تصاعد التوتر بين واشنطن وكييف بعد النتائج الإيجابية التي خرج بها اجتماع الرياض بين وزير خارجية أمريكا وروسيا، والذى توافق فيه الطرفان على الترتيب لعقد قمة على مستوى الرئاسة بين أمريكا وروسيا، الاجتماع الذى تم دون دعوة أوكرانيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
واتبع ترامب نتائج الاجتماع بتصريحات منتقده للرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكى، والتي أكد فيها إنه أصبح أكثر "ثقة" بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع موسكو لوقف الحرب في أوكرانيا، وانتقد بشدة زيلينسكي، مشيرا إلى "احتمال" أن يلتقي نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، قبل نهاية الشهر الحالي.
يأتي هذا في الوقت الذى وصل فيه موفد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأوكرانيا، كيث كيلوغ، الأربعاء، إلى كييف في أول زيارة له لأوكرانيا، غداة محادثات روسية أمريكية جرت في السعودية واتفق خلالها الطرفيين على إنهاء الحرب في أوكرانيا.
ووفقا للتلفزيون العام الأوكراني، وصل كيلوغ في قطار من بولندا قبل الظهر وكانت في استقباله في المحطة السفيرة الأمريكية، بريدجت برينك، ومن المقرر أن يلتقي كيلوغ في كييف مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.
واستبق زيلينسكى الزيارة بالرد على تصريحات الرئيس الأمريكي حول ضرورة أن يترك الرئيس الأوكرانى الحكم، قائلا :" لا يمكن استبدالى"، وقال زيلينسكي في منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي إنه إذا كان هناك من يريد "استبدالي فذلك لن ينجح الآن"، متهما الولايات المتحدة بمساعدة بوتين على إنهاء عزلته.
وأضاف: "يجب ألا ننسى أبدا أن روسيا يديرها مصابون بالكذب المرضي ولا يمكن الوثوق بهم ويجب ممارسة ضغوط عليهم".
وكان الرئيس دونالد ترامب قد أعلن أن المحادثات مع موسكو كانت "جيدة جدا" محملا الرئيس الأوكراني مسؤولية اندلاع الحرب مع روسيا في فبراير 2022، واعتبر أن أوكرانيا "تتحمل مسؤولية الغزو الروسي الشامل"، الذي وقع قبل نحو ثلاث سنوات. كما أشار ترامب إلى ضرورة إجراء انتخابات في أوكرانيا، وهو مطلب طالبت به روسيا أيضا.
وقال: "هذا ليس أمرا روسيا فقط. هذا شيء أطالب به أنا والعديد من الدول الأخرى أيضا"، وأدلى ترامب بهذه التصريحات في الوقت الذي كان فيه وزيرا خارجية الولايات المتحدة وروسيا يجريان محادثات في الرياض حول تحسين العلاقات وإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وردا على الانتقادات الأوكرانية بشأن عدم دعوتها إلى الاجتماع، قال ترامب: "حسنا، أنتم هناك منذ 3 سنوات. لم يكن عليكم أن تبدأوا هذا الأمر. كان بإمكانكم التوصل إلى اتفاق"، وقال الرئيس الأمريكي إنّه أصبح أكثر "ثقة" بإمكانية التوصّل إلى اتّفاق مع موسكو لوقف الحرب في أوكرانيا، مشيرا إلى "احتمال" أن يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل نهاية الشهر الجاري.
وخلال مؤتمر صحافي عقده في منتجع مارالاغو الخاص به بولاية فلوريدا، قال ترامب إنّ محادثات الرياض كانت "جيّدة جدا". وأضاف "روسيا تريد أن تفعل شيئا. إنهم يريدون وضع حدّ للهمجية الوحشية". وقال ترامب " اعتقد أن لدي القوة لإنهاء هذه الحرب ".
وأجرى ترامب الأسبوع الماضي اتصالا هاتفيا ببوتين لبحث سبل وقف الحرب في أوكرانيا، في مبادرة أحدثت صدمة في أوروبا وأثارت هلع أوكرانيا، واستغلّ ترامب مؤتمره الصحفي لانتقاد زيلينسكي الذي ندّد بتغييب بلاده عن محادثات الرياض رغم أنّها محور هذه المحادثات.
وردا على قول زيلينسكي إنّ الأمريكيين والروس أجروا في الرياض محادثات "حول أوكرانيا بدون أوكرانيا"، قال الرئيس الأمريكي "أنا أشعر بخيبة أمل كبيرة" بسبب هذا التصريح. وأضاف "لقد سمعتُ أنهم (الأوكرانيين) انزعجوا لأنهم لم يحصلوا على مقعد (إلى طاولة المحادثات)، رغم أنّه كان لديهم مقعد مدى ثلاث سنوات وقبل ذلك بأمد طويل".
وما هي إلا دقائق حتى كرّر ترامب انتقاده لزيلينسكي وقال "لقد سمعتُ اليوم 'لم تتمّ دعوتنا'. حسنا، لقد كنتم هناك لمدة ثلاث سنوات. كان بإمكانكم التوصل إلى اتفاق. كان يجب أن تنهوها قبل ثلاث سنوات. كان يجب ألا تبدأوها أبدا"، في إشارة إلى الحرب التي بدأت بغزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022.
كما اتّهم ترامب أوكرانيا باختلاس قسم من المساعدات التي قدّمتها لها بلاده منذ بدء الحرب. وقال إنّ "الرئيس زيلينسكي أبلغني الأسبوع الماضي أنّه لا يعرف أين ذهب نصف الأموال التي قدّمناها لهم"، قبل أن ينتقد عدم إجراء انتخابات في أوكرانيا منذ الغزو الروسي.
وردّا على سؤال عمّا إذا كانت واشنطن تؤيّد إرغام كييف على تنظيم انتخابات، كما تطالب بذلك روسيا على الأرجح، قال الرئيس الأمريكي "لدينا وضع لم تجر فيه انتخابات في أوكرانيا، وحيث لدينا أحكام عرفية بالدرجة الأولى وحيث رئيس أوكرانيا - يؤسفني أن أقول هذا - لديه نسبة تأييد شعبي تبلغ 4%". وأضاف أن أوكرانيا يجب أن تجري انتخابات، مشيرا إلى أن "هذا ليس شيئا يخص روسيا، إنه شيء نابع مني ومن العديد من البلدان الأخرى أيضا".
وبشأن ما إذا كان يدعم فكرة إرسال قوات حفظ سلام أوروبية إلى أوكرانيا، قال ترامب "إذا أرادوا القيام بذلك، فهذا رائع. أنا أؤيد ذلك بالكامل"، مؤكدا أنّ بلاده ليست مضطرة لإرسال جنود "إلى هناك، لأنّنا، كما تعلمون، بعيدون جدا".
كما دعا ترامب إلى "إعادة التوازن" بين أوروبا والولايات المتّحدة في المساعدات التي تقدّمها كلّ منهما إلى أوكرانيا. وقال "لقد أعطيناهم على ما أعتقد 350 مليار دولار، إنه مبلغ كبير وعلينا أن نعيد التوازن مع أوروبا، لأنّ أوروبا أعطت مبلغا أقل بكثير من ذلك".