مصر عازمة على الاستمرار فى تنفيذ رؤيتها السياسية نحو قطاع غزة والقضية الفلسطينية، وذلك من خلال بذل جهود لاستمرار الهدنة فى القطاع وبدء إعادة الإعمار وإحباط كافة مخططات التهجير القسري للفلسطينيين، وهو ما ظهر من تحركاتها الحثيثة خلال الأيام الماضية على كافة المحاور.
ففى الوقت الذى كان فيه المسئولون عن ملف المفاوضات بين حماس واسرائيل يعملون على إزالة العقبات التى كادت أن تهوى بوقف إطلاق النار، كانت هناك دبلوماسية مصرية رصينة تنسق وترتب تضامن عربي وإقليمى فى وجه مخططات التهجير القسرى.
ويبدوا أن الجهود المصرية بدأت تؤتى ثمارها من خلال أبناء عن انفراجة فى إزالة العقبات أمام استمرار وقف إطلاق النار، حيث أفاد إعلام إسرائيلي نقلا عن مصادر رسمية، التزامها باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد تلقى إشارات إيجابية عن التزام حماس بالصفقة.
وبالتزامن مع ذلك اصطفت معدات ثقيلة و"لودرات" اللازمة لبدء الإعمار ووكذلك شاحنات محملة بالكرافانات على الجانب المصري من معبر رفح، في انتظار السماح بدخولها إلى قطاع غزة، ضمن جهود دعم وإعادة إعمار المناطق المتضررة.
وتضم القافلة لوادر حديثة وكرافانات مجهزة، تحمل علم مصر وشارة اللجنة المصرية القطرية، تأكيدًا على التعاون المشترك فى جهود الإغاثة وإعادة البناء، ويأتي ذلك في إطار استمرار الجهود المصرية لدعم الشعب الفلسطينى، من خلال إرسال المساعدات والمعدات اللازمة لإعادة تأهيل البنية التحتية والمساهمة فى تحسين الأوضاع الإنسانية داخل القطاع.
وأفاد مصدران فلسطينيان مطلعان على المفاوضات المتعلقة بإنقاذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحصول تقدم قد يؤدي إلى تنفيذ عملية تبادل جديدة لرهائن إسرائيليين ومعتقلين فلسطينيين السبت، كما هو مخطط، ووفقا لفرانس برس، أوضح مصدر أن "الوسطاء أجروا مباحثات مكثفة، وتم الحصول على تعهد إسرائيلي مبدئي بتنفيذ بنود البروتوكول الإنساني، بدءاً من صباح اليوم" الخميس مضيفاً "ننتظر تأكيداً من الوسطاء بموافقة إسرائيل للبدء الفعلي بإدخال الكرفانات والخيام والوقود والمعدات الثقيلة والأدوية وكل ما يتعلق بالبروتوكول الإنساني"، وأفاد مصدر آخر بأن حماس أكدت للمسؤولين المصريين التزامها الاتفاق وتنفيذ الدفعة السادسة من تبادل الأسرى في موعدها السبت فور التزام إسرائيل".
ونقلت قناة العربية عن مصادر مصرية أن جهود الوساطة نجحت حتى الآن في إزالة العقبات أمام تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مما أتاح بدء دخول البيوت المتنقلة والخيام والمواد الغذائية والوقود إلى المناطق المتضررة.
ومن المقرر أن يتم يوم السبت تنفيذ المرحلة المتعلقة بعملية تبادل الأسرى، كما كان مخططًا لها، في إطار التفاهمات التي تم التوصل إليها مسبقًا.
وكان وفد من حركة حماس برئاسة د. خليل الحية رئيس حركة حماس في غزة رئيس الوفد المفاوض، أجرى مباحثات مع الوسطاء لبحث مجريات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، خاصة في أعقاب الخروقات الإسرائيلية المتتالية، حيث عقد اجتماعاً في القاهرة، كما أجرى مباحثات هاتفية مع المسئولين فى قطر.
وعقد وفد الحركة اجتماعات وأجرى اتصالات مع مسؤولي ملف المفاوضات في مصر وقطر، وكذلك مع فرق العمل الفنية للإخوة الوسطاء والتي تتابع تنفيذ الاتفاق بكل جوانبه.
وقد تركز البحث خلال جميع اللقاءات والاتصالات على ضرورة الالتزام بتطبيق بنود الاتفاق كافة، خاصة ما يتعلق بتأمين إيواء شعبنا وإدخال بشكل عاجل البيوت الجاهزة "الكرفانات" والخيام والمعدات الثقيلة والمستلزمات الطبية والوقود واستمرار تدفق الإغاثة وكل ما نص عليه الاتفاق.
وقد سادت المباحثات روح إيجابية، وقد أكد الوسطاء في مصر وقطر متابعة كل ذلك لإزالة العقبات وسد الثغرات، وعليه تؤكد حماس الاستمرار في موقفها بتطبيق الاتفاق وفق ما تم التوقيع عليه بما في ذلك تبادل الأسرى وفق الجدول الزمني المحدد.