يشهد لبنان زخما على الصعيد السياسى منذ انتخاب الرئيس جوزيف عون، حيث أجرى العديد من اللقاءات مع مسئولين دوليين من بينهم وزير خارجية إيطاليا والمنسقة الأممية بلبنان، الذين أكدوا دعمهم لاستقرار لبنان وما يتخذه من إجراءات الفترة المقبلة فى هذا الإطار.
كما أجرى عون العديد من الاتصالات الهاتفية، من بينها تلقيه اتصالا من ولى العهد السعودى رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، أعرب الأخير خلاله عن تهانيه بمناسبة انتخابه رئيسا للبنان، كما نقل تهنئة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
ووجه ولى العهد السعودى الدعوة للرئيس عون لزيارة المملكة قريبا، ومن جانبه ثمن عون الدعوة، مؤكدا أن المملكة العربية السعودية ستكون وجهته الأولى خلال زياراته الخارجية تلبية لدعوة الأمير وايمانا بدور المملكة فى مساندة لبنان وتأكيدا على عمق لبنان العربى كأساس لعلاقاته مع محيطه الإقليمى.
وعلى صعيد متصل، شدد رئيس لبنان العماد جوزيف عون، على أنه لم يأتِ ليعمل فى السياسة بل لبناء دولة لا تقوم الا على العدالة والمساواة بين جميع المكونات التى تجمعها هوية واحدة، وأضاف "نحن لا نبنى دولة للطوائف".
وأضاف، خلال لقائه السبت، مع مفتى لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان على رأس وفد من مفتى المناطق، أن المسؤولية ليست على وحدى، وهذا ليس عهدى، هذا عهد كل لبنانى أيا كان مركزه ومهما كانت طائفته".
واعتبر الرئيس عون أنه لدينا فرص كبيرة وكثيرة، وأن دول العالم بدأت بالكلام على مؤتمرات لصالح لبنان، "لكن يتوقف علينا أن نظهر لهذه الدول مدى مصداقيتنا لجهة بناء الدولة".
وأكد أنه ليس هناك غالب ولا مغلوب، بل لدينا فرصة كبرى إما نربحها او نخسرها. قال "أمل أن يتم تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن لكى يتم وضع الأمور على السكة الصحيحة، لنبدأ ببناء جسور الثقة مع الخارج".
وأضاف: "علينا أن نستعين بمساعدة الخارج لا أن نستقوى به على الداخل، ولا فضل لطائفة على أخرى او شخص على آخر".
وقال عون: نأمل أن يتم تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن لكى يتم وضع الأمور على السكة الصحيحة، لنبدأ ببناء جسور الثقة مع الخارج، وأشار إلى ما ذكره فى خطاب القسم، بأن لا وجود لكلمة فشل فى قاموس اللبنانى. لدينا القدرات والامكانات والطاقات البشرية وهذه ثروة مستدامة قادرة على الإنتاج، وأهم من الثروات الطبيعية. المطلوب فقط هو النية الصافية لمصلحة لبنان وليس للمصلحة الشخصية.
وشدد قائلا: "أنا لم آتِ للتعاطى فى السياسة، بل لبناء دولة، تعاطوا انتم فى السياسة. وإذا بلغنا هذه المرحلة من تفكيرنا، فلا أسهل عندها من قيامة لبنان. القرار لدينا، فلا نلقى المسؤولية على الآخرين. هذه مسؤوليتنا بالدرجة الأولى".
سوريا ولبنان
وفيما يتعلق بالعلاقات اللبنانية السورية، والتى ألمح لها الرئيس عون فى خطاب القسم مؤكدا العمل على بناء مسار جديد لتلك لعلاقات، وتأسيسا على ذلك قام رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتى ووفد دبلوماسى يضم وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسرى، مدير المخابرات فى الجيش العميد طونى قهوجى، ونائب المدير العام لامن الدولة العميد حسن شقير، بزيارة سوريا، السبت، حيث التقوا قائد الإدارة الجديدة فى سوريا أحمد الشرع، فى قصر الشعب.
وشارك عن الجانب السورى وزير الخارجية أسعد شيبانى ورئيس الاستخبارات أنس خطاب ومدير مكتب الشرع على كده.
من جانبه، قال قائد الإدارة الجديدة فى سوريا أحمد الشرع أن سوريا ستقف على مسافة واحدة من الجميع فى لبنان، وأضاف: "نسعى لعلاقات إيجابية مع لبنان"، وأوضح أن الأولوية فى سوريا هى للوضع الداخلى وحالة الأمن وحصر السلاح بيد الدولة.
وتابع الشرع، خلال مؤتمر صحفى مع نجيب ميقاتى : "نبنى العلاقات مع لبنان على أساس الأخوة ونسعى لزيادة الأواصر الإجتماعية، وأى عوائق حدودية بيننا يجب أن تلغى مستقبلاً".
وقال: "ندعم خيارات التوافق اللبنانية لاسيما على صعيد انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية"، وأضاف: "بيننا وبين لبنان مصالح مشتركة واستراتيجية". وأكمل الشرع "اختيار ميقاتى لرئاسة الحكومة مُجدداً" وقال: "نسعى لتعاون طويل الأمد مع لبنان".
ومن جانبه قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتى "بحثت مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع العلاقات الثنائية، وأعرب عن تمنياته لسوريا بالاستقرار والسلام.
وأشار ميقاتى ـ فى مؤتمر صحفى مشترك مع الشرع، خلال زيارته لسوريا ،السبت ـ إلى أن سوريا تمثل البوابة الطبيعية للبنان إلى العالم العربى وطالما هى بخير فإن لبنان بخير.
وأضاف: "بات ملحاً لمصلحة البلدين معالجة أزمة النزوح السورى جميعاً وعودة النازحين إلى سوريا التى بدأت تستعيد عافيتها، لقد لمست استعداد سوريا لمتابعة ملف النزوح كما بحثنا ملف الحدود وتمّ التأكيد على حماية أمن البلدين، وتابع: "نتطلع إلى علاقات ودية وندية بين لبنان وسوريا قائمة على التعاون".
وشدد ميقاتى على أن سلم الأولويات ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وسوريا، وسيكون لهذا الأمر لجنة مختصة وسنعمل على ضبط الحدود البرية بشكل كامل لوقف أى عملية تهريب وسنتعاون هذا الأمر.
ولفت إلى أن الجانب السورى يقوم بدوره الكامل لإنشاء هيئة خاصة بالأمور الجنائية والبحث عن كافة المفقودين، وسنزود الإدارة السورية الجديدة بأسمائهم.