السبت، 04 يناير 2025 12:40 م

سنة أولى زواج.. من حلم العمر إلى أروقة محاكم الأسرة.. الإحصائيات تكشف: السنوات الأولى الأكثر خطورة.. المادة تخنق الزواج بالأعباء.. وآمال معقودة على دورات تدريبية لإنقاذ الزيجات الحديثة

سنة أولى زواج.. من حلم العمر إلى أروقة محاكم الأسرة.. الإحصائيات تكشف: السنوات الأولى الأكثر خطورة.. المادة تخنق الزواج بالأعباء.. وآمال معقودة على دورات تدريبية لإنقاذ الزيجات الحديثة صورة أرشيفية
الأربعاء، 01 يناير 2025 08:00 م
على أعتاب الحياة الزوجية، يحلم الكثيرون ببداية مبهجة وقصة حب مكتملة الفصول، لكن ما إن تنتهي زغاريد الزفاف وتنطفئ أضواء شهر العسل، حتى تبدأ الحقيقة في الكشف عن وجهها.
 
"سنة أولى زواج"، ذلك الحلم الوردي الذي يُفترض أن يكون مقدمة لحياة مستقرة، يتحول لدى الكثيرين إلى كابوس ينتهي بالطلاق، فهل أخفق الأزواج في اختيار الشريك؟ أم أن التحديات تفوق قدرتهم على التحمل؟ 
 
 
طلاق مبكر.. هل نفقد بوصلة الاختيار؟
 
"أحببته، لكنه لم يكن الشخص الذي تصورته"، كلمات تُرددها الزوجات أمام محاكم الأسرة، حيث تُروى قصص الانفصال خلال الأشهر الأولى من الزواج، يشير خبراء العلاقات الأسرية إلى أن أحد أهم أسباب الطلاق المبكر هو التسرع في الاختيار دون دراسة كافية لشخصية الشريك. 
هنا تظهر الإحصائيات لتؤكد أن نسبة الطلاق في السنوات الخمس الأولى من الزواج بلغت 27.7% عام 2020. السؤال الذي يطرح نفسه: هل نحن أمام أزمة في فهم الزواج أم في تحمل تبعاته؟ 
 
 
ساحات المحاكم.. قصص لم تكتمل في أولى فصولها
 
داخل أروقة محاكم الأسرة، تتنوع الشكاوى وتتعدد الأسباب، لكنها تتفق في نتيجة واحدة: الفشل في أولى محطات الزواج.
- اختارني فقط ليستفز مطلقته السابقة. 
- هجرني لأنه لم يكن مستعدًا للمسؤولية.
- رفض الإنجاب وضربني عندما حملت. 
تتحدث إحدى الزوجات عن تجربتها قائلة: "كنت أعتقد أن الحب كافٍ لتجاوز الخلافات، لكنني وجدت نفسي في صراع دائم بين أعباء الحياة وتحكم أهله".
 
 
الإحصائيات تكشف: الخمس سنوات الأولى الأكثر خطورة 
 
وفقًا لدراسة حديثة صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن الطلاق المبكر يشكل النسبة الأكبر من حالات الانفصال، حيث أظهرت أن 30.8 حالة طلاق تحدث كل ساعة في مصر عام 2022.
- الفئة العمرية الأكثر تعرضًا للطلاق: 30-34 عامًا. 
- أعلى نسبة طلاق بين المطلقين غير العاملين: 38.3% عام 2022
 
أسباب الطلاق المبكر.. بين الإسراف في التكنولوجيا وتدخل الأهل
 
 
تُشير قضايا الطلاق المبكر إلى أسباب متكررة: 
- الإفراط في استخدام التكنولوجيا: عندما يكون الهاتف أكثر حضورًا من الشريك.
- تدخل الأهل: تُروى حكايات عن حماة متسلطة أو أهل يُشعلون نار الخلافات بدلاً من إخمادها. 
- الضغط المالي: بين زوج يطمع في راتب زوجته، وزوجة تئن تحت وطأة المطالب المادية. 
 
هل فشل الأزواج الجدد في امتحان المسؤولية؟ 
 
الزواج ليس مجرد احتفال كبير أو كلمات ناعمة، بل شراكة تتطلب تحمل المسؤوليات والتنازل عن بعض الأنانية.
يقول أحد الأزواج: "اعتقدت أن الحب كافٍ، لكنني لم أكن مستعدًا لتحمل الأعباء المادية والنفسية".
وتضيف إحدى الزوجات: "زوجي لم يكن مستعدًا للتخلي عن حريته، فهرب إلى أصدقائه وألعاب الفيديو، وتركني أواجه الوحدة".
بين الحب والمادة.. عندما يختنق الزواج بالأعباء
تظهر قصص مثل هذه يوميًا 
- رفض الإنفاق واعتمد على راتبي
- استولت على أموالي وطلبت الخلع
- تبديد قائمة المنقولات أصبح شبحًا يطارد الأزواج الجدد
 
بدموع تسبق الكلمات تحدثت عدد من السيدات عن قصص وأسباب الانفصال في سنة أولى زواج
 
الغيرة والخلاف على الأموال 
"كنت أظن أن الحب يكفي ليحمل سفينة الزواج فوق أمواج الحياة، لكني كنت مخطئة، بعد ثلاثة أشهر فقط، أدركت أن غيرة زوجي ليست دليل حب، بل سكين خفي يقصم أجنحتي، كنت أعمل لأساهم في بناء حياتنا معًا، لكنه رأى في استقلالي تهديدًا له، ورأى في نجاحي منافسًا، بدأ يسألني عن راتبي، عن كل قرش أين يذهب، حتى شعرت أنني محاصرة في سجن بدلًا من منزل، كنا نتشاجر لأتفه الأسباب، حتى بات الصمت أهون عليّ من الحديث، انفصلت عنه لأن الحياة التي كنا نحلم بها تحولت إلى معركة لم أكن مستعدة لخوضها".
 
تدخل الحموات 
"كان يقول لي دائمًا إن أمه هي كل حياته، فظننت أنني سأكون الجزء الآخر، لكن سرعان ما أدركت أنني مجرد ضيفة في هذه المعادلة، كل قرار بيننا، كبيرًا كان أو صغيرًا، يمر عبر والدته،  كانت تدخل غرفتنا بلا استئذان، تفتح أدراجنا، وتفحص خزانتنا كأنها تُفتش ساحة معركة، كنت أشعر وكأنني أحارب للحصول على حق بسيط: أن أكون زوجته، لا تابعًا لوالدته، في يومٍ ما، وبعد شجارٍ طويل معها، طلبتُ منه أن يضع حدودًا، لكنه أجابني: 'إن لم تعجبكِ الأمور هنا، فباب المنزل مفتوح، حملت حقيبتي، وخرجت، لأنني أدركت أنني لن أجد مكاني أبدًا بينهما".
 
التكنولوجيا والإدمان الرقمي..الشاشات جدران بين القلوب
"كانت ليلة زفافنا مثل الحلم، لكن الحقيقة بدأت في صباح اليوم التالي، استيقظتُ على صوت رسائل هاتفه، وعندما فتحت عيني، وجدته مُندمجًا في تصفح هاتفه بدلًا من أن ينظر إليّ، كنت أظن أنها مجرد عادة، لكن الهاتف تحول إلى شريك ثالث في زواجنا، كان يقضي ساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي، يشارك العالم لحظاته، لكنه ينسى أنني هنا، حتى خلال وجباتنا، كنت أتحدث معه، لكنه يجيبني بنصف انتباه، بينما أصابعه تكتب شيئًا ما على الشاشة، حاولت مواجهته، لكنه قال لي إنني أبالغ، يومًا بعد يوم، شعرت وكأنني أعيش مع شخصٍ بعيد رغم قربه، انتهى زواجنا لأن شاشته كانت دائمًا الأهم".
 
الإسراف في النفقات.. أحلام تبخرت بين الكماليات 
"كنت أريد زواجًا بسيطًا، لكنه أصر على أن نعيش حياة لا تناسب إمكانياتنا، اقترضنا المال لنسكن في منزل فاخر، ولتكون سيارته حديثة، كنت أعمل وأحاول أن أساهم قدر المستطاع، لكنني كنت أشعر بالضغط من كل جانب. كل شهر ينتهي ونحن مدينون بمبالغ أكبر، في البداية كنت أظن أن الأمر مؤقت، لكنه كان يرى الإسراف نوعًا من الحفاظ على صورته أمام الآخرين. بدأ يطلب مني أن أتحمل نصيبًا أكبر من المصاريف، وعندما اعترضت، قال إنني أنانية. لم أعد أتحمل أن أعيش تحت وطأة الديون، فطلبت الطلاق. كانت خسارة الزواج أهون من خسارة نفسي".
 
حكايات في كلمات بسيطة
بين الغيرة والخلافات على الأموال، وتدخل الأهل، وأسر التكنولوجيا، انهارت أحلام كثيرة لسيداتٍ أردن فقط أن يجدن شريكًا للحياة، في كل قصة، كانت هناك لحظة أمل تتبخر أمام خيبة جديدة، قد تبدو الأسباب بسيطة للغرباء، لكنها عواصف هوجاء في قلوب من عاشوها.
ربما يحمل الطلاق وصمة في أعين البعض، لكن في أعين هؤلاء السيدات، كان الانفصال نافذة تنفتح على الحياة من جديد.
، الرحيل كان الخيار الوحيد لإنقاذ ما تبقى من أنفسهن، لأن الحب لا يكفي إذا كان مركب الزواج يبحر وسط أمواج الغيرة، والمال، والتكنولوجيا، والحموات المتسلطات.
 
دور التوعية والدورات التدريبية في إنقاذ الزيجات الحديثة
 
تُقدم الدولة بالتعاون مع الأزهر والكنيسة برامج توعوية للشباب المقبلين على الزواج.
يؤكد الخبراء أن هذه الدورات تساعد الأزواج على فهم طبيعة العلاقة الزوجية وكيفية التعامل مع التحديات.
"سنة أولى زواج" ليست مجرد مرحلة زمنية عابرة، بل هي امتحان حقيقي يُحدد مصير العلاقة الزوجية، وبينما تتحمل الظروف الخارجية جزءًا من المسؤولية، يبقى النجاح مرهونًا بقدرة الزوجين على التواصل، التفاهم، وتحمل المسؤولية، فهل نتعلم من الإحصائيات والقصص الحقيقية لنعيد بناء مفهوم الزواج على أسس أكثر قوة واستدامة؟

print