هل ترد إيران على الهجوم الإسرائيلي؟.. أصبح هذا السؤال هو المسيطر على الأوساط السياسية فى منطقة الشرق الأوسط، وسط مخاوف بجر المنطقة بأكملها لصراع طويل الأجل وغير محسوب النتائج.
وفور وقوع الهجوم الإسرائيلي بدأت طهران تتحرك بهدوء على المستوى الدولى وسط محاولات التقليل من نتائج الهجوم وقوته، حيث قدمت خطابا رسميا للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى يتضمن كافة الحقائق عن هجوم تل أبيب، مشيرة إلى أن الهجوم انطلق من قواعد عسكرية تسيطر عليها أمريكا فى العراق، وهو مايجعل واشنطن شريكة فى الهجوم.
وقال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجى، إن هناك اتصالات مكثفة مع المنظمات الدولية بشأن العدوان الإسرائيلي ونعمل على توثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن الولايات المتحدة شاركت في الهجوم الإسرائيلي على إيران ووفرت ممرًا جويًا للقوات الإسرائيلية.
وقال وزير الخارجية الإيراني، إن "الأمريكيين قدموا ممرا فضائيا لسلاح الجو الإسرائيلي والمعدات الدفاعية التي أرسلوها لهم مسبقا تعتبر نوعا من المشاركة في العمليات الأخيرة، وفي رأينا أن مشاركة الولايات المتحدة في خلق التوتر لهذا النظام في المنطقة".
ووفقا لوكالة الأنباء الإيرانية، قال عراقجي في مقابلة تلفزيونية اليوم الأحد، "كتبت رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) الليلة الماضية وطرحنا هذا العدوان على الأراضي الإيرانية وطلبنا عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي".
وصرح عراقجي قائلا: "يبدو أن الحقيقة قد ثبتت تماما أنه بدون أمريكا ليس بالضرورة أن يكون لإسرائيل أي قوة في المنطقة، ليس فقط العمليات التي نفذتها ضد إيران، بل كل العمليات التي نفذتها في غزة ولبنان، وأماكن أخرى.. نحن نؤمن بكل هذه الحالات، فالولايات المتحدة شريكة وقد تم ذلك بدعم سياسي من الولايات المتحدة، التي لم تسمح حتى بإصدار أصغر بيان ضد النظام الصهيوني في أي من هذه الحالات".
وفى المقابل قالت بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة إن مجلس الأمن الدولي سينعقد، غدًا الإثنين، في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على إيران.
وقالت شبكة «سي إن إن» الأمريكية، نقلا عن السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، إن إيران طلبت من مجلس الأمن عقد جلسة، مدعيا أنها تحاول إلحاق الأذى بتل أبيب، ولكن هذه المرة على الساحة السياسية.
وفي رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، قالت البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة إن تصرفات إسرائيل تشكل انتهاكًا خطيرًا لسيادة إيران وسلامة أراضيها وانتهاكا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وفى خطوة اعتبرها البعض رسالة من إيران لإسرائيل، افتتح المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي حسابا باللغة العبرية على منصة "إكس"، فجر الأحد بعد الغارات الجوية الإسرائيلية على بلاده.
ويحمل الحساب اسم "Khamenei.ir Hebrew"، وفي النبذة التعريفية كُتب بالعبرية "المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وقال بيان لمكتب خامنئي إن "المرشد علي خامنئي أطلق حسابه باللغة العبرية مساء السبت، وبدأ نشاطه بذكر (بسم الله الرحمن الرحيم)".
تلك الرسالة جاءت بالتزامن مع استعداد المؤسسة العسكرية في إيران لشن عمليات ضد إسرائيل، أطلقت عليها "يا زهراء"، في إشارة إلى السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي محمد، والتي يصادف ذكرى وفاتها يوم الثلاثاء المقبل، بحسب قناة خبر الإيرانية.
وأعلن المرشد الإيراني علي خامنئي، أنه ينبغي عدم "التضخيم ولا التقليل" من الضربات التي نفذتها إسرائيل على مواقع عسكرية في إيران، معتبرا أن إسرائيل "أخطأت في الحسابات".
وتعد تصريحات خامنئي هي أحدث إشارة على أن إيران تدرس بعناية ردها على الهجوم.
يأتي ذلك فيما تعهد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، بالرد على ما أسماه "حماقة" إسرائيل بـ"حكمة وذكاء".
وقال بزشكيان عبر صفحته على "إكس": "لقد بذل أبناء إيران أرواحهم دفاعاً عن حدود الوطن. أتقدم بالتعازي لشجعان الجيش، وجنود قوات تنفيذ القانون الأوفياء، والعائلات الكريمة، وللشعب البطل في استشهاد أبطال الوطن".
وأضاف بالقول: "ليعلم أعداء إيران أن هذا الشعب الشجاع يقف بلا خوف دفاعاً عن أرضه، وسيرد على أي حماقة بحكمة وذكاء".
وبشكل عاجل اجتمع البرلمان الإيراني برئاسة رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) محمد باقر قاليباف، ونقلت وكالة إرنا عن قاليباف القول، إن الرد العسكري من جانب إيران على الهجوم الإسرائيلي، مؤكد، رغم أنه وصفه بأنه "سلبي"، وبالتالي قلل من حجمه.
ورغم محاولات التقليل الإيرانية من نتائج هجوم تل أبيب، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الأحد، أن الهجوم الإسرائيلي على إيران كان "دقيقا وقويا" وأنه "حقق أهدافه"، مضيفا "وعدنا بالرد على الهجوم الإيراني وفي يوم السبت ضربنا، كان الهجوم على إيران دقيقا وقويا وحقق كل أهدافه".
مدعيا أنه ليس صاحب قرار الحرب، قائلا :" أن قرار الحرب فُرض على إسرائيل ولم تختاره، مضيفًا أن الدولة العبرية تقوم بالرد بحرب وجودية لضمان بقائها".