الجمعة، 20 ديسمبر 2024 03:08 ص

محطة أبيدوس نحو تعزيز أمن الطاقة فى مصر.. دراسة للمركز المصرى: أسوان مركزًا مثاليًا للطاقة الشمسية ودعم فرص التحول للاقتصاد الأخضر بزيادة الطاقة المتجددة إلى 42% بحلول 2035.. وتلبية احتياجات شبكة الكهرباء

محطة أبيدوس نحو تعزيز أمن الطاقة فى مصر.. دراسة للمركز المصرى: أسوان مركزًا مثاليًا للطاقة الشمسية ودعم فرص التحول للاقتصاد الأخضر بزيادة الطاقة المتجددة إلى 42% بحلول 2035.. وتلبية احتياجات شبكة الكهرباء الطاقة الشمسية
الخميس، 19 ديسمبر 2024 08:00 م
كتبت- إيمان علي
أكدت دراسة للمركز المصري والفكر للدراسات الاستراتيجية أن محطة أبيدوس للطاقة الشمسية تمثل انتعاشة قوية في مجال الطاقة المتجددة، ما يجعلها رسالة قوية لدول العالم بأن الطاقة المتجددة والنظيفة لديها الكثير لتقدمه لصناعة الطاقة العالمية في المستقبل، إذ تنعم مصر بوفرة مصادر الطاقة المتجددة، مع إمكانية عالية لنشرها، متمثلة أساسًا في الطاقة المائية والشمسية وطاقة الرياح والكتلة الحيوية، والتي توفر بديلًا آمنًا ومستقرًا للطاقة، وعاملًا مهمًا في جلب الاستثمارات في البنية التحتية والخدمية للطاقة المتجددة المحلية كقيمة مضافة كبيرة، من خلال توفير العديد من فرص العمل، وداعمًا محوريًا للاقتصاد المحلي.
 
وذكرت أن رؤية مصر 2030 تهدف إلى بناء اقتصاد تنافسي ومتوازن في إطار التنمية المستدامة، وتلعب الطاقة المتجددة دورًا محوريًا في الوصول إلى تلك الأهداف، وتسعى استراتيجية الطاقة المتكاملة والمستدامة إلى تنويع مصادر الطاقة وضمان أمن الطاقة واستمراريته، وتحدد الشروط المهمة والضرورية لدعم نمو مصادر الطاقة المتجددة بمشاركة جميع قطاعات الدولة، علاوة على ذلك، تعكس الاستراتيجية طموح مصر بأن تصبح نقطة ارتكاز محورية على خريطة الطاقة العالمية، تصل بين إفريقيا وآسيا وأوروبا عبر تعزيز ترابط شبكات الكهرباء والطاقة في دول المنطقة وخارجها، حيث تمتلك مصر العديد من موارد الطاقة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
 
ولفت دراسة المركز المصري إلى أن الدولة المصرية تخطو بخطى ثابتة نحو تحول مصر إلى الاقتصاد الأخضر واستخدام الطاقة النظيفة من خلال إنشاء العديد من محطات الطاقة الشمسية، وتواجه مصر، شأنها شأن العديد من الدول، تحديات متزايدة في مجال الطاقة، ولذلك، تسعى مصر جاهدةً لتنويع مصادر الطاقة لديها والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، كوسيلة لتحقيق الأمن الطاقي وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتلعب المشروعات الجديدة، مثل التوسع في إنشاء محطات الطاقة الشمسية، دورًا حاسمًا في زيادة قدرات توليد الكهرباء في مصر.
 

أسوان مركزًا مثاليًا للطاقة الشمسية

 

ونوهت بأن أسوان تُعد واحدة من أبرز المناطق في مصر والعالم في مجال توليد الطاقة الشمسية، بفضل سطوع الشمس المستمر على مدار العام ووجود مساحات صحراوية واسعة غير مستغلة، ما جعل منها موقعًا مثاليًا ومركزًا رئيسيًا لمشروعات الطاقة الشمسية الكبرى، التي تُعد جزءًا أساسيًا من استراتيجية مصر للتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
 
 
وقد وضعت الدولة استراتيجية للطاقة المتكاملة والمستدامة، والتي تتضمن بندًا لاستغلال الطاقة النظيفة ومستهدفة الوصول بها إلى نسبة حوالي 42% من إجمالي القدرة الإجمالية للشبكة القومية للكهرباء في البلاد بحلول عام 2035 والتي تشمل حوالي 22% من الخلايا الشمسية، و14% من طاقة الرياح، و3% من الطاقة النووية، و4% من المركزات الشمسية، و2% من الطاقة المائية.
 

وتتمتع بالعديد من المميزات، والتي من ضمنها:

 

الموقع الجغرافي: تقع أسوان في أقصى جنوب مصر، حيث تتمتع بمعدل سطوع شمسي مرتفع طوال السنة. هذه المنطقة تعتبر من أكثر المناطق سطوعًا في العالم، مما يزيد من فاعلية محطات الطاقة الشمسية.
 
الظروف المناخية: تتمتع أسوان بمناخ صحراوي جاف، حيث تقل الأمطار وتزداد ساعات سطوع الشمس يوميًا، مما يزيد من القدرة الإنتاجية لمحطات الطاقة الشمسية.
 
الاحتياجات المتزايدة للطاقة: مع زيادة الطلب على الطاقة في مصر، تعمل الحكومة على تنويع مصادر الطاقة المتجددة لتلبية هذا الطلب، مما يجعل أسوان نقطة محورية في هذه الاستراتيجية.
 

مشروعات الطاقة الشمسية في أسوان

 

وقالت دراسة المركز المصري إن أسوان أصبحت مركزًا رئيسيًا للمشاريع الضخمة في مجال الطاقة الشمسية، وتشمل العديد من المحطات الكبيرة التي تساهم في توليد الكهرباء بشكل مستدام، ومن أبرز هذه المشاريع: محطة بنبان للطاقة الشمسية في أسوان، التي تُعد أكبر محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في إفريقيا والشرق الأوسط، ويهدف المشروع إلى إنتاج 2000 ميجاوات من الطاقة الكهربائية وتقع المحطة في قرية بنبان، على بُعد حوالي 35 كيلومترًا شمال أسوان، وهي واحدة من أكثر المناطق سطوعًا بأشعة الشمس في العالم.
 
 
ونجحت مصر في تنفيذ العديد من مشروعات الطاقة الشمسية في أسوان، مما جعلها رائدة إقليميًا وعالميًا في هذا المجال، فضلًا عن استهداف زيادة مساهمة هذا النوع في مزيج الطاقة الكهربائية، وتنويع مصادر إنتاجها، واستغلال مواردها الطبيعية، خاصةً أن مصر تمتلك إمكانات هائلة في مجال إنتاج الطاقة الشمسية، وهو ما انعكس على تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، توفير طاقة مستدامة، تحقيق التنمية الاقتصادية بتوفير فرص عمل محلية في مجالات البناء والصيانة والتشغيل، مما يعزز الاقتصاد المحلي، الاستثمار في المستقبل ودعم قطاع الصناعة.
 
 
وإجمالًا لما سبق، بلغت نسبة مساهمة الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء حوالي 30%  للمرة الأولى في عام 2023، وساهمت الطاقة الشمسية بنسبة نمو حوالي 23٪.
 
 
كما افتتحت الدولة محطة أبيدوس الشمسية في أسوان بقدرة حوالي 560 ميجاوات، في إطار جهودها لتنفيذ مشروعات تنموية مستدامة باستخدام الموارد الطبيعية، والتي في منطقة كوم أمبو بمحافظة أسوان جنوب مصر،لتوليد قدرة إجمالية تصل إلى ٥٦٠ ميجاوات من الطاقة الكهربائية، مما يجعلها واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية في مصر وفي المنطقة بشكل عام حيث تهدف إلى توفير طاقة نظيفة ومتجددة.
 

أهمية محطة أبيدوس في تلبية احتياجات الدولة

 
وتتمثل أهمية المشروع في تلبية احتياجات البلاد من الطاقة بطريقة مستدامة، كما أنها تمثل جزءًا من استراتيجية الطاقة 2035 في مصر، التي تهدف إلى زيادة نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطني إلى 42% بحلول عام 2035.
 
 
وتعد محطة أبيدوس أحد أهم مشروعات الطاقة الشمسية في مصر؛ بفضل إنتاجها الضخم الذي سيُلحق بشبكة الكهرباء الوطنية، إلى جانب حجم الاستثمارات الكبير الذي تُوجهه الدولة إليها، ويساهم المشروع في خلق فرص عمل جديدة، حيث عملت العديد من الشركات المحلية والدولية في بناء المحطة وصيانتها، كما يعزز المشروع الاقتصاد المصري من خلال توفير طاقة نظيفة ومستدامة تساهم في دعم الصناعات المختلفة.
 
 
ويشكل إنشاء محطة أبيدوس للطاقة الشمسية خطوة هامة نحو تعزيز أمن الطاقة في مصر، وتسهم في خفض البصمة الكربونية بحوالي 760 طنا من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهي خطوة نحو زيادة نسبة مساهمة الطاقة المتجددة في معادلة الطاقة المصرية، ستوفر الكهرباء اللازمة لتلبية احتياجات حوالي 256 ألف منزل.
 
 
وتضم المحطة مليونًا و22 ألفًا و896 خلية شمسية، بالإضافة إلى 1920 محولًا فرعيًا و64 محطة تحويل، بخلاف المُحولين الرئيسيين، الأكبرين من نوعهما في أفريقيا والشرق الأوسط، إذ تبلغ قدرة كل منهما 300 ميجاوات، ويصل وزن كل منهما إلى حوالي 255 طنًا.
 
 
ويتم ربط محطة أبيدوس بالشبكة القومية للكهرباء من خلال محطات محولات مخصصة، حيث يتم تحويل الجهد من 22 كيلوفولت إلى 220 كيلوفولت لنقله إلى الشبكة الموحدة.
 
 
بالإضافة إلى محطة أبيدوس، تشارك إيميا باور في العديد من المشاريع الكبرى الأخرى في مصر، مثل مزرعة رياح آمونت في رأس غارب، والتي ستساهم في زيادة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة في مصر.

print