بعد مرور 24 ساعة على سقوط الرئيس السورى بشار الأسد أعلنهت روسيا بشكل رسمى لجوئه لها بشكل رسمى، فيما بدأت الفصائل المسلحة من بسط سيطرتها على كامل الدولة، كما بدأت فى المقابل إجراءات ترتيب انتقال السلطة من الحكومة السابقة إلى حكومة حالية يتم تشكيلها من قبل فصائل المعارضة.
وكلف أحمد الشرع الملقب بأحمد الجولانى زعيم هيئة تحرير الشام "محمد البشير" بتشكيل الحكومة الانتقالية، وكشفت وسائل إعلام سورية عن أن تكليف محمد البشير جاء بعد اجتماع بين قائد عمليات المعارضة السورية الشرع ورئيس الوزراء فى عهد بشار الأسد محمد الجلالى ورئيس حكومة الإنقاذ محمد البشير بهدف تحديد ترتيبات نقل السلطة وتجنب دخول سوريا فى حالة فوضى.
والبشير حاصل على شهادة جامعية فى الهندسة الكهربائية والإلكترونية قسم الاتصالات من جامعة “حلب” عام 2007، وعمل رئيسًا لقسم الأجهزة الدقيقة فى معمل الغاز التابع للشركة السورية للغاز عام 2011. وكان مديرًا للتعليم الشرعى فى وزارة الأوقاف والدعوة والإرشاد لمدة عامين ونصف.
وكان محمد البشير يشغل منصب وزير التنمية والشؤون الإنسانية فى حكومة الإنقاذ التى شكلتها المعارضة السورية بين عامى 2022 و2023، وهو من مواليد عام 1983 فى جبل الزاوية جنوبى محافظة إدلب.
وشُكّلت حكومة الإنقاذ بدفع من "هيئة تحرير الشام" فى 2017، من 11 حقيبة وزارية برئاسة محمد الشيخ حينها. حيث كانت تسيطر على مفاصل الحياة فى محافظة إدلب وريف حماة الشمالى الخاضع حينها لسيطرة المعارضة، وجزء من ريف حلب الغربى، خدميًا وإداريًا.
جاء هذا تزامنًا مع إجراء إدارة الشؤون السياسية للفصائل السورية اجتماعات مكثفة مع بعثات دبلوماسية أجنبية لبحث الوضع الأمنى والسياسى فى سوريا بعد سقوط نظام الأسد، وأكدت الإدارة أنها تعمل على تهيئة الظروف اللازمة لضمان بيئة آمنة لاستقبال السوريين العائدين إلى وطنهم، داعيةً جميع من اضطروا لمغادرة البلاد إلى العودة والمساهمة فى إعادة إعمار سوريا.
وشددت إدارة الشؤون السياسية على أنها تسعى لفتح صفحة جديدة فى تاريخ سوريا، يكون عنوانها البناء والتنمية، مع التركيز على معالجة آثار الماضى من خلال آليات شفافة تهدف إلى تحقيق السلام الدائم.
وبعد غموض حول مصير الأسد دام لليوم الأول، أعلن الكرملين الروسى بشكل رسمى، أن الرئيس السورى السابق بشار الأسد وأفراد عائلته وصلوا إلى العاصمة الروسية موسكو.
وقال مصدر رسمى، فى تصريحات لوكالة "تاس": "وصل الرئيس السورى السابق بشار الأسد وأفراد عائلته إلى موسكو، وتم منحهم حق اللجوء بناء على اعتبارات إنسانية".
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن الرئيس السورى بشار الأسد، ترك منصبه وأعطى تعليمات بانتقال السلطة سلميا، بعد مفاوضات مع عدد من أطراف النزاع السورى، وقالت، فى بيان اليوم، إنها على اتصال مع كل فصائل المعارضة السورية.
فيما اجتاحت الغرب حالة من الفرح بسقوط بشار الأسد حيث قال الرئيس الأمريكى جو بايدن أن ما حدث يشكل "فرصة تاريخية" بالنسبة الى السوريين من أجل "بناء مستقبل افضل"، مع تحذيره من "الغموض والأخطار" الناتجة من الوضع الراهن، وقال بايدن "سنعمل مع جميع المجموعات السورية، ويشمل ذلك العملية التى تقودها الامم المتحدة، بهدف إرساء مرحلة انتقالية بعيدا من نظام الأسد ونحو (سوريا) مستقلة وسيدة مع دستور جديد".
إلا أنه نبه إلى أن بعضا من الفصائل السورية المسلّحة التى أسقطت الرئيس السورى بشار الأسد "لديها سجل قاتم من الارهاب"، لافتا إلى أن واشطن ستجرى تقييما لمعرفة ما إذا باتت معتدلة.
من جهته، قال وزير الخارجية البريطانى ديفيد لامى إن بشار الأسد "ارتكب فظائع ضد الشعب السورى وأخيرا انتهى نظامه القاسي"، مشيرا إلى أن السوريين يستحقون انتقالا سياسيا شاملا ومسارا للسلام والأمن.
وأعلن المستشار الألمانى أولاف شولتس استعداد بلاده للمساهمة فى حل سياسى يؤدى إلى إحلال السلام فى سوريا، واصفا نهاية حكم الأسد لسوريا بأنه "نبأ سار".
وقال فى بيان مقتضب إن "الأسد قمع شعبه بوحشية ويتحمّل مسؤولية عدد لا يحصى من الضحايا، ودفع عددا كبيرا من الأشخاص إلى الفرار من سوريا، وصل كثير منهم إلى ألمانيا".
ورحبت فرنسا بأنباء سقوط حكم الأسد ودعت إلى إنهاء القتال وطالبت بانتقال سياسى سلمى فى البلاد، وقالت وزارة الخارجية فى بيان "الآن هو وقت الوحدة فى سوريا". وقال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إن "دولة الهمجية سقطت أخيرا".