الجمعة، 21 فبراير 2025 12:05 م

هل خان ترامب "الأوكران"؟.. تحولات في دعم الحلفاء والحرب في كييف.. الرئيس الأمريكي يعلن اتفاقه مع بوتين على بدء مفاوضات إنهاء الحرب.. وزير دفاعه: الدفع نحو السلام ليس خيانة لكييف

هل خان ترامب "الأوكران"؟.. تحولات في دعم الحلفاء والحرب في كييف.. الرئيس الأمريكي يعلن اتفاقه مع بوتين على بدء مفاوضات إنهاء الحرب.. وزير دفاعه: الدفع نحو السلام ليس خيانة لكييف الحرب في أوكرانيا
الجمعة، 14 فبراير 2025 06:00 م

أثار إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب اتفاقه مع الرئيس الروسى من أجل إنهاء الحرب والبدء فى السلام، أصداءً واسعة، حيث قالت وكالة أسوشيتدبرس إن ترامب قد قلب ثلاث سنوات من السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا بعد أن قال إنه اتفق مع الرئيس الروسى على بدء مفاوضات لإنهاء الحرب بعد اتفاق تبادل سجناء مفاجئ.

 

وقال ترامب إنه أمضى أكثر من ساعة على الهاتف مع بوتين، ويعتقد أنهم فى طريقهم للحصول على السلام. وأشار إلى أنه تحدث لاحقا مع رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكى، لكنه لم يقطع التزاما بشأن ما إذا كانت أوكرانيا ستكون شريكا مستاويا فى المفاوضات الأمريكية مع روسيا.

 

ورأت الوكالة أن حديث ترامب مع بوتين ربما بعث بإشارة دراماتيكية أن واشنطن وموسكو ستعملان من أجل التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال فى أوكرانيا بالالتفاف حول حكومة كييف. وأضافت أن القيام بهذا يمثل اختلافا عن موقف إدارة بايدن التى أصرت على أن أوكرانيا ستكون شريكا كاملا فى أى قرار يتم اتخاذه.

 

وعندما سُئل ترامب تحديدًا عن كون أوكرانيا عضوًا متساويًا في عملية السلام، أجاب: "سؤال مثير للاهتمام. أعتقد أنه يتعين عليهم تحقيق السلام".

 

وفى ضربة أخرى لتطلعات أوكرانيا نحو الغرب، قال ترامب في وقت لاحق عن عضوية كييف فى الناتو: "لا أعتقد أن من العملي أن نحظى بها، شخصيًا".

 

من جانبها، قالت شبكة CNN إن الصاعقتين الجيوسياسيتين اللتين حدثتا يوم الأربعاء سوف تحولان العلاقات عبر الاطلنطى، ورات أن مكالمة ترامب مع بوتين كانت بمثابة "إخراج من الثلج" للرئيس الروسى، حيث وضع الزعيمان خططا لإنهاء الحرب فى أوكرانيا واتفقا على تبادل الزيارات الرئاسية.

 

فى حين كانت الصاعقة الثانية على لسان وزير الدفاع الأمريكى بيت هيجسيث الذى قام بزيارة بوركسل وأخبر حلفاء واشنطن الأوروبيين بأن يتولوا ملكية الأمن التقليدى فى القارة.

 

وتقول "سى إن إن" إن هذا التطور يسلط الضوء على أيديولوجية ترامب "أمريكا أولا" وميله إلى رؤية كل قضية أو تحالف بقيمة مادية. كما أنها تسلط الضوء على تحرره من مستشارى المؤسسة الغارقين فى لغز السياسة الخارجية للغرب، والذين يعتقد ترامب أنهم أحبطوا ولايته الأولى.

 

وذهبت الشبكة إلى القول بأنه على الرغم من أن هيجسيث أعاد تأكيد الالتزام بالناتو، إلا أن شيئا أساسيا قد تغير.

 

فرغم أن تدخلات أمريكا ساعدت على الفوز فى حربين عالميتين بدأتا فى أوروبا، وبعد ذلك ضمنت حرية القارة فى مواجهة السوفيت. إلا أن ترامب قال خلال حملته الإنتخابية إنه ربما لن يدافع عن دول الناتو لو لم يستثمروا ما يكفى فى الدفاع. وبهذا، أعاد إحياء نقطة دائمة طرحها وينستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا، فى عام  1940، بشأن موعد تقدم "العالم الجديد بكل قوته وسلطته لإنقاذ وتحرير القديم".

 

وتشير سى إن إن إلى أن ترامب يعود إلى المنطق الذى استخدمه العديد من الرؤساء القلقين من التدخلات الخارجية منذ بداية الجمهورية الأمريكية، وقال يوم الأربعاء: لدينا شيء صغير يفصل بيننا يسمى محيط.

 

وفيما يتعلق بأوكرانيا، قالت سى إن إن، إن يوم الأربعاء كان اليوم الأفضل لبوتين منذ بداية الحرب، لأنه قضى على العديد من طموحات أوكرانيا. وزعم هيجسيث، الذى قال إن أوكرانيا لن تستطيع استعادة الأراضى، أنه كان ببساطة يوزع الواقعية، وهو محق في ذلك. فلم يعتقد أحد في الولايات المتحدة أو أوروبا أن عقارب الساعة يمكن أن تعود إلى عام 2014. ولم تتمكن أوكرانيا من استعادة أراضيها في ساحة المعركة على الرغم من مليارات الدولارات من المساعدات الغربية.

 

 

بدوره، دافع وزير الدفاع الأمريكى بيت هيجسيث عن جهود السلام بين روسيا وأوكرانيا، بعد الاتصال الهاتفى بين ترامب وبوتين أمس الأربعاء، وقال إن دفع السلام ليس خيانة لأوكرانيا، وأن "العدوان الروسى كان إعادة ضبط المصنع لحلف الناتو".

 

وجاءت تصريحات هيجسيث، بحسب ما ذكرت صحيفة الجارديان، قبل اجتماع وزراء دفاع حلف الناتو اليوم فى بروكسل.

 

وتابع هيجسيث قائلا إن العدوان الروسى كان إعادة ضبط المصنع للناتو ولحظة إداراك أن هذا التحالف بحاجة إلى أن يكون قويا وحقيقيا. ولهذا السبب دعا ترامب إلى زيادة إنفاق الدفاع على نطاف واسع لحلف الناتو وللدول الأوروبية أن تدرك أن هذا يشكل تهديدا عاجلا وحقيقيا للقارة، وأن هذا العدوان يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار.

 

وأكد هيجسيث أيضا أن الوقف فى وجه العدوان الروسى مسئولية أوروبية مهمة.

 

وأشاد وزير الدفاع الأمريكى برئيسه ترامب، ووصفه بأنه أفضل مفاوض فى الكوكب لإحضار الجانبين إلى طاولة المفاوضات سعيا إلى السلام.

 

ورد هيجسيث على أحد الصحفيين الذى قال له أن الدفع نحو السلام والأحداث مع بوتين يمكن أن ترقى إلى أن تكون خيانة لأوكرانيا، وقال له: هذه لغتك، ليس لغتى، وهذا بالتأكيد ليس خيانة. وأضاف: ليس هناك خيانة. هناك جزء من أمر أكبر يجب أن يتم بسلامة وبالتفاوض عليه.

 

من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن المحادثة بين ترامب وبوتين تناولت الكثير من القضايا، بما في ذلك الشرق الأوسط وإيران، لكن أوكرانيا كانت المحور الرئيسي.

 

وقال بيسكوف إن ترامب دعا إلى وقف سريع للأعمال العدائية والتوصل إلى تسوية سلمية، وأن "الرئيس بوتين، بدوره، أكد على الحاجة إلى إزالة الأسباب الجذرية للصراع واتفق مع ترامب على أنه يمكن التوصل إلى تسوية طويلة الأجل من خلال محادثات السلام".

 

 

وفى سياق آخر، فإن تقريرا سنويا عن الوضع العسكرى فى العالم وجد أن روسيا كانت أكثر قدرة من أوكرانيا على تحمل الخسائر الثقيلة للحرب، بفضل مخزونها من الأسلحة التى تعود إلى الحرب الباردة وتعداد سكانها الأكبر، فى الوقت الذى فشل فيه الغرب فى تزويد أوكرانيا بالمساعدة المطلوبة لشن هجوم مضاد.

 

وذكر التقرير الصادر عن المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية، الأربعاء، إنه فى حين خسرت روسيا 1400 دبابة العام الماضى، وقتل وأصيب ما يقدر بـ 800 ألف جندى منذ بداية الحرب قبل ثلاث سنوات، فإن موسكو كانت قادرة على الحفاظ على قوة قواتها. ولم يكن الأمر كذلك بالنسبة لأوكرانيا التى عانت من نقص حاد فى أفراد الجيش، وإن لم تكن هناك أرقام ذات مصداقية حول هذه الخسائر بسبب ما وصفه التقرير بطبيعتها السياسية الحساسة.

 

وقال المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية إن التعهدات الغربية بالإمدادات العسكرية لم تكن كافية لتمكين أوكرانيا من شن هجوم مضاد مستدام، وفى حين أثببت كييف قدرتها على "مقاومة الغزو الروسى" جوا وبرا، إلا أنها وجدت صعوبة فى حشد ما يكفى من القوات لتعويض الخسائر.

 

 

 

 

 


print