الرئيس السيسى: نشكر قبرص واليونان على دورهما خلال السنوات العشر الماضية لتفهمهما حقيقة الأوضاع فى مصر
شارك الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم فى أعمال القمة العاشرة للآلية الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان، والاجتماع الثانى للجنة الحكومية العليا المشتركة بين مصر وقبرص، واللذين عقدا بقصر الاتحادية بالقاهرة، وتلا الاجتماعين عقد مؤتمر صحفى شارك فيه الرئيس وكل من الرئيس القبرصى "نيكوس خريستودوليدس" ورئيس الوزراء اليونانى "كيرياكوس متسوتاكيس".
وقال الرئيس السيسى، إن ملف الطاقة، كان حاضرا بقوة فى محادثاتنا اليوم حيث اتفقنا على ضرورة تطوير مشروعات مشتركة، فى مجالات الطاقة المتجددة والربط الكهربائى، ونقل الغاز الطبيعى، وتعزيز البنية التحتية للربط الكهربائى بين الدول الثلاث، بما يحقق التكامل الإقليمى فى قطاع الطاقة، ويسهم بشكل فعال فى ضمان أمن الطاقة العالمى، الذى عانى من الاضطراب، جراء الأزمات العالمية الأخيرة.
وأضاف الرئيس السيسى- فى كلمته بالمؤتمر الصحفى المشترك مع رئيس قبرص ورئيس وزراء اليونان- :"وأود الترحيب فى هذا الإطار، بما شهدناه اليوم من توقيع عدد من مذكرات التفاهم، سواء على المستوى الثلاثى بين مصر واليونان وقبرص، أو الثنائى بين مصر وقبرص.. وأؤكد فى هذا الصدد، على ضرورة التنفيذ الفعال لتلك الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، لما لها من فوائد اقتصادية مشتركة"، مؤكدًا أن مصر وقبرص واليونان تتشارك الرؤى، بالنسبة للتعامل مع التحديات والأزمات الراهنة، التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح الرئيس السيسى، أن قمة اليوم، كانت فرصة لمناقشة الكارثة الإنسانية غير المسبوقة، التى يتعرض لها إخواننا الفلسطينيون فى غزة، حيث أطلع الضيفين العزيزين، على الجهود المتواصلة التى تبذلها مصر، لوقف إطلاق النار، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن.
وأكد القادة الثلاث فى هذا الصدد، على أنه لا سبيل لتحقيق الاستقرار فى المنطقة، إلا بوقف شامل لإطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل فورى، ووقف أية ممارسات تؤدى إلى التهجير القسرى للفلسطينيين، أو بحرق الأرض وخلق الظروف التى تدفع الفلسطينيين للمغادرة.
وفى هذا الصدد، شدد الرئيس السيسى على أننا نرفض تلك الممارسات والسياسات، وأن مصر لن تقبل بها أبدا.
مضيفًا:"لقد أكدنا خلال القمة، على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقا للمرجعيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، هى السبيل الوحيد لتحقيق السلام المستدام، وبالتالى تحقيق التنمية الاقتصادية، والتعاون الشامل المنشود بين شعوب المنطقة". مؤكدًا على أن المنطقة، لا تتحمل المزيد من المغامرات، التى قد تهز استقرارها وتعصف بدولها، وتؤثر سلبا على مقدرات شعوبها. مضيفًا:"لقد أن الأوان لإحكام العقل، والأخذ بالاختيارات السليمة، وتجنب المزيد من الحروب والدمار والكراهية".
وأشار الرئيس السيسى، إلى أنهم ناقشوا كذلك الأوضاع فى سوريا، وأكدوا على تطلعهم، لتحقيق طموحات الشعب السورى فى الاستقرار والأمن، كما شددوا على أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة وسيادة سوريا، وأن تتسم العملية الانتقالية بالشمولية والتعددية.
كما تبادلوا وجهات النظر أيضا، حول الأزمة الليبية، واتفقوا على أهمية تحقيق الاستقرار الأمنى والسياسى فى ليبيا، وتناولوا كذلك تطورات الأوضاع فى السودان واليمن، وأكدوا بصفة عامة، على ضرورة سرعة تسوية الأزمات والصراعات الدائرة، تحقيقا للاستقرار، وبما يحافظ على ثروات البلاد وشعوبها.
وتابع الرئيس السيسى:"لقد سعدت صباح اليوم أيضا، بترؤس أعمال الاجتماع الثانى، للجنة الحكومية العليا المشتركة، بين مصر وقبرص، مع فخامة رئيس جمهورية قبرص.. حيث أكدنا على التزامنا المشترك، بتعزيز الأمن والاستقرار فى منطقتنا، ومواصلة دفع العلاقات الثنائية، بين بلدينا الصديقين قدما، فى شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك".
وأضاف: "وإنه لمن دواعى سرورى، ما أشهده من تقدم ملموس، فى العديد من ملفات التعاون بين مصر وقبرص... بما فى ذلك التعاون فى مجال الطاقة، واستثمار الموارد الطبيعية فى البحر المتوسط، بالإضافة إلى التعاون فى مجالات الأمن البحرى، والتكنولوجيا، والتعليم والبحث العلمي".
وفى ختام كلمته، وجه الرئيس السيسى الشكر لرئيس قبرص ورئيس وزراء اليونان على الدور الذى قامت به قبرص واليونان خلال السنوات العشر الماضية، فمنذ عام 2014 كانتا أول دولتين متفهمتين للموقف الذى مرت به مصر، متوجهًا إليهما بالشكر على الدور الكبير الذى قاما به، لأنه فى ذلك الوقت كانت الظروف صعبة جدًا فى مصر وكثير من دول العالم لم تكن متفهمة ما يحدث فى مصر باستثناء قبرص واليونان، وبالتالى وجب شكرهم؛ مؤكدًا حرص مصر، على استمرار التعاون مع اليونان وقبرص، لضمان مستقبل مزدهر للعلاقات بين دولنا.
كان الرئيس السيسى، استهل كلمته بالترحيب بالضيفين الكريمين فى القاهرة، للمشاركة فى القمة العاشرة لآلية التعاون الثلاثى تلك الآلية التى تعكس عمق الشراكة، والعلاقات التاريخية الراسخة بين دولنا، وتعتبر نموذجًا يُحتذى به لتعزيز الاستقرار والتنمية، فى منطقة شرق المتوسط، قائلًا: "لقد شهدت قمتنا اليوم، مناقشات ثرية وبناءة، تناولت سبل تعزيز تعاوننا المشترك فس مختلف المجالات، وبشكل خاص فى مجال التعاون الاقتصادى، وزيادة التبادل التجارى والاستثماري.. وأرحب فى هذا الصدد، بعقد منتدى الأعمال اليوم على هامش هذه القمة، والذى يستهدف بحث فرص تعزيز الاستثمارات والتجارة المتبادلة، بين مجتمعات الأعمال فى دولنا الثلاث".