على أعتاب الذكرى الـ73 لعيد الشرطة، تتزين وزارة الداخلية بروح التجديد والتطوير، حيث لم تعد خدماتها مجرد استجابة لاحتياجات المواطنين، بل أصبحت شهادة حية على التحول الرقمي والاعتماد على التكنولوجيا في خدمة الشعب، لتجسد الوزارة شعارها الجديد بكل معنى الكلمة: "التكنولوجيا في خدمة الشعب".
الجوازات.. خطوة نحو المستقبل
في قلب القاهرة، يقف مبنى الجوازات الجديد شامخًا كأنه بوابة عبور نحو المستقبل، بمساحة تتجاوز 40 ألف متر مربع، تتداخل فيه التكنولوجيا مع العمارة الحديثة، ويضم سبعة طوابق تشهد على تطور نوعي في الخدمات.
منظومة الترقيم الآلي والاستدعاء الرقمي ليست مجرد أدوات، بل لغة جديدة للتواصل مع المواطنين، هنا، يُستخرج جواز السفر بتقنيات حديثة وبسرعة غير مسبوقة، حتى بات الأمر أشبه بنقرة زر، ولا تقتصر الخدمات على المواطنين فقط، بل تتجاوز الحدود لاستقبال الأجانب بمنظومة التأشيرة الإلكترونية، التي جعلت من مصر وجهة سهلة الوصول.
وفي ركن خاص، يتم استحداث "كارت الإقامة الذكي"، بطاقة صغيرة تحمل بين طياتها تسهيلات كبرى، تمكّن الأجانب من التعامل بسهولة مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية.
المرور.. طريق بلا أوراق
"مرور بلا أوراق" ليس مجرد شعار، بل واقع يتحقق يومًا بعد يوم داخل وحدات المرور، الميكنة حوّلت الطوابير الطويلة إلى تجربة مريحة، يتخللها التنظيم وسرعة الإنجاز.
أما "الملصق الإلكتروني"، فهو العيون التي لا تنام؛ أداة ذكية تُتابع المركبات لحظة بلحظة، لتكشف عن المسروقات أو المركبات المطلوبة أمنيًا، وتساعد في ضبط قضايا الإرهاب.
وفي خطوة تسابق الزمن، جاءت "سيارات المرور المتنقلة"، لتأخذ الخدمات إلى أبواب المنازل، حيث الفحص والتراخيص تتم على عتبات البيوت، دون أن يتكبد المواطن عناء الانتقال.
الأحوال المدنية.. خدمات بحروف عالمية
في كل زاوية من قطاع الأحوال المدنية، تلمع التكنولوجيا كأنها حلقة وصل بين الحاضر والمستقبل، خدمات متوفرة عبر الإنترنت، ووثائق تُستخرج بعشر لغات مختلفة لتلبي احتياجات كل من يلجأ إليها.
ومن بين أبرز التطورات، الربط الإلكتروني مع مكاتب البريد، الذي جعل استخراج الأوراق الثبوتية كإجراء روتيني بسيط يتم في دقائق معدودة، في ظل مساعٍ مستمرة لتوسيع دائرة الخدمات وإتاحتها للجميع، حتى أولئك القابعين في أبعد النجوع والقرى.
تصاريح العمل.. دعم عابر للحدود
أما مركز تصاريح العمل، فهو أشبه ببوابة تكنولوجية للمصريين العاملين بالخارج، لم تعد الخدمات مقتصرة على وحدات بعينها، بل يمكن للمواطن استخراج تصريح العمل من أي وحدة دون قيود.
رسالة التكنولوجيا في عيد الشرطة
تطوير الخدمات الشرطية لم يكن مجرد إجراء إداري، بل تحولًا نوعيًا يعكس التزام وزارة الداخلية بالتخفيف عن كاهل المواطنين، وتيسير سبل الحياة اليومية لهم.
وفي عيد الشرطة هذا العام، تأتي الاحتفالات ليس فقط لتكريم العيون الساهرة، بل أيضًا للاحتفاء برؤية طموحة جعلت التكنولوجيا وسيلة لخدمة الشعب، ورسالة بأن التطوير والابتكار هما السبيل لتحقيق الأمن والراحة.
بين الجوازات والمرور، وبين الأحوال المدنية وتصاريح العمل، هناك قصص نجاح تُكتب يوميًا بأيدٍ مصرية، تُعيد رسم العلاقة بين الشعب وجهاز الشرطة، وتؤكد أن عيد الشرطة هذا العام ليس مجرد مناسبة، بل محطة جديدة على طريق التقدم.