أعطت واشنطن الضوء الأخضر لدولة الاحتلال القاء قواتها في جنوب لبنان بما يخالف بنود اتفاق وقف إطلاق النار التى نصت على انسحاب جميع القوات الإسرائيلية بعد انقضاء شهرين من موعد إعلان الهدنة فى ال27 من نوفمبر الماضى، وبالتالى كان يجب سحب القوات الإسرائيلية بنهاية يناير الماضى ، وهو ما لم يحدث حيث طلبت إسرائيل تمديد المهلة حتى الـ 18 من فبراير وهى ما وافقت عليه السلطات اللبنانية شريطة الالتزام بالموعد المحدد.
تتمادى إسرائيل فى تلكؤها لتؤكد سوء النوايا ؛ فقد حصل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو على الضوء الأخضر خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضى فى البيت الأبيض ؛ لتمديد بقاء قوات الاحتلال فى الجنوب اللبناني ؛ ما فسره مراقبون لبنانيون بأنه تعزيز للمؤشرات التى تشير إلى عدم التزام إسرائيل بالانسحاب من لبنان ونيتها البقاء فى عدد من المواقع المخطط لها مسبقًا منذ توقيع اتفاق وقف اطلاق النار.
تزامن كل ذلك مع رصد تحركات الجيش الإسرائيلى لبناء خمسة مواقع عسكرية له فى الجنوب، وفق مواقع عسكرية وتأسيسًا على الدعم الأمريكي المطلق شرع الجيش الإسرائيلي فى بناء 5 مواقع عسكرية جديدة في لبنان ولا ينوي الانسحاب منها. وفق ما أوردت هيئة البث الإسرائيلية.
كما أنشأت قوات العدو مركزاً عسكرياً يضم غرفا محاطة ببلوكات إسمنتية قرب موقع اليونيفيل على طريق مركبا - حولا.
وذكرت هيئة البث نقلاً عن مسؤولين، أن الولايات المتحدة وافقت على بقاء جيش الاحتلال الإسرائيلي في مواقع داخل لبنان بعد التاريخ المتفق عليه لإنسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان والمحدد يوم 18 فبر الجاري.
لبنان يرفض
وبالنسبة للموقف اللبناني من بقاء القوات الإسرائيلية فى الجنوب، فقد أكدت الرئاسة اللبنانية في بيان لها، أنه لا صحة لما بُث عن اتفاق بين لبنان وإسرائيل على تمديد وقف إطلاق النار لما بعد عيد الفطر.
مؤكدة رفض لبنان لهذا المقترح وإصراره على الالتزام ببنود الاتفاق ، مطالبًا الدول الراعية له بالاضطلاع بمسؤوليتها فى هذا الصدد.
ومن جانبه، طالب رئيس لبنان العماد جوزيق عون دول الاتحاد الأوروبي بممارسة الضغط على إسرائيل لاستكمال انسحابها من جنوب لبنان فى الموعد المحدد، مشيراً إلى أن لبنان متمسك بحقه في استعادة كامل أراضيه وفق القرارات الدولية؛ محذراً من تداعيات أي مماطلة في تنفيذ هذه الخطوة.
مزاعم إسرائيلية!
وعلى صعيد متصل، زعم المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن فيلق القدس الإيراني وحزب الله استغلا على مدار الأسابيع الأخيرة مطار بيروت الدولي من خلال رحلات مدنية وذلك في محاولة لتهريب أموال مخصصة لتسلح حزب الله بهدف تنفيذ اعتداءات ضد إسرائيل".
تابع: "يبقى جيش الاسرائيلي على تواصل مع آلية المراقبة لتطبيق وقف إطلاق النار وينقل معلومات معينة بشكل متواصل لاحباط أعمال النقل هذه. رغم الجهود المبذولة تشير تقديراتنا إلى نجاح بعض من محاولات تهريب الأموال هذه؛ مضيفًا أن الجيش الإسرائيلى لن يسمح بتسلح حزب الله ".
ميدانيًا
وعلى الصعيد الميدانى ، يستمر جيش الاحتلال فى خرق اتفاق وقف اطلاق النار ؛ وفى هذا السياق أثار خرق طائرة إسرائيلية لجدار الصوت فوق العاصمة اللبنانية بيروت، مساء أمس الأربعاء، هلعاً وخوفاً في صفوف المواطنين باعتبار أن هذا الأمر لم يحصل منذ وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.
كما نفذ العدو الإسرائيلي، سلسلة تفجيرات في عدد من بلدات جنوب لبنان؛ وشملت التفجيرات بلدات كفركلا، يارون وميس الجبل.