في تحقيق رسمي، أقر الجيش الإسرائيلي بإخفاقاته فى الفترة التى سبقت عملية طوفان الأقصى التى شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية فى 7 أكتوبر 2023، وسلط التقرير الذي صدر مساء الخميس الضوء على ثغرات فى جمع المعلومات الاستخباراتية، والافتراضات الخاطئة حول حماس، والإخفاقات "المنهجية" في استعدادات قوات الدفاع الإسرائيلية واستجابتها.
وقال التقرير المكون من 19 صفحة والذى أصدره جيش الدفاع الإسرائيلي إن هناك ثغرات فى فهم الاستخبارات للأهداف الاستراتيجية لحماس وعمليات صنع القرار والخطط العملياتية التي ساهمت في فشلها في وقف الهجوم الذي اطلقت عليه "أكبر هجوم في تاريخ إسرائيل"، وأضاف أنه رغم وجود معلومات ذات صلة بالهجوم إلا أن مجتمع الاستخبارات الإسرائيلى فشل فى إدراك تخطيط حماس للهجوم الواسع النطاق.
وتابع التقرير إنه منذ وقت مبكر من عام 2016، بدأت حماس في الاستعداد لـ"هجوم واسع النطاق" يهدف إلى خرق حدود غزة، و"احتلال الأراضى الإسرائيلية"، والتسبب فى خسائر بشرية كبيرة وحدد التقرير عدة حالات حيث تم تفسير مؤشرات الاستخبارات، مثل تدريبات حماس والخطط العملياتية، بشكل خاطئ أو رفضها باعتبارها غير واقعية، وأضاف إن هذه المؤشرات، لو تم تحليلها بشكل صحيح، لكانت كشفت عن نوايا حماس.
وقال التقرير الذي نشرته شبكة سي ان ان، إن حماس خلقت عمدا "تصورا زائف بالسعى إلى الهدوء"، فى حين تسارعت فى بناء قوتها العسكرية، مضيفا أنه بحلول مايو 2023، قررت تنفيذ الهجوم
من جانبه، اعترف الجيش الإسرائيلي أن قوات دفاعه فوجئت بالهجوم المباغت من حجمه وكثافته وتعرضت فرقه فى غزة المسؤولة عن الحدود للاجتياح "خلال ساعات قليلة ما أدى لانهيار القيادة والسيطرة.
وخلص التحقيق إلى أن استجابة قوات الدفاع الإسرائيلية أعاقتها الافتقار إلى "الوعي بالموقف"، وتأخر تعبئة القوات، وعدم كفاية نشر الفرق والقوة النارية، وأضاف التحقيق أن مستويات استعداد قوات الدفاع الإسرائيلية كانت "غير كافية" لحجم الهجوم.
وتناول رئيس الأركان الإسرائيلي الفريق هيرتسي هاليفي ــ الذي قال إنه سيستقيل فى مارس بسبب الفشل فى منع الهجوم النتائج في خطاب، معترفاً بفشل الجيش وتحمل المسؤولية عن الثغرات، وقال: "هذه هي عملية التعلم لدينا. لقد تلقيت رسائل وردوداً، ولا أجد أى مشكلة فى ذلك. أنا أتقبل ذلك. مسؤوليتي تقع على عاتقي".
وأضاف هاليفى: "كنت قائدا للجيش فى السابع من أكتوبر، ولدى مسؤوليتي الخاصة. كما أتحمل ثقل مسؤوليتكم جميعا ــ التي أراها أيضا مسؤوليتي. وعندما أرى أيا من المرؤوسين يرتكب أخطاء، فإننى أرى نصيبى منها أيضا".
وقال مسؤول عسكري للصحفيين: "السابع من أكتوبر كان عبارة عن إخفاق تام والجيش أخفق فى تنفيذ مهمة حماية المدنيين الإسرائيليين كثير من المدنيين قُتلوا في ذاك اليوم وهم يسألون أنفسهم وبصوت مرتفع: أين كان الجيش الإسرائيلي؟"
وقال المسؤول أيضاً: "لم نتصوّر حتى أن سيناريو كهذا كان ممكناً" مشيراً الى أن عناصر فصائل فلسطينية تتقدمها حماس، باغتوا إسرائيل من حيث حجم الهجوم
وعلقت صحيفة تايمز أوف إسرائيل على التقرير قائلة إن المواد التى نشرتها قوات الدفاع الإسرائيلية تؤكد الفشل الهائل الذى كانت به لسنوات قبل هجوم حماس، وفي الساعات الأخيرة قبله، وأشارت الى انه لم يتم الاعتراف إلا بعد أشهر من الحرب بأن فرقة غزة العسكرية، الوحدة الإقليمية المسؤولة عن القطاع وحماية جنوب إسرائيل، هُزمت خلال ساعات قليلة
خلص هذا التحقيق أيضًا إلى أن سلوك جيش الدفاع الإسرائيلي، واتخاذ القرار، وتقييمات الاستخبارات فى الليلة بين السادس والسابع من أكتوبر كانت تستند إلى نتيجة سنوات من التقييمات الخاطئة حول حماس نتيجة لذلك، فشل مسؤولو الاستخبارات على جميع المستويات فى تقديم تحذير لما سيأتى.
ونتيجة لعدم إدراك سقوط فرقة غزة فى الوقت الحقيقى، لم تفهم هيئة الأركان العامة خطورة الهجوم، وفشلت فى تجميع صورة دقيقة للوضع على الأرض.