فى الوقت الذى تستمر فيه المعارك بين الجيش السورى والفصائل المسلحة على أرض سوريا، تباينت ردود الفعل الدولية بين دعم عربى كبير للمؤسسات الوطنية السورية، ومحاولات إبراء الذمة من جهة دول أخرى والتى تشير لها أصابع الاتهام بالتورط فى تصعيد الأوضاع بسوريا وفى مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية.
ومع صباح اليوم الأحد شن الطيران السوري مدعوما بمقاتلات روسية هجمات جوية، صباح يوم الأحد، على مواقع الفصائل المسلحة، في ريفي حلب وإدلب، وأعلنت الحكومة السورية الدفع بتعزيزات عسكرية لوقف تقدم فصائل المعارضة، وإنقاذ مدينة حماة من السقوط هي الأخرى، بعد إعلان المعارضة المسلحة قطع طريق حلب حماة بشكل كامل.
وقال الجيش السوري، يوم الأحد، إن قواته تتصدى لهجوم الفصائل المسلحة في عدة مناطق بشمال غرب البلاد، وأكد أنه سينتقل "قريبا" إلى الهجوم المضاد لاستعادة جميع المناطق وتحريرها من هذه الفصائل.
أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده قادرة بمساعدة حلفائها على "دحر الإرهابيين" مهما "اشتدت" هجماتهم، وذلك في أول تعليق له منذ بدء فصائل مسلحة هجوما غير مسبوق على قواته وسيطرتها على مدينة حلب ومطارها الدولي.
وتلقى الأسد عددا من رسائل الدعم العربية واتصالات من القادة العرب، وكعادة مصر وايمانها الراسخ بأهمية المؤسسات الوطنية عبرت الخارجية عن دعمها لسوريا، وأعربت عن قلقها إزاء الهجمات الإرهابية على قرى وبلدات ومواقع عسكرية بمحافظتى حلب وإدلب، مؤكدة، فى الوقت ذاته، دعم دمشق فى مكافحة الإرهاب، وبسط سيادة الدولة واستقلال ووحدة أراضيها.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفى بين وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبدالعاطى ونظيره السورى بسام الصباغ تناول التطورات الأخيرة فى شمال سوريا، خاصة فى إدلب وحلب.
وأوضحت الخارجية، فى بيان لها أمس، أن عبدالعاطى استمع إلى شرح وتقييم الوزير السورى للتطورات الأخيرة المتلاحقة هناك.
وأعرب عبدالعاطى عن القلق إزاء منحى هذه التطورات، مؤكدا موقف مصر «الداعم للدولة السورية ومؤسساتها الوطنية، وأهمية دورها فى تحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب وبسط سيادة الدولة واستقرارها واستقلال ووحدة أراضيها».
وقال وزير الخارجية والمغتربين السوري بسام صباغ أن الدولة السورية ستواصل حربها لمكافحة الإرهاب والعمل على استعادة الأمن والاستقرار وصون وحدة وسيادة وسلامة أراضيها.
كذلك أكد عبدالله بو حبيب وزير الخارجية اللبناني، في اتصال هاتفي مع نظيره السوري بسام صباغ، دعم لبنان لوحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها، وأدان بو حبيب خلال الاتصال، هجوم الفصائل المسلحة على مدينة حلب ومحيطها.
ونقلت الرئاسة السورية عن بشار الأسد تأكيده خلال اتصال بنظيره الإماراتي محمّد بن زايد آل نهيان، أن "سوريا مستمرة في الدفاع عن استقرارها ووحدة أراضيها في وجه كل الإرهابيين وداعميهم، وهي قادرة وبمساعدة حلفائها وأصدقائها على دحرهم والقضاء عليهم مهما اشتدت هجماتهم الإرهابية".
كما قالت الرئاسة السورية، إن الأسد بحث في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني التطورات الأخيرة.
وجاء في بيان الرئاسة السورية: "الرئيس بشار الأسد يبحث في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني التطورات الأخيرة والتعاون المشترك بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، وعددا من القضايا العربية والدولية".وأضاف: "السوداني يؤكد خلال الاتصال أن أمن سوريا والعراق هو أمن واحد".
وبعد اتهامات لواشنطن وتل أبيب بالضلوع فى تلك الهجمات، قال المُتحدث اسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، شون سافيت، اليوم الأحد، إن الولايات المتحدة تراقب الوضع في سوريا عن كثبٍ.
وأضاف سافيت، في بيان أن الولايات المتحدة "كانت على اتصالات مع العواصم الإقليمية خلال الـ ـ48 ساعة الماضية"؛ مُشددًا على أنه "لا علاقة للولايات المتحدة بهذا الهجوم الذي تقوده هيئة تحرير الشام، وهي منظمة إرهابية".
وتابع المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض: "تحث الولايات المتحدة، مع شركائها وحلفائها، على وقف التصعيد وحماية المدنيين والأقليات" في سوريا.
وأشار إلى أن "هناك حاجة لتسوية سياسية جادة في سوريا تتوافق مع قرار مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن".
واختتم البيان بالقول: "سنواصل الدفاع والحماية الكاملة للأفراد الأمريكيين والمواقع العسكرية الأمريكية، والتي تظل ضرورية لضمان عدم تمكن تنظيم الدولة "داعش" من الظهور مرة أخرى في سوريا".
فى حين أكد الرئيس الايراني مسعود بزشكيان، اليوم الأحد، إن بلاده لا تسعى مطلقاً لتوسيع الحرب في المنطقة، متهماً واشنطن وتل أبيب باستغلال الصراع الداخلي في سوريا.
واتهم بزشكيان، خلال كلمة له أمام أعضاء البرلمان الإيراني، الولايات المتحدة وإسرائيل بالعمل على استغلال الصراع الداخلي في سوريا، وقال "على أمريكا وإسرائيل وأوروبا أن تشعر بالعار على جرائمها".
وأفادت وكالة مهر للأنباء انه أشار رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الى جهود حكومته في اطار القضايا الخارجية وتحسن العلاقات مع الجيران، وقال: "حاولنا الحوار مع جيراننا خلال الفترة الوجيزة من حكومتنا، وعرضنا وجهات نظرنا وسياساتنا معهم".
وصرح الرئيس بزشكيان: "اننا لا نسعى بأي شكل من الأشكال الى توسيع نطاق الحرب وسفك الدماء"، مبينا: "الذين ينشرون الحرب وسفك الدماء في هذه المنطقة وفي العالم هم الذين يدعون السلام وحقوق الإنسان والإنسانية".
وقال: "بالنسبة لي، كإنسان، بغض النظر عن كوني رئيساً للبلاد، فلا يمكن تصور أن دولة لديها القدرة على استخدام العلم والتكنولوجيا لإسقاط القنابل على الأطفال والنساء في المستشفيات والمدارس"، مضيفا: "في هذه الحرب استشهد أكثر من 10 آلاف طفل بريء، والعالم الذي نعيش فيه يشاهد هذه الجرائم وهذا أمر مخزي".