندم.. قال لنا افطروا.. ووزع على كل واحد تمرة وكوب شاى.. قعدنا نبص لبعض.. ناس مننا فطرت وناس ما فطرتش».
 
وذكر «عمارة» كلمة قال، إنه لا ينساها طيلة السنوات الماضية حين قال لهم قائد الكتيبة «النهارده يا ناخد طارنا يا نروح وملناش لازمة»، وبعدها أعطى توجيهاته لكل منا بمهمته المكلف بها خلال الحرب.
 
وأوضح «عمارة»، أنه فور خروجنا من الخيمة تجمع الجنود حولنا وبدأت التساؤلات حول إفطارنا وما دار بالاجتماع؛ فأبلغناهم أننا سنعبر فى الثانية ظهراً، وبالفعل حلق الطيران المصرى فى السماء ووقتها هتف الجنود بالجبهة كلها «الله أكبر». وفى أحد المواقف البطولية وسط المعركة، قال: قمنا بإنشاء تشكيل على شكل حرف (u) حول لواء مدرع إسرائيلى، ودمرنا أكثر من ثلثى اللواء بما يعادل 73 دبابة فى حوالى نصف ساعة، ولكنه أُصيب خلال تواجده على أحد المركبات، وحال شعوره بالإصابة وجد وزملاؤه بعض الجنود مختبئين، فقاموا بأسرهم وكان من بينهم «عساف ياجورى»– قائد اللواء 190 مدرع بالجيش الإسرائيلى.
 
البطل صلاح شاهين
 
تعددت المشاهد البطولية للمصريين ومنهم البطل صلاح شاهين ـ ابن محافظة بورسعيد، صاحب الـ75 عاما، والذى قامت كتيبته بتدمير دبابات العدو بصاروخ «موليتكا» الذين تدربوا عليه فى العديد من مشاريع الحرب استعداداً لساعة الحسم والانتصار على العدو الإسرائيلى.
 
وأوضح صلاح شاهين، أنه تم تجنيده فى 5 مارس 1970، وظل 5 سنوات يتذكر كل ما فيهم من تفاصيل، قائلاً: كان عندنا قائد كتيبة اسمه اللواء عبدالجابر أحمد على، وكنا أُسرة وبيننا كل معانى الحب والصدق والأخوة
 
وأضاف، أننا انتقلنا إلى عدة محافظات حتى استقرينا فى منطقة «إمة فايد»، لافتاً إلى أن آخر مشروع للتدريب قبل حرب أكتوبر، عُدنا إلى الوحدة، وبعدها فى يوم الخميس الموافق 4 أكتوبر، حدثنا القادة أننا سنخرج إلى مشروع آخر، وذهبنا إلى منطقة الدفرسوار، والأوامر صدرت أننا سندخل على السواتر الترابية، وحينها بدأنا نشعر بتوتر وحذر شديد.
 
قبل الحرب بيوم
واستكمل: مر يوم الجمعة مرور الكرام، وفى هذه اللحظات تذكرت يوم مولدى الموافق 8 أكتوبر 1948، وحينها كان يمازحنى زملائى، وقالوا لى: «نحتفل بيوم ميلادك داخل سينا»، ومر يوم الجمعة وشعرنا بهدوء وكأننا سنعود إلى الكتيبة، ولكن يوم السبت توترت الأوضاع وتم عقد اجتماع مع قادة الكتائب وبعدها عقدوا اجتماعا مع قادة الفصايل وبعدها قادة السرايا وتم الإتمام على المؤون من أكل وشرب وغيرهما.
 
بداية الحرب «ساعة الصفر»
واستطرد: الساعة 2 ظهراً بدأ الطيران يحلق فى السماء، ويضرب الجهة الشرقية المتواجد بها العدو، وحينها علت صوت كلمة «الله أكبر» بطول القناة ما يقرب من 160 كم، وصدرت الأوامر أنه بعد ضرب المدفعية للسواتر ننزل إلى الباكيهات والعوامات فى بطن الجبل، وبالفعل بدأت المدفعية فى دك خط بارليف، وبعدها بدأنا فى صعود التبة وكانت صعبة جداً، إلا أننا مسكنا بأيدينا بين بعضنا البعض واستطعنا الصعود.
 
بداية الاشتباك
وأوضح بطل حرب أكتوبر، أنه بعد الصعود لم نر أحدا، وفوجئنا بعد ذلك بخروج 4 دبابات من أحد المبانى فى اتجاهنا، وكان معى إبراهيم عبدالعال «الضارب الأول»، وقال لى: انتظر حتى نتلقى الأوامر، فقلت له: «إحنا فى حرب هنموت.. يلا بينا هطلع أنصب صاروخ ونضرب»، وبالفعل ضربنا أول دبابة وشعرنا حينها بقيمة التدريب حتى أطلق علينا «عفاريت عبدالجابر» من قبل الإسرائيليين نسبة إلى اسم قائد الكتيبة.

 


print