دور لم تتخل عنه ولم تتوان فى القيام به ولو لحظة واحدة، وهو يد العون التى تقدمها مصر للمنطقة وقتما تحتاج، ففى الوقت الذى تقود فيه القاهرة جهودا كبيرة للوساطة بين إسرائيل وحماس للوصول إلى هدنة تٌنهى معاناة الفلسطينيين المستمرة منذ أكثر 14 شهرا فى غزة، تقوم بدورها تجاه سوريا الدولة العربية التى تمر بوقت حرج وانتقال للسلطة بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وفى الوقت ذاته تحتضن القاهرة رؤساء الدول الفاعلة على الساحة الإقليمية وخاصة لرئيس الإيراني مسعود بزيشكيان، والذي تعد زيارته هي الأولى لرئيس إيراني إلى القاهرة منذ أكثر من عقدين، وتركيا التى تعد لاعبا أساسيا على الساحة السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد، ولذلك فإن قمة الثمانية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى، تأتى فى وقت حرج للغاية، حيث تم طرح الملفات جميعا على الطاولة للتوافق على القضايا الملحة، ومحاولة تقريب وجهات النظر وتبنى موقف موحد فيما تواجههة الدول العربية من فلسطين للبنان للسوريا من تحديات، وبشكل خاص الانتهاكات الاسرائيلية.
ورغم أن منظمة دولى الثمانية "D8" تتكون من تركيا ومصر ونيجيريا وباكستان وإيران وإندونيسيا وماليزيا وبنجلاديش، إلا أن رؤية القاهرة الثاقبة كانت سابقة، حيث تم توجيه الدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى نظيره الفلسطيني محمود عباس، وكذلك لنجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، وذلك لما يمثله هذا التجمع المصرى التركى الإيرانى من أهمية كبيرة فى توحيد الرؤى وتقديم الدعم لتلك الملفات الملحة على الساحة العربية.
كما عقدت القمة جلسة خاصة حول لبنان وفلسطين، حيث قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، "نواجه تحديات كبيرة جراء عدوان الاحتلال على أرضنا ومقدساتنا"، مضيفا خلال كلمته أمام القمة الـ11 لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، نسعى لإتاحة الفرص أمام الشباب برغم عدوان الاحتلال، وتابع الرئيس الفلسطيني: "نواجه تحديات كبيرة جراء الاحتلال الإسرائيلي وممارساته الاستيطانية"، مؤكدا أهمية استمرار مهام وكالة أونروا وتقديم الدعم المالي لها.
وقال: "إن ما يشهده الشعب الفلسطيني من مجازر يومية، وحرب إبادة جماعية وتجويع، ومحاولات تهجير على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، يقتضي التنفيذ الفوري لقرار مجلس الامن الدولي رقم 2735 لوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات إلى كامل قطاع غزة، وتولي دولة فلسطين مسؤولياتها بالقطاع، والانسحاب الإسرائيلي الكامل منه، وتنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة حول فتوى محكمة العدل الدولية".
وخلال الجلسة وجه رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي ولجميع مسئولي قمة الدول الثماني النامية، على اللفتة الطيبة بوضع موضوع لبنان وغزة على طاولة القمة.
كما أعرب أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، عن شكره وتقديره للرئيس عبد الفتاح السيسي على استضافة القمة الحادية عشر، وكذلك لجلب هذه الدول بالغة الأهمية من أجل التحدث عن الواضع الراهن في غزة.
وأضاف، في كلمته خلال القمة الحادية عشرة لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي:"الأمم المتحدة تدعم الانتقال السلس من أجل تمرير حل الدولتين وتنفيذه لصالح الشعب الفلسطيني وبالتالي يعم الأمن والأمان في لبنان، فهذا يأتي لصالح المجتمع الدولي وصالح هذه المنطقة".
وعلى هامش القمة كانت الملفات الأخرى حاضرة بقوة فى الاجتماعات الثنائية خاصة الملف السورى، حيث تم عقد عدد من الاجتماعات الثنائية من أهمها اجتماع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ونظيره التركي هاكان فيدان، على هامش قمة منظمة الدول الثماني الإسلامية النامية التي تستضيفها القاهرة، والذى أكدا خلاله على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، وهو الموقف الذى تنادى به مصر منذ اللحظة الأولى.
وقالت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، أن الوزيرين ناقشا آخر التطورات الإقليمية وركزا على الوضع في غزة واستمرار الحرب الإسرائيلية ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني والاعتداءات على سوريا "التي تستهدف البنية التحتية الدفاعية والاقتصادية".
وشدد الوزيران على أهمية التشاور بين الدول الإسلامية الكبرى للعمل على وقف الاعتداءات الإسرائيلية وضمان استقرار وأمن المنطقة.