أثار إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بخصوص سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة بعد إعادة توطين الفلسطينيين فى أماكن أخرى ردود فعل واسعة عبر العالم.
وعبرت دول عدة وجهات مختلفة عن رفضها أى تهجيير للفلسطينيين خارج أرضهم، وطالبت بالعمل على تجسيد حل الدولتين ومنح الفلسطينيين فرصة العيش فى دولتهم.
وأكد وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطى دعم مصر للحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطينى.
وشدد الوزير عبد العاطى على ضرورة السعى نحو التوصل لحل سياسى دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وأكد وزير الخارجية على دعم مصر الكامل للحكومة الفلسطينية وخططها الإصلاحية، مشددا على أهمية تمكين السلطة الفلسطينية سياسيا واقتصاديا، وتولى مهامها فى قطاع غزة باعتباره جزءا من الأراضى الفلسطينية المحتلة.
من جانبه شدد وزير وزير الخارجية التركى هاكان فيدان على أن تهجير الغزيين أمر لا تقبله تركيا ولا دول المنطقة، معتبرا المقترح "عبثى والخوض فيه لا طائل منه."
وأضاف أن أى خطط تجعل الفلسطينيين "خارج المعادلة" ستؤدى إلى المزيد من الصراع.
وأعلنت الصين معارضتها التهجير القسرى لسكان قطاع غزة، وأكدت دعمها حكم الفلسطينيين لفلسطين.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية لين جيان فى مؤتمر صحفى إن بكين تأمل أن تعتبر كل الأطراف وقف إطلاق النار وإدارة القطاع بعد انتهاء الصراع فرصة لإعادة التسوية السياسية للقضية الفلسطينية لمسارها الصحيح استنادا إلى حل الدولتين.
من جانبه قال المتحدث باسم الكرملين دميترى بيسكوف إن روسيا تعتقد أن التسوية فى الشرق الأوسط ممكنة فقط على أساس حل الدولتين، وأضاف "سمعنا كلام ترامب بشأن إعادة توطين سكان غزة لكننا ننطلق من حقيقة أن الدول العربية لا تقبل هذه الفكرة".
وقال رئيس الوزراء الأسترالى أنتونى ألبانيز إن حكومته تؤيد حل الدولتين فى الشرق الأوسط، وذلك فى أعقاب إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المفاجئ عزمه تولى السيطرة على قطاع غزة.
وأضاف ألبانيز فى مؤتمر صحفى "موقف أستراليا هذا الصباح هو نفسه ما كان فى العام الماضى، والحكومة الأسترالية تؤيد حل الدولتين".
وقال المبعوث الأوروبى الخاص للشرق الأوسط سفين كوبمانز إن هناك حل واحد فقط وهو دولتان إسرائيلية وفلسطينية آمنتان تتمتعان بالسيادة. وشدد على أن الأمن الحقيقى لا يأتى إلا من خلال السلام الحقيقى.
كما وصفت منظمة العفو الدولية مقترحات الرئيس الأمربكى دونالد ترامب بشأن قطاع غزة بـ"العبثية"، وشددت على أنها ليست أخلاقية ولا شرعية.
ورفضت المنظمة عدم إنسانية مقترح ترامب والاستيلاء على الأراضى وسخريته من حق الشعوب فى تقرير المصير.
وعلى الجانب الأمريكى قال السناتور الديمقراطى كريس فان هولن، إن اقتراح ترامب بطرد مليونى فلسطينى من غزة والاستيلاء على الملكية بالقوة، إذا لزم الأمر، هو ببساطة تطهير عرقى تحت مسمى آخر، هذا الإعلان من شأنه أن يقوض شركائنا العرب فى المنطقة.. ويجب على الكونجرس أن يقف فى وجه هذا المخطط الخطير والمتهور.
وأكد مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية أن غزة ملك للشعب الفلسطينى، وليس للولايات المتحدة، ودعوة الرئيس ترامب لطرد الفلسطينيين من أرضهم هى دعوة غير مقبولة على الإطلاق.
إذا ما طُرد الشعب الفلسطينى قسرا من غزة، فإن هذه الجريمة ضد الإنسانية من شأنها أن تشعل صراعا واسع النطاق، وتدق المسمار الأخير فى نعش القانون الدولى، وتدمر ما تبقى من صورة أمتنا ومكانتها الدولية.