سيطرت حالة من الاستياء والغضب على الشارع السياسي المصري، وسط استمرار تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وآخرها التهديد بإنهاء هدنة وقف إطلاق النار في غزة والتلويح بورقة الجحيم مجددا، في إطار حديثه عن إطلاق الرهائن، حيث هدد بإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار حال عدم التزام حماس بإعادة الرهائن ظهر السبت المقبل وذلك في أعقاب تصريحات حماس حول تأجيل الدفعة المقبلة من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها.
وجاء ذلك بالتزامن مع بيان حاسم لوزارة الخارجية المصرية، حيث شددت جمهورية مصر العربية على أن تجاهل الشرعية الدولية في التعاطي مع أزمات المنطقة إنما يهدد بنسف أسس السلام التي بذلت الجهود والتضحيات للحفاظ عليها وتكريسها على مدار عشرات السنين، وتؤكد على اعتزامها الاستمرار في التعاون مع كافة الشركاء الإقليميين والدوليين للتوصل إلى السلام الشامل والعادل في المنطقة، وإقامة دولة فلسطين المستقلة على أرضها وفقا للقانون الدولي على خطوط الرابع من يونيو لعام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشريف، داعية المجتمع الدولي، بمختلف مكوناته الدولية والاقليمية إلى التوحد وراء رؤية سياسية لتسوية القضية الفلسطينية.
النائب أيمن محسب: الرؤية المصرية تستهدف حماية حقوق الشعب الفلسطيني
ويؤكد الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، أن بيان وزارة الخارجية المصرية الذي أكد على حماية حقوق الشعب الفلسطيني وحق تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة، يعكس ثبات الموقف المصري في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في العودة إلى وطنه، مشيرا إلى أن مصر هى القوة الإقليمية الأكثر حرصا على تحقيق السلام القائم على العدل، بعيدًا عن أي حسابات ضيقة أو محاولات لتجاهل الحقائق التاريخية والقانونية.
وقال "محسب"، إن الموقف المصري لا ينطلق من اعتبارات سياسية آنية، بل من التزام راسخ بمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، التي أكدت مرارًا على حقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرف، قائلا : "لقد أثبتت مصر، على مدار عقود، تمسكها بثوابت القضية الفلسطينية رغم التعقيدات المتزايدة التي يشهدها الشرق الأوسط، لكن تظل القضية الفلسطينية حجر الزاوية لأي استقرار حقيقي في المنطقة وفقا للرؤية المصرية."
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي وسياسات القمع والتهجير القسري، والتوسع الاستيطاني غير الشرعي، هو انتهاك صارخ للقوانين الدولية، بل هو أيضا عقبة رئيسية أمام أي محاولات جادة لإحلال السلام بالمنطقة، مؤكدا على أهمية الرؤية المصرية التي تدعو إلى معالجة جوهر الصراع، وليس مجرد احتواء تداعياته، من خلال إلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها والاعتراف بحقوق الفلسطينيين المشروعة.
ولفت النائب أيمن محسب، إلى أن أهم ما يميز الموقف المصري هو أنه لا يقتصر على التصريحات، بل يتجسد عمليا في جهود الوساطة ووقف التصعيد، والدفع نحو حلول سياسية قائمة على التفاوض، بما يضمن حقوق جميع الأطراف، مطالبا المجتمع الدولي بدعم هذه الرؤية الواقعية والعادلة، والضغط على إسرائيل لاحترام القوانين الدولية، مشددا على أن أي تجاهل لهذا المسار سيؤدي إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار، ليس فقط في الشرق الأوسط، بل في العالم أجمع.
النائب حازم الجندي: إسرائيل تحارب الإنسانية..ونرفض تهجير الفلسطينين
فيما يشير المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ عضو الهيئة العليا بحزب الوفد، إلى أن الرؤية المصرية التي أعلنتها وزارة الخارجية في بيانها الأخير، تمثل الحل الواقعي والمتكامل لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بشكل عادل ومستدام، مؤكدا أن الرؤية المصرية تتسق مع القانون الدولي والإنساني علي عكس الطرح الأمريكي الذي يدعم تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، محذرا من أي محاولة لتجاوز حقوق الفلسطينيين أو الالتفاف عليها لن تؤدي إلا إلى مزيد من عدم الاستقرار والصراعات في المنطقة.
وأشار "الجندي"، إلى أن الموقف المصري ثابت على مدار العقود، تجاه دعم القضية الفلسطينية بكل السبل الممكنة، إيمانا بأن تحقيق الأمن والسلام لن يكون ممكنًا إلا من خلال تسوية عادلة، تستند إلى قرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مع ضمان حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وفقًا للقانون الدولي.
وأوضح عضو مجلس الشيوخ، أن إسرائيل لا تزال تمارس سياسات القمع والعدوان، سواء من خلال التوسع الاستيطاني غير الشرعي، أو محاولات تهجير الفلسطينيين، أو فرض سياسة الأمر الواقع بالقوة، وهي ممارسات تتنافى مع كل القوانين والمواثيق الدولية، وتؤدي إلى مزيد من التصعيد الذي يعرقل أي فرصة لتحقيق السلام، مشددا على أن مصر تبذل جهودًا دبلوماسية كبيرة، سواء لوقف التصعيد العسكري أو للدفع نحو مفاوضات تضمن حقوق الفلسطينيين، وهو ما يجعلها الطرف الأكثر مصداقية في هذا الملف.
وشدد "الجندي"، على أن تجاهل إسرائيل للقوانين الدولية واستمرارها في سياساتها العدوانية يجب أن يواجَه بتحرك دولي أكثر حزمًا، داعيًا الأمم المتحدة والقوى الكبرى إلى تحمل مسؤولياتها في إجبار إسرائيل على وقف انتهاكاتها والالتزام بقرارات المجتمع الدولي، مطالبا بموقف عربي موحد تجاه دعم الجهود والرؤية المصرية، والعمل على بناء تحالف دولي داعم لهذه الرؤية لتحقيق مزيد من الضغط على الجانب الإسرائيلي للتراجع عن مخطط التهجير القسري للفلسطينيين.
وأكد النائب حازم الجندي ، على أن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات جادة وملموسة لإنهاء هذا الصراع، وليس مجرد الاكتفاء بإدارة الأزمات دون حلول حقيقية، مؤكدًا أن الرؤية المصرية تمثل الطريق الوحيد القادر على تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، والذي يضمن حقوق الفلسطينيين، ويحقق الاستقرار للجميع.
المستقلين الجدد: تهديد ترامب بإنهاء الهدنة تصعيد خطير يهدد الجهود الدبلوماسية
وقال حزب المستقلين الجدد إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن التهديد بإنهاء الهدنة ووقف إطلاق النار في غزة وتوعد حركة حماس بالجحيم إذا لم تطلق سراح الرهائن قبل يوم السبت تُعد تصعيدًا خطيرًا يهدد الجهود الدبلوماسية المبذولة.
وأكد الدكتور هشام عناني، رئيس الحزب، أن هذا التهديد، إذا كان محاولة للضغط على حماس أثناء التفاوض، فهو أمر مستبعد، لأن إطلاق سراح جميع الرهائن قبل يوم السبت يبدو غير واقعي وغير عملي، إلا إذا كان ترامب يسعى إلى تحميل حماس مسؤولية انهيار الهدنة وفشل المفاوضات.
وأضاف عناني أن إطلاق هذه التصريحات لا يخدم المفاوضات الجارية بشأن المرحلتين الثانية والثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار، بل قد ينسفها وينذر باندلاع الحرب مرة أخرى.
من جانبه، أشار الدكتور حمدي بلاط، نائب رئيس الحزب، إلى أن هذه التصريحات تأتي في سياق طبيعي لتصريحات ترامب السابقة بشأن غزة ورغبته العارمة في الاستيلاء عليها وإنهاء القضية الفلسطينية بالقوة وفرض الأمر الواقع.
وأكد الحزب دعمه للقيادة السياسية في جهودها الرامية إلى تثبيت الهدنة من خلال المساعي الدبلوماسية كخطوة أولى لإعادة الإعمار والمضي قدمًا نحو حل القضية دبلوماسيًا من خلال إجماع عربي وإقليمي ودولي غير مسبوق ضد تصفية القضية الفلسطينية.
نائب ب"الشيوخ": دعم الرؤية المصرية لحل القضية الفلسطينية واجب سياسي وأخلاقي لإرساء السلام العادل
بينما ثمن النائب فرج فتحي فرج ، عضو مجلس الشيوخ، البيان الصادر عن وزارة الخارجية المصرية بشأن رؤية مصر تجاه حل القضية الفلسطينية وحماية حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن البيان يعكس موقفًا واضحًا لا لبس فيه، لا سلام حقيقي دون الاعتراف الكامل بحقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، والعيش على أرضهم بكرامة، وفقًا لمبادئ القانون الدولي.
وقال «فرج»، إنه عند الحديث عن القضية الفلسطينية، فإننا لا نتحدث فقط عن نزاع سياسي، بل عن مأساة إنسانية مستمرة منذ أكثر من سبعين عامًا، نتيجة الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكه المستمر لحقوق الشعب الفلسطيني، وهو ما انطلقت منه الرؤية المصرية، مشيرًا إلى أن الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط لن يتحققا إلا من خلال إنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد عضو مجلس الشيوخ، أي حلول أخرى لا تراعي هذه الحقوق الأساسية، لن تكون سوى محاولات فاشلة لإدارة الصراع بدلاً من حله، مشددا على أن مصر أثبتت عبر تاريخها، أنها الطرف الأكثر قدرة على تحقيق التوازن في التعامل مع هذا الملف الشائك، من خلال جهود الوساطة المستمرة، ومواقفها الحازمة في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين في المحافل الدولية، مشددا على أن دعم مصر لحق العودة للفلسطينيين يُعد تأكيدًا على التزامها بالمبادئ الإنسانية والقانونية التي تحكم القضايا العادلة في العالم.
وشدد النائب فرج فتحي، على أن العالم اليوم أمام اختبار حقيقي، إما أن يتبنى رؤية عادلة تنهي معاناة الفلسطينيين، أو أن يستمر في تجاهل الأسباب الحقيقية للصراع، وهو ما سيؤدي إلى مزيد من التصعيد والعنف وعدم الاستقرار، داعيًا المجتمع الدولي دعم الموقف والرؤية المصرية ليس فقط لأنها ضرورة سياسية، بل هو واجب أخلاقي، يساهم في إرساء السلام الدائم، والاعتراف بالحقوق، وليس الالتفاف حولها.
خبير: تهديدات ترامب خطر على المنطقة ومصر لن تخضع لأي محاولات ابتزاز وستظل
بينما أعرب اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، عن رفضه القاطع لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي هدد فيها بقطع المساعدات عن مصر والأردن في حال رفضهما مقترحات تهجير الفلسطينيين من غزة مؤكدا أن هذه التصريحات تمثل تهديدا خطيرا لاستقرار المنطقة، وتعيق مساعي السلام، وتكشف عن تجاهل تام للتداعيات السياسية والأمنية التي قد تترتب على مثل هذه المقترحات، خاصة في ظل الظروف الإقليمية الحالية التي تشهد توترات متصاعدة.
وأشار فرحات إلى أن الإدارة الأمريكية ما زالت تعتمد على سياسات قديمة تعتمد على استخدام المساعدات كأداة ضغط لتحقيق أهداف سياسية، وهو ما يعكس سوء تقديرها لطبيعة الشعب المصري الذي يتمسك بكرامته الوطنية و يقاوم أي محاولات للضغط عليه مشيرا إلى أن المساعدات الأمريكية ليست منحة مجانية، بل هي التزام قانوني نابع من اتفاقية السلام المصرية - الإسرائيلية، و مصر قد التزمت دائما بجميع تعهداتها الدولية دون أي إخلال ومع ذلك، فإن التاريخ يشهد أن مصر لم ترضخ أبدا لأي محاولات ابتزاز أو ضغط، بل عملت على تعزيز استقلالية قرارها السياسي والاقتصادي وتنويع مصادر تمويلها و تسليحها.
وأكد فرحات أن ربط المساعدات الأمريكية بالقضية الفلسطينية يمثل تحولا خطيرا في السياسة الخارجية الأمريكية، لكنه لن يحقق أهدافه، فمصر لم تخضع لمثل هذه الضغوط من قبل ولن تفعل الآن والشعب المصري وحكومته يضعون كرامة الوطن فوق أي اعتبار مؤكدا أن الحل الدائم للقضية الفلسطينية يجب أن يتم عبر مفاوضات مباشرة وعادلة تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وليس عبر تهجير قسري يزيد من حدة الأزمات الإنسانية والسياسية.
كما لفت فرحات إلى أن تصريحات ترامب المتكررة حول تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن والسعودية تقوض جهود السلام العادل في الشرق الأوسط، الأمر الذي يتطلب موقفا عربيا موحدا لرفض هذه السياسات والدفاع عن القضية الفلسطينية موضحا أن مصر ستظل داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني وستعمل على دفع الجهود الدولية لإيجاد حلول عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية و أي محاولة للضغط على مصر عبر قطع المساعدات لن يغير من موقفها، بل سيزيد من إصرارها على الدفاع عن استقرار المنطقة وحقوق شعوبها، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والضغط من أجل تحقيق سلام دائم وعادل للجميع.
" الحرية المصرى": بيان الخارجية المصرية رسالة للعالم بحق الشعب الفلسطينى فى العودة لوطنه
وفي السياق ذاته اعتبر حزب الحرية المصرى برئاسة الدكتور ممدوح محمد محمود، أن بيان الخارجية المصرية، يجسد بكل قوة ووضوح موقف مصر الثابت والداعم لحقوق الشعب الفلسطينى العادلة والمشروعة، ورسالة للعالم بحق هذا الشعب فى العودة لأرضه وتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشريف.
وقال الدكتور ممدوح محمد محمود رئيس حزب الحرية المصرى، إن هذا الموقف يأتى تعبير لموقف مصر الراسخ بالعدالة الإنسانية وحقوق الشعوب فى تقرير مصيرها، والرفض القاطع لجميع أشكال التهجير القسرى والطوعى الذى يستهدف تفريغ الأرض الفلسطينية من أهلها وتجريد الشعب الفلسطينى من حقوقه التاريخية.
وأضاف الدكتور ممدوح محمود إن دعوة مصر للمجتمع الدولى بمختلف مكوناته الإقليمية والدولية، إلى التوحد من أجل تحقيق تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، وفقا لمبادئ الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، بمثابة نداء إنسانى وسياسى يذكر العالم بمسئولياته الأخلاقية تجاه قضية عادلة ظلت عقودا طويلة تمثل اختبارا لضمير الإنسانية.
وشدد رئيس حزب الحرية المصرى، على أن مواقف مصر الثابتة والراسخة تجاه القضية الفلسطينية تؤكد أنها حصن الأمة واستقرارها وقائدة الجهود الرامية إلى الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينيى وتحقيق السلام العادل والشامل والدائم فى المنطقة.
ودعا رئيس حزب الحرية المصرى، جميع الدول العربية، والمجتمع الدولى إلى دعم الجهود المصرية والعمل بجدية وإخلاص من أجل إنهاء الظلم التاريخى الذى يتعرض له الشعب الفلسطينى وإستعادة حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف، وحقه فى تقرير مصيره على أرضه، والتمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين أجبروا على ترك وطنهم على مدار عقود طويلة.