تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين تشعل غضب المجتمع الدولى.. سياسيون: تتعارض مع القانون الدولى والإنسانى.. والفلسطينيون شعب له أرض وتاريخ وحقوق غير قابلة للتصرف.. وإقامة دولة فلسطينية مستقلة مفتاح الاستقرار
دونالد ترامب الأخيرة حول تهجير الفلسطينيين موجة واسعة من الانتقادات بين الأوساط السياسية، سواء على المستوى العربي أو الدولي، حيث أكد المجتمع الدولي أن تلك التصريحات تتعارض مع القانون الدولي وتعمّق معاناة الشعب الفلسطيني، مؤكدين أنها تعكس انحيازًا واضحًا للاحتلال الإسرائيلي وتجاهلًا للحقوق التاريخية للفلسطينيين.
وفي هذا السياق أكد عدد من السياسيين أن الدولة المصرية ثابتة على موقفها الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني، وكافة محاولات تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدين أن مفتاح استقرار الشرق الأوسط هو تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
الفلسطينيون شعب له أرض وتاريخ وحقوق غير قابلة للتصرف
ومن جانبه قال المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، إن تصريحات الرئيس دونالد ترامب، خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن "نقل سكان غزة" إلى دول أخرى كحل للأزمة الراهنة تعكس رؤية إسرائيلية - أمريكية تتعمد تجاهل القانون الدولي وتشرعن سياسة التهجير القسري، التي لطالما كانت جزءًا من المخططات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، مضيفا: "لا يمكن فصل تصريحات ترامب عن الواقع الميداني في غزة، حيث يواجه السكان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية نتيجة القصف المستمر والحصار الخانق."
وأكد "الجندى"، أنه في ظل الظروف التي يعيشها أهالي قطاع غزة يصبح الحديث عن تهجيرهم إلى دول أخرى محاولة ممنهجة لإجبارهم على الرحيل، وهو ما يصنف قانونيًا كجريمة حرب وفق اتفاقية جنيف الرابعة، التي تحظر النقل القسري للسكان تحت أي ظرف، وهو الأمر الذي قد يعرض دول أخرى لعقوبات وإدانات دولية واسعة حال أعلنت عن خطط مشابهة، لكن عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين، يتم التعامل مع الأمر وكأنه مجرد مقترح سياسي قابل للنقاش، لافتا إلى أن هذه الازدواجية في المعايير تكشف عن خلل جوهري في النظام الدولي، حيث يتم منح إسرائيل استثناءات غير مبررة على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن تصريحات ترامب ونتنياهو ليست مجرد أفكار عشوائية، بل تتماشى مع مشروع سياسي طويل الأمد يسعى إلى تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها، حيث تسعي إسرائيل منذ ١٩٤٨ إلى تغيير الواقع الديموغرافي عبر الطرد والتهجير والاستيطان، وتأتي هذه التصريحات في إطار هذه الاستراتيجية التي تحاول فرض "الحل" بالقوة، لافتا إلى أن تصريحات ترامب وضعت سكان غزة اليوم بين خيارين كلاهما مر، البقاء تحت القصف والتجويع، أو الرحيل إلى المجهول. في المقابل، لا يتم تقديم أي حلول حقيقية تضمن حقوقهم المشروعة، بل يتم الترويج لمخططات تتجاهل أن الفلسطينيين شعب له أرض وتاريخ وحقوق غير قابلة للتصرف.
وشدد النائب حازم الجندي، أن حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي يكمن في إنهاء الاحتلال وتمكين الفلسطينيين من حقوقهم الشرعية، فالقضية ليست مشكلة إنسانية تحتاج إلى "إعادة توطين"، بل هي قضية سياسية تتطلب احترام القانون الدولي ووقف السياسات العدوانية التي تقود المنطقة نحو مزيد من التصعيد والعنف، مطالبا القوى الدولية بالتعامل مع القضية الفلسطينية بفاعلية، معتبرا هذا الصمت الدولي ضوء أخضر لتنفيذ مخطط التهجير.
تصريحات ترامب تكشف الوجه الاستعماري لأمريكا وتعزز وحدة الشعب المصري
وبدوره أكد ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» كشفت عن الوجه الحقيقي للسياسات الأمريكية الاستعمارية، مشددًا على أن إسرائيل ليست سوى انعكاس لأمريكا، بينما يمثل ترامب صورة مجسدة لكليهما.
وأوضح الشهابي أن هذه التصريحات الاستفزازية وحدت الشعب المصري بجميع أطيافه خلف الدولة والقيادة السياسية والقوات المسلحة والشرطة، في مواجهة التحديات والمخططات التي تستهدف المنطقة، مشيرا إلى أن مواقف ترامب الأخيرة، خاصة المتعلقة بقطاع غزة، عززت عزلة الولايات المتحدة عالميًا، إذ قوبلت برفض شديد من أقرب حلفائها في أوروبا الغربية، الذين انتفضوا ضد تصريحاته التي تعكس نوايا استعمارية واضحة.
وأضاف رئيس حزب الجيل أن تصريحات ترامب المتكررة جعلت الشعوب العربية ترى في مصر قيادة قوية وركيزة أساسية للاستقرار في المنطقة، معتبرًا أنها الأمل والسند في مواجهة التحديات الراهنة، مؤكدا أن المطلوب في هذه المرحلة هو موقف عربي موحد وقوي يرفض هذه التصريحات جملة وتفصيلًا، مشددًا على ضرورة اتخاذ إجراءات حازمة لمعاقبة الولايات المتحدة على هذه السياسات، من خلال جميع الأدوات المتاحة.
ودعا الشهابي إلى عقد قمة عربية طارئة لاتخاذ قرارات حاسمة، من بينها تفعيل القرار السابق للقمة العربية بشأن إنشاء "القوات العربية المشتركة"، لتكون الدرع الواقي للأمن القومي العربي، مع التأكيد على أن القضية الفلسطينية ستظل القضية الأولى للعالم العربي.
تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين خرقا للقانون الدولي
كما أكد أحمد منصور نائب رئيس حزب المؤتمر ، أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين من غزة، تمثل خرقًا للقانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، موضحا أن تهجير الفلسطينيين من أراضيهم لا يمكن أن يكون جزءًا من أي حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن موقف مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان دائمًا ثابتًا في رفض التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم.
وتابع نائب رئيس حزب المؤتمر، أن مصر أكدت في أكثر من مناسبة رفضها القاطع لهذه الأفكار، حيث أعلن الرئيس السيسي بشكل واضح أن أمن مصر القومي يتطلب الحفاظ على استقرار المنطقة، وأن الحل العادل للقضية الفلسطينية يجب أن يستند إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار نائب رئيس حزب المؤتمر، إلى أن الدور الريادي الذي تلعبه مصر منذ عقود في دعم القضية الفلسطينية. فقد كانت مصر ولا تزال وسيطًا رئيسيًا في التوصل إلى التهدئات ووقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كما تعمل على تقديم المساعدات الإنسانية والطبية للشعب الفلسطيني، وتحرص على تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال دعم الحوار بين الفصائل.
وأكد أحمد منصور ، أن موقف مصر الراسخ تجاه القضية الفلسطينية يعكس التزامها بالحقوق العربية وحقوق الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن مصر ستستمر في بذل الجهود على كافة الأصعدة لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن حقوق الفلسطينيين ويعيد الاستقرار إلى المنطقة.
وطالب نائب رئيس حزب المؤتمر، المجتمع الدولي برفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو طمس حقوقهم، والعمل بجدية على إعادة إحياء عملية السلام بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية وفقًا للشرعية الدولية.