تحرص الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيس، على قيادة تحرك دولي واسع النطاق من أجل سرعة بدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة، وبدء عملية سياسية قائمة على حل الدولتين بهدف التوصل إلى السلام الدائم، حيث تعتزم التعاون مع مختلف الشركاء الإقليميين والدوليين لإعادة إعمار قطاع غزة، وتحقيق المصلحة الفلسطينية تمهيداً لتوحيد الضفة الغربية وقطاع غزة بما يدعم جهود إنشاء الدولة الفلسطينية، لاسيما في ظل تأكيد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء على وجود الكثير من الأفكار التي يتم العمل عليها بشأن إعادة إعمار غزة ومنع تهجير سكانها.
واعتبر سياسيون أن مصر قيادة وشعبا تتبني القضية الفلسطينية، وترفض بشكل قاطع تصفيتها تحت أي مسمى، ولم يقتصر الأمر على الرفض فقط ولكن تعمل جاهدة لحشد دولي وعربي من أجل البدء في إعادة إعمار القطاع وإجهاض المخططات الصهيونية الهادفة لتصفية القضية بنقل الفلسطينيين.
النائب حازم الجندي: الدبلوماسية المصرية تقف في قلب مواجهة مخطط التهجير
ويقول المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ وعضو الهيئة العليا بحزب الوفد أن القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي ومؤسسات الدولة الوطنية أدركت منذ اللحظة الأولى لتصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر 2023، أن ما يجري على الأرض ليس مجرد جولة جديدة من العنف، بل محاولة ممنهجة لفرض واقع جديد، تكون التهجير القسري أحد أعمدته الأساسية، وهو ما يُفسر حرص مصر على تأكيد موقفها من رفض التهجير القسري لسكان غزة منذ اللحظة الأولى للحرب.
وأضاف "الجندي"، أن التحركات المصرية جاءت من البداية سريعة وحاسمة، لتضع ثقلاً دبلوماسياً حقيقياً في ميزان المعركة، ليس فقط لوقف إطلاق النار، ولكن لإجهاض أي محاولات لإعادة هندسة الجغرافيا والديموغرافيا في القطاع، مشيرا إلى أن التحرك المصري على مستوياته المختلفة يعكس إدراك استراتيجي بأن تهجير الفلسطينيين، سواء إلى سيناء أو خارج الأراضي المحتلة، سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بالكامل، وإلى تداعيات أمنية وسياسية لا يمكن احتوائها بسهولة، لذلك عملت منذ البداية على تكوين تحالف عربي ودولي يكون بمثابة "جدار صد" ضد هذه المخططات.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن التحركات المصرية لم تتوقف عند التصريحات أو البيانات الدبلوماسية، بل تضمنت أيضا لتواصل المكثف مع العواصم الفاعلة، بما في ذلك واشنطن والاتحاد الأوروبي، لوضع حد لأي محاولات لفرض حلول أحادية الجانب، فضلا عن التنسيق العربي الشامل عبر اجتماعات على مستوى القمة والوزراء، لضمان موقف عربي موحد ضد أي محاولات لفرض التهجير كأمر واقع، بالاضافة إلى ذلك تعزيز الدعم الإنساني والإغاثي لغزة، بما يعكس التزامًا حقيقيًا بدعم صمود الفلسطينيين على أرضهم ومنع أي سيناريو يهدف إلى إضعافهم تمهيدًا لاقتلاعهم.
وأوضح "الجندي"، أنه رغم التصاعد في وتيره التصريحات الأمريكية التي تدعم التهجير، لازالت مصر تمارس الضغط لوقف دائم لإطلاق النار، باعتباره الخطوة الأولى نحو تفكيك أي مبررات إسرائيلية لمواصلة العمليات العسكرية التي تصب في خدمة مشروع التهجير، مؤكدا أن إعادة إعمار غزة يمثل خطوة استراتيجية لقطع الطريق أمام مخطط التهجير، فهو الحصن الأول لإجهاض المخططات الصهيونية، قائلا: " دولة مدمرة بالكامل تصبح أكثر عرضة لضغوط النزوح، أما بيئة قابلة للحياة، توفر للناس الحد الأدنى من مقومات البقاء، فإنها تصبح الحصن الأول في مواجهة أي محاولات لاقتلاع السكان."
وشدد النائب حازم الجندي، على أن الرئيس السيسي يضع ملف الإعمار على رأس أولويات الدولة المصرية، ويدفع باتجاه تأمين الموارد اللازمة، سواء عبر الدعم العربي أو الشراكات الدولية، لضمان أن غزة تظل أرضاً لأهلها، وليس مجرد ملف تفاوضي في صفقات سياسية مشبوهة، مثمنا دور الدبلوماسية المصرية التي تقف في قلب المواجهة، مشددا على ضرورة استمرار الضغط الشعبي والإعلامي عربياً ودولياً، لئلا يتحول هذا الفصل الدموي إلى سابقة جديدة في مسار القضية الفلسطينية، حيث يصبح التهجير أمراً يمكن القبول به كأحد "الحلول الممكنة"، وهذا ما لن تسمح به مصر، و كل من يرى في فلسطين قضية عادلة لا يمكن تصفيتها بمشاريع القوة والفرض.
الحرية المصرى: إعمار غزة يبطل الحجج الأمريكية الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين
فيما ثمن حزب الحرية المصري، اعتزام مصر الانخراط بصورة فورية مع الشركاء والأصدقاء في إعادة إعمار غزة دون خروج الفلسطينيين من القطاع، مؤكدا أن هذا القرار يبطل الحجج الواهية التي تحاول تصديرها الإدارة الأمريكية والإسرائيلية عن صعوبة عيش الفلسطينيين أثناء إعمار القطاع، وأن الهدف الحقيقي هو تحقيق طموحات التهجير القسري وتصفية القضية الفلسطينية.
وقال النائب أحمد مهنى، نائب رئيس حزب الحرية المصري والأمين العام وعضو مجلس النواب، إن محاولات التهجير القسري خارقة لجميع القوانين الإنسانية، وأن الشعب الفلسطيني يحتاج إلى العودة إلى دياره بعد الحرب والدمار والقتل الجماعي، خاصة وأن التاريخ أثبت أن هذا الشعب الأبي يفضل الموت على أن يترك أرضه.
وتابع عضو مجلس النواب، أن هذه الضغوط التي تحاول الإدارة الأمريكية فرضها على الشعب المصري والاردني، تقف عائقا أمام تحقيق السلام الشامل بالمنطقة، وقد تؤدي إلى تداعيات كارثية وتهدد وقف إطلاق النار وتعود بنا إلى نقطة الصفر والحرب مجددا.
وتعجب مهنى، من حديث الرئيس ترامب عن السلام وجهوده نحو السلام وهو في مقابل هذا السلام يقتل شعب ويأخذ أرضه فأي سلام هذا الذي يبنى على حقوق الشعوب واراضيهم، فإن كان فعلا يسعى للسلام فعليه التوقف عن هذه التصريحات السخيفة وإكمال اتفاقية وقف إطلاق النار وحل الدولتين وإعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
المؤتمر : حشد مصر لرأي عام دولي يعكس الدبلوماسية المصرية في دعم القضية
ويقول الدكتور السعيد غنيم، النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، إن مصر قيادة وشعبا تتبني القضية الفلسطينية، وترفض بشكل قاطع تصفيتها تحت أي مسمى، ولم يقتصر الأمر على الرفض فقط ولكن تعمل جاهدة لحشد دولي وعربي لرفض التهجير وتصفية القضية.
وأوضح النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، أن الدولة المصرية تعمل على حشد الدعم الدولي لرفض تهجير الفلسطينيين، وذلك من خلال التنسيق مع الدول العربية، والتواصل مع المنظمات الدولية، إضافة للدعم القانوني، حيث تقدم مصر الدعم القانوني للشعب الفلسطيني، وتساعد في دعم حقوقهم القانونية في المحافل الدولية، والتنسيق مع الدول الكبرى لرفض تهجير الفلسطينيين.
وأشار الدكتور السعيد غنيم، النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تحركات مصرية على أعلى مستوى للتأكيد على ثوابت الموقف العربي إزاء القضية الفلسطينية، الرافض لأية إجراءات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، أو تشجيع نقلهم إلى دول أخرى خارج الأراضي الفلسطينية، على ضوء ما تمثله هذه التصورات والأفكار من انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وأكد النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، أن مجرد التلويح بمسألة التهجير تحت أي مسمى يعد تعديًا على الحقوق الفلسطينية وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة وتقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها، وهو ما لم ولن مقبله الدولة المصرية قيادة وشعبا والجميع يقف خلف القيادة السياسية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وحماية الأمن القومي المصري العربي.
برلماني: تراجع ترامب عن مخطط التهجير انتصار جديد لها
فيما يؤكد النائب حسن عمار، عضو مجلس النواب، أن تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تصريحاته بشأن مخطط التهجير القسري، يعد نجاح يحسب للدبلوماسية المصرية والضغط العربى والعالمي لعدم تنفيذ المخطط الأمريكى الإسرائيلى فى قطاع غزة، لاسيما بعدما قال الرئيس الأمريكى إنه لا داعى للعجلة بشأن تنفيذ خطة غزة، كما أنه تراجع عن قراره حول نشر جنود أمريكيين فى القطاع، مؤكدًا أن الضغوط المصرية منذ بداية اندلاع الحرب وحتى هذه اللحظة لن تتوانى في دحض هذا الملف وحماية الحق الفلسطيني في الحفاظ على أراضيه.
وأضاف "عمار"، أن دور مصر في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني تاريخي، فقد دعمت القاهرة القضية الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية لكشف أكاذيب ومزاعم الغرب في تشويه الحقيقة من أجل دعم وتأييد المطامع الاستعمارية للاحتلال الإسرائيلي من أجل التوسع الاستيطاني بالأراضي العربية، مؤكدًا أن الدبلوماسية المصرية خاضت معارك دولية من أجل الدفاع عن حق هذا الشعب، وعدم تصفية القضية وحدوث نكبة جديدة من خلال التأكيد على ضرورة حل الدولتين واتخاذ القرار السلمي عبر تأسيس دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن الدبلوماسية المصرية اتسمت بالمرونة والحكمة والحسم أيضاً، فلقد أعطت المنطقة والعالم أجمع درساً في فنون التفاوض كعادتها في حلحلة الملفات الشائكة، فقد جاء موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي، قاطعاً لدحض مخطط التهجير بعدما أعلن أن تهجير وترحيل الشعب الفلسطيني ظلم لا يمكن أن نشارك فيه وأن حل أزمة الفلسطينيين ليس بإخراجهم من مكانهم بل يكمن في حل الدولتين وإقامة دولة لهم.
وأوضح النائب حسن عمار، أن الرئيس السيسي قدم رؤية شاملة تنسجم مع ثوابت السياسة الخارجية المصرية التي تقوم على السعي لتحقيق السلام العادل والشامل، وتجنب تنفيذ المخططات التي تسعى إلى تهجير الفلسطينيين وجعل الحياة في غزة غير قابلة للاستمرار، لافتاً إلى أن الدور المصري في إتمام اتفاقية وقف إطلاق النار، كشف وبرهن عن أن الموقف الثابت للقاهرة لدعم القضية والعمل على تهدئة الأوضاع السياسية والأمنية بالمنطقة، مع التأكيد على حماية الأمن القومي والحدود المصرية من أية مخططات وأجندات خارجية تنال من الوطن.