اختار ترامب، شون دافي عضو الكونجرس السابق ومضيف قناة فوكس بيزنس وزيرا للنقل في الإدارة المقبلة وهو ثاني مذيع في قناة فوكس يعينه ترامب لمنصب وزاري، بعد أن قال الأسبوع الماضي إنه سيرشح بيت هيجسيث الذي غادر الشبكة الإخبارية لقيادة وزارة الدفاع بعد إعلان ترامب.
وفى بيان أعلن فيه عن تعيينه، وصف ترامب دافى، الجمهورى من ولاية ويسكونسن، بأنه "موظف حكومي رائع ومحبوب"، وقال: "خلال فترة وجوده في الكونجرس، كان شون صوتًا محترمًا ومحاورًا في المؤتمر الجمهوري، داعيًا إلى المسئولية المالية والنمو الاقتصادي والتنمية الريفية".
وقال ترامب إن دافي سيستخدم خبرته في الكونجرس لصيانة وإعادة بناء البنية التحتية، وتحقيق مهمة إدارته المتمثلة في الدخول في العصر الذهبي للسفر، مع التركيز على السلامة والكفاءة والابتكار. والأهم من ذلك، أنه سوف يرفع تجربة السفر بشكل كبير لجميع الأمريكيين، وفي بيانه الخاص على X، رد دافي بالقول: "شكرًا لك سيدي الرئيس. أنا حريص على مساعدتك في الدخول في عصر ذهبي جديد للنقل".
وخدم دافي البالغ من العمر 53 عاما في مجلس النواب من عام 2011 إلى عام 2019. وكان عضوا في لجنة الخدمات المالية ورئيس لجنة فرعية للرقابة والتحقيقات. وغادر الكونجرس في سبتمبر 2019 بعد أن قال إنه علم أن طفله سيولد مصابًا بمرض في القلب.
طبيب مسلم من أصل تركي.. محمد أوز لإدارة الخدمات الطبية
سيشغل دكتور أوز منصب مدير مراكز الرعاية الصحية والخدمات الطبية، وقال ترامب في بيان: "عرفت الدكتور أوز لسنوات عديدة، وأنا على ثقة من أنه سيقاتل لضمان حصول الجميع في أمريكا على أفضل رعاية صحية ممكنة، حتى تتمكن بلادنا من أن تكون عظيمة وصحية مرة أخرى!".
وأعلن أوز مؤخرا دعمه لترشيح روبرت كينيدي جونيور لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية، ويذكر أن الدكتور أوز وهو جراح القلب والصدر ولديه برنامج طبي يذاع على التليفزيون، ترشح دون جدوى لمجلس الشيوخ في عام 2022 في ولاية بنسلفانيا بدعم من ترامب.
وإذا أكد مجلس الشيوخ الأمريكي تعيين أوز، فإنه سيكون مسئولا عن برامج تقدم خدماتها لعشرات ملايين من الأمريكيين، ومن المقرر أن يقدم تقاريره إلى كينيدي جونيور.
ووفقا لشبكة سي إن إن، محمد جنكيز أوز المعروف بـ"دكتور أوز"، نسبة لبرنامجه التليفزيوني الشهير ولد عام 1960 في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو، لكن والده من مقاطعة قونية في تركيا وهو جراح، ووالدته من أصل شركسي ومن عائلة ثرية في إسطنبول، وانتقل والده إلى الولايات المتحدة عام 1950، حيث أصبح رئيس قسم جراحة الصدر في المركز الطبي بولاية ديلاوير لعدة سنوات قبل أن يعود إلى تركيا.
ونشأ أوز بولاية ديلاوير، وتلقى تعليمه في مدرسة تاور هيل فيها، وعام 1982 حصل على شهادة بكالوريوس في علم الأحياء بامتياز من جامعة هارفارد، وعام 1986 حصل على الدكتوراه في الطب من كلية الطب بجامعة بنسلفانيا، وأطلق برنامج "دكتور أوز شو" عام 2009، الذي يركز على القضايا الطبية والصحية، واستمر عرضه لمدة 13 موسما، وعام 2015، حصل على عدد من براءات الاختراع المتعلقة بجراحة القلب.
ترامب وأزمة الخزانة
ورغم إعلانات ترامب المتتالية عن المناصب القيادية في إدارته، حيث يواجه الرئيس المنتخب معضلة في اختيار وزير للخزانة تثق به الأسواق ويتبني نفس أفكاره الاقتصادية ولديه ولاء له، ويدرس ترامب عدة مرشحين لقيادة وزارة الخزانة وهو المنصب الذي يتضمن جهود خفض الضرائب في الكونجرس، وإدارة المفاوضات التجارية مع الصين، والإشراف على سوق السندات الأمريكية التي تبلغ 30 تريليون دولار.
ووفقا لنيويورك تايمز، يبحث ترامب عن شخص مستعد لتنفيذ خططه التي وصفتها بغير التقليدية مع الحفاظ في الوقت ذاته على مصداقية لطمأنة الأسواق، وهذا المزيج من الصفات ليس من السهل إيجادها.
وقال لورانس إتش سامرز، وزير الخزانة في إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون: "أعتقد أن ترامب يواجه مشكلة تتمثل في رغبته تحقيق أمرين متناقضين، إذ يريد شخصاً يكون موالياً بشدة، وفي الوقت نفسه يريد شخصاً يبعث الطمأنينة في الأسواق. ونظراً لقلق الأسواق من أجندة الرسوم الجمركية، يصعب تحقيق كلا الأمرين".
وخلال الأيام القليلة الماضية، درس ترامب عدة مرشحين لهذا المنصب، حيث ترتفع وتنخفض فرصهم بين ساعة وأخرى، وهناك مرشحان هما الأوفر حظاً حالياً لتولي منصب وزير الخزانة هما سكوت بيسنت، الملياردير مدير صندوق التحوط، وكيفن وورش، العضو السابق في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، كما يعتبر مارك روان، الرئيس التنفيذي لشركة "أبولو جلوبال مانجمنت"، أحد المرشحين لهذا المنصب.
وقالت الصحيفة إن ترامب يحتاج إلى وزير يحظى بالاحترام في أوساط الشركات الأمريكية، ويمكنه تحقيق التوازن بين دعم الرسوم الجمركية وعدم الظهور كمن يسعى لإشعال حرب تجارية واسعة قد تؤدي لانهيار الاقتصاد العالمي.
وينما يواصل ترامب ومستشاروه دراسة المرشحين لهذا المنصب، أصبح الإيمان بجدوى الرسوم الجمركية أولوية رئيسية. وكان ستيفن منوتشين وزير الخزانة الأول لترمب، غالباً ما يعارض زيادة الرسوم على الصين، ويحذر من تأثيراتها المحتملة على الأسواق.
من ناحية أخرى، أشار المرشح للمنصب بيسنت مؤخراً، إلى أن تهديدات ترامب بفرض الرسوم هي استراتيجية تفاوضية قصوى تهدف إلى تأمين اتفاقيات تجارة حرة أفضل، معرباً عن قلقه من انتهاك قواعد منظمة التجارة العالمية، وأدت هذه التصريحات إلى انتقادات من البعض الذين يرون أن بيسنت ليس مؤمناً حقيقياً بسياسات الرسوم الجمركية، أو كما وصفه الملياردير إيلون ماسك، بأنه "اختيار تقليدي".
وبالنسبة لترامب، قد ينتهي القرار في النهاية إلى اختيار الشخص الذي يثق أكثر في ولائه. وقال ستيفن مور، الاقتصادي في مؤسسة هيريتيج والمستشار لحملة ترامب الأولى، إن "ترامب يستفيد من المساعدين الذين يحاولون توجيهه بعيداً عن ارتكاب الأخطاء، لكنه تعلم إعطاء الأولوية لتعيين الأشخاص الذين يؤمنون بسياساته"، وأضاف: "إذا كنت ستعمل مع ترامب، فعليك أن تكون متفقاً تماماً مع أجندته".