الخميس، 13 فبراير 2025 03:53 م

فلسطين نبض الأمة العربية وروحها الخالدة.. مرصد الأزهر: المشهد اليوم يضع الأمة الإسلامية أمام اختبار تاريخي ولا مجال للتخاذل والتردد.. ويؤكد: القضية الفلسطينية ليست مجرد صراع على الأرض بل معركة بين النور والظلام

فلسطين نبض الأمة العربية وروحها الخالدة.. مرصد الأزهر: المشهد اليوم يضع الأمة الإسلامية أمام اختبار تاريخي ولا مجال للتخاذل والتردد.. ويؤكد: القضية الفلسطينية ليست مجرد صراع على الأرض بل معركة بين النور والظلام مرصد الأزهر
الخميس، 13 فبراير 2025 10:10 ص
كتب لؤى على
لا تكاد تمر ساعة من ليل أو نهار إلا تواترت إلينا أخبار من هنا وهناك حول مستجدات الأوضاع بـ الأراضي الفلسطينية المحتلة، وما يقوم الكيان المغتصب بحق أهلها، على أمل تفريغ الأرض من سكانها، في محاولة بائسة لتحقيق نبوءات مزعومة لا تستند إلى أي حقيقة تاريخية، معللًا ذلك بمزاعم كاذبة عن حقه في هذه البلاد.
 
واوضح مرصد الازهر لمكافحة التطرف، في تقرير له، أنه في هذا المسعى الملتوي، يقف إلى جانبه عدد من الدول التي تعودت أن تُقسو على الضعفاء، وأن تسرق ثروات الشعوب وتنهب مواردها، تاركةً وراءها آثارًا من الظلم والاضطهاد. 
 
فلسطين ليست مجرد بقعة على خارطة الجغرافيا، بل هي نبض الأمة العربية وروحها الخالدة، جزء لا يتجزأ من هويتها ووجدانها، وهي الامتداد الطبيعي لنسيجنا الثقافي والتاريخي، وحُرمتها امتدادٌ لحُرمة أوطاننا.
 
فكل اعتداء عليها هو طعنة في خاصرة الأمة، وكل ظلم يمارس ضدها هو انتهاك صارخ للعدل والحق، لا يمس أهلها فحسب، بل يجرح كرامة كل عربي يؤمن بأن الأرض عرض، وأن الوطن لا يُباع ولا يُساوَم عليه.
 
وفلسطين مهد الحضارات وجسر الثقافات، لم تكن يومًا مجرد أرض محتلة، بل كانت وما زالت جزءًا أصيلًا من التراث الإنساني والحضارة العربية العريقة. الدفاع عنها ليس مجرد صراع على رقعة من الأرض، بل هو معركة وجود ضد محاولات الطمس والتزييف، ضد محاولات اقتلاع الجذور وتبديل الهوية. إنها قضية أمة بأسرها، تدافع عن حقها في البقاء، عن تاريخها الممتد في حجارة القدس العتيقة وأزقتها الضاربة في أعماق الزمن.
 
هي القلب النابض للأمة العربية، وحجر الزاوية في أمنها واستقرارها. أي زعزعة في أرضها تعصف بالمنطقة بأسرها، وأي تهاون في حقها يفتح الأبواب أمام مزيد من التعدي والاستبداد.
 
فكما كان احتلالها نذير شؤم على العرب، فإن تحريرها هو مفتاح نهضتهم ووحدتهم؛ فالقدس أو غزة أو غيرها من أراضي فلسطين المحتلة، لم تكن يومًا مسألة تخص الفلسطينيين وحدهم، بل كانت وما زالت قضية العرب الأولى، عنوان كرامتهم وشرفهم. القضية الفلسطينية ليست مجرد صراع على الأرض، بل هي معركة بين النور والظلام، بين الحرية والاستعباد، بين حق ثابت وباطل زائل لا محالة. موقفنا منها ليس موقفًا سياسيًّا عابرًا، بل هو التزام أخلاقي، وشهادة على انتمائنا لقيم العدل والكرامة، ورفض لكل أشكال الاحتلال والاستبداد.
 
إنها ليست مجرد قضية وطن محتل، بل اختبار لإنسانيتنا، وامتحانٌ لمبادئنا، فإما أن نكون مع فلسطين، أو أن نقف في صف الطغيان دون أن نشعر. لم تعد فلسطين مجرد قضية شعب محاصر، بل أصبحت راية عالمية للنضال والحرية، وأيقونة لكل من يؤمن بأن العدل لا يُستجدى، بل يُنتزع انتزاعًا. مَن ناصر فلسطين فقد ناصر الحق، ومَن خذلها فقد خذل العدالة ذاتها.
 
إنها الامتحان الذي يكشف معادن الرجال، والميزان الذي يزن المواقف، فإما أن تكون نصيرًا للحق، أو شريكًا في الظلم. في معاناة شعبها حكاية صمود لا تنتهي، حكاية شعب واجه اللجوء والتشريد، والحصار والاضطهاد، لكنه ظل متمسكًا بأمل لا ينكسر، بحلم لا يموت.
 
ورغم شراسة القيد وقسوة الغاصب، لا يزال الفلسطيني يحمل آمال الأمة فوق كتفيه، لا يزال يرفع راية الكفاح في وجه الظلم والطغيان. ومهما حاول العالم طمس مأساتهم، تظل قضيتهم شاهدة على الضمير الإنساني، تلهب كل قلب حر، وتؤكد أن نصرتهم ليست اختيارًا، بل واجب لا يغتفر التخاذل عنه.
 
إن محاولة الكيان الصهيوني-بمساعدة دول كبرى- إجبار فلسطينيي غزة على مغادرة القطاع والضغط على دول الجوار للقبول بالأمر بحجة إعادة إعمار القطاع، ما هو إلا فخ وحيلة تهدف لتحقيق ما لم يستطع الكيان تحقيقه بالحرب والقتال.
 
وفي هذا الإطار لا بد من الإشادة بموقف الدولة المصرية وفطنتها لهذا المخطط وإعلانها صراحة أن هذا ظلم لن تشارك فيه مصر؛ فما حدث في عام 1948 لن يتكرر الآن بصورة أو بأخرى، إن المشهد اليوم يضع الأمة العربية والإسلامية أمام اختبار تاريخي، حيث لا مجال للتخاذل أو التردد.
 
فرياح الأحداث تعصف بالمنطقة، وتضعها على مفترق طرق خطير، ومن لا يتشبث بجذوره وثوابته ستحمله العواصف إلى حيث لا يريد. أمام صلف الاحتلال ومخططاته، وأمام تواطؤ القوى الاستعمارية، لا بد من وحدة الصف، فالانقسام ضعف، والتخاذل خذلان للتاريخ قبل أن يكون خذلانًا لفلسطين. إنها لحظة فاصلة، إما أن نكون سدًّا منيعًا أمام الأطماع، أو أن نتيه في متاهات التنازلات، فتكون فلسطين فاتحة الانكسار، وتكون الأمة كلها الخاسر الأكبر.

الأكثر قراءة



print