بعد 11 يوما من المواجهات فى مدن سوريا، أعلنت الفصائل السورية المسلحة سقوط نظام بشار الأسد بعد أن تمكنت قواتها من دخول دمشق فجر الأحد عقب هجوم سريع أنهى حكم عائلة الأسد الذي امتد على أكثر من خمسة عقود، بداية من حكم والده حافظ الأسد.
وسادت أجواء مضطربة فى المنطقة العربية التى تراقب الأوضاع المتسارعة عن كثب، فيما شهدت الساحة السورية غموض حول مصير الرئيس السورى السابق بشار الأسد والذى يبقى فى مكان غير معلوم حتى الآن، وتتباين الأنباء ما بين هروبه خارج البلاد أو أنه ما زال باقيا داخل دمشق.
وأعلن التلفزيون السوري رسمياً اليوم الأحد، انتصار الثورة العظيمة وسقوط نظام الرئيس بشار الأسد، وظهر منشور على التلفزيون الرسمي كتب فيه " الثورة العظيمة انتصرت ونظام الأسد سقط"، وذلك بعد أن أطلت مجموعة من تسعة أشخاص عبر شاشة التلفزيون الرسمي من داخل استوديو الأخبار، وتلا أحدهم بيانا نسبه الى “غرفة عمليات فتح دمشق”، أعلن فيه “تحرير مدينة دمشق وإسقاط بشار الأسد وإطلاق سراح جميع المعتقلين المظلومين من سجون النظام”.
وكانت الفصائل أعلنت عبر حسابها “إدارة العمليات العسكرية” على “تليجرام”، “الطاغية بشار الأسد هرب”، و”نعلن مدينة دمشق حرة”.
وأضافت عبر تليجرام “بعد 50 عاما من القهر تحت حكم البعث، و13 عاما من الإجرام والطغيان والتهجير نعلن اليوم نهاية هذه الحقبة المظلمة وبداية عهد جديد لسوريا”، ودعت السوريين المهجّرين في الخارج للعودة إلى “سوريا الحرة”.
وقال رئيس الوزراء السوري فى نظام بشار الأسد، محمد الجلالي، اليوم الأحد، إن " يجب أن تشهد البلاد انتخابات حرة للسماح للشعب باختيار قيادته"، أضاف أنه تواصل مع قائد المعارضة "أبومحمد الجولاني" لبحث إدارة الفترة الانتقالية الراهنة، معلنا استعداده لمد اليد تجاه أي سلطة تقرر تولي شؤون البلاد.
وقال في مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي: "أنا في منزلي ولم أغادر سوريا، وأمد يدي للقادمين الجدد إلى دمشق للمحافظة على الأملاك العامة ونقل الملفات لضمان استمرارية عمل الدولة."
وأكد أبو محمد الجولاني، قائد العمليات العسكرية للمعارضة، على ضرورة عدم الاقتراب من المؤسسات الحكومية مشيراً إلى أنها "ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق محمد غازي الجلالي حتى يتم تسليمها رسمياً".
وقال في البيان: "إلى كافة القوات العسكرية في مدينة دمشق، يُمنع منعاً باتاً الاقتراب من المؤسسات العامة، والتي ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى يتم تسليمها رسمياً، كما يُمنع إطلاق الرصاص في الهواء".
وأظهر مقطع فيديو رئيس الوزراء السوري، محمد غازي الجلالي، يرافقه مقاتلو فصائل المعارضة السورية في العاصمة، دمشق، الأحد، فيما يبدو أنه يسير إلى فندق لتسليم السلطة الحكومية.
وأظهر الفيديو جلالي محاطا برجال مسلحين وهو ينزل بعض الدرجات ويدخل سيارة دفع رباعي سوداء مع رجل آخر.
ويظهر في الفيديو رجل يقول: "رئيس الوزراء الأسبق يتوجه مع الفيلق الخامس من أهالي حوران إلى فندق الفور سيزونز للاجتماع وتسليم مؤسسات البلاد لأبطال الجيش الحر.
وحتى الان مكان بشار الأسد غير معلوم، فيما قالت رويترز نقلا عن ضابطان كبيران في الجيش السوري إن الرئيس بشار الأسد غادر دمشق على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة.
قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الأحد، إن الرئيس السوري بشار الأسد "فرّ من بلاده" بعدما فقد دعم حليفته روسيا.
وقال عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" إن "الأسد رحل"، مضيفا "إن حاميته، روسيا، روسيا، روسيا التي يرأسها فلاديمير بوتين، لم تعد تكترث لحمايته بعد الآن".
وقال الاتحاد الأوروبي، اليوم الأحد، أنه يراقب عن كثب الوضع المتسارع والمتقلب في سوريا، وذكر الاتحاد - في بيان صحفي نشرته دائرة العمل الخارجي التابعة له، عبر موقعها الرسمي - أنه "مع تصاعد القتال بين الجماعات المسلحة في جميع أنحاء البلاد ، نحث جميع الأطراف على حماية المدنيين وضمان سلامة العاملين في مجال المساعدات الإنسانية".
وأعلن جيش الاحتلال الاسرائيلى أنه يستدعي الفرقة 98 ولوائى المظليين والكوماندوز إلى الحدود مع سوريا، بالتزامن مع الاعلان عن سقوط نظام بشار الأسد ودخول الفصائل المسلحة لدمشق.
وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية، عن إرسال دبابات الكتيبة 77 من اللواء السابع إلى المنطقة العازلة على الحدود السورية لمنع أي محاولة لتجاوز الحدود.